
البحر الأحمر / حنان عبدالله
حدوتتنا اليوم عن جزر الغردقة وسبب تسميتها (الحدوتة الثانية).
1- جزيرة العرب وجزيرة الميتين.
تقع هاتين الجزيرتين الصغيرتين بالقرب من شواطىء منطقة “الجمشة”، وكانت ترسو عندها مراكب البحارة العرب القادمة من الجزيرة العربية وعلى متنها العائلات والدواب، ويقيمون فى إحدى هاتين الجزيرتين قبل دخولهم مدينة الغردقة، لذلك سميت …. (جزيرة العرب)، أما الجزيرة الثانية تسمى (جزيرة الميتين) كانوا يدفنون موتاهم فيها، ولا تزال بعض القبور موجودة هناك حتى اليوم ومن هنا جائت التسمية …. (جزيرة الميتين).
2- جزيرتا سيول (الكبيرة والصغيرة).
تقع هاتين الجزيرتين بالقرب من جزيرة “شدوان” من ناحية الشمال الغربى، ويوجد على الجزيرة الكبيرة (فنار) لتحذير السفن من الإقتراب من الشعاب المرجانية حتى لاتصطدم بها، وذلك لموقعها القريب من خط الملاحة الدولى فى مدخل خليج السويس، ويوجد بها شاطىء رملى صغير تأتى إليه السلاحف كل عام فى شهر مايو وتحفر أعشاشها لرمى البيض، وموقع هذه الجزر الواقع بين مجموعة جزر الجوبل وجزيرة طوال من ناحية وجزيرة شدوان من ناحية أخرى جعلها فى مرمى التيارات البحرية القوية التى تشبة فى قوتها السيول وهذا سبب التسمية … “سيول”.
3- جزيرة شدوان.
تقع جزيرة شدوان فى مدخل خليج السويس وعلى بعد 35 كيلو متر فى الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الغردقة، دارت على أرضها معركة قصيرة بين قواتنا المسلحة والقوات الإسرائيلية ضمن حرب الإستنزاف التى إستمرت من بعد هزيمة يونية 1967 وحتى أكتوبر 1973، ففى فجر يوم الخميس 22/1/1970 هجمت القوات الإسرائيلية على الجزيرة جوا وبحرا وقامت بإنزال كتيبة من المظلات شمال الجزيرة فى محاولة منها لإحتلال الجزيرة، ودارت بينها وبين كتيبة الصاعقة المتواجدة على الجزيرة معارك طاحنة أدت إلى هذيمة العدو وإنسحاب جميع القوات الإسرائيلية من الجزيرة بعد فقدانها طائرتان مقاتلتان من طراز ” ميراج ” و “سكاى هوك ” وعدد كبير من الجنود والضباط، وكان للصيادين دور كبير فى مساعدة القوات المسلحة تمثل ذلك فى مساعدة اللقوات البحرية فى نقل الجنود والزخيرة والمؤن للجزيرة كما كانو يقومون بطلعات المراقبة والإستطلاع ومراقبة السواحل والتى وصل نطاقها إلى جزيرتى “تيران وصنافير” فى مدخل خليج العقبة.
سبب تسمية جزيرة شدوان بهذا الإسم يرجع إلى أن البحارة وكما ذكرنا سابقا كانو يعبرون خليج السويس عند أضيق مكان لتقليل خطر الأمواج العالية التى تشتهر بها هذه المنطقة وخصوصا فى حالة هبوب الرياح، فكانو يأتون من “راس محمد” ويتجهون شمالا إلى أن يصلو نقطة العبور فى “شعب على” ثم يعبرون الخليج حتى جزيرة “جوبال” على الجانب الآخر ومن ثم باقى جزر المنطقة.
أما فى فى حالة الجو الهادىء وقلة الرياح فكانوا يعبرون مضطرين من “رأس محمد” إلى جزيرة شدوان مباشرة فى هذا الجو الخالى من الهواء الذى لا يحرك أشرعة مراكبهم وتتحكم فيهم التيارات البحرية، وبما أن جزيرة شدوان بعيدة إلى حدا ما عن باقى مجموعة جزر الجوبل فما زال أمامهم الكثير فى الوصول إليها، فعندما يصلون الجزيرة كانو يقولون (مسكنا القليل) أو يقولون كلمة “شدوان” التى تنقسم إلى قسمين “شدو” وهى تعنى (الجزء القليل من الشىء الكثير)، وكلمة “وان” تعنى هبوب النسيم الضعيف كما ورد فى لسان العرب، والبحارة هنا يقصدون بهذه التسمية أن هبوب النسيم الضعيف إضطرهم إلى التوجة بعيدا إلى هذه الجزيرة المنفردة، وأمامهم الكثير للوصل إلى هدفهم وهى مجموعة جزر الجوبل لذلك سميت ….. “شدوان”.
4- أم جمعر.
هى جزيرة صغير على بعد خمسة عشر كيلو متر تقريبا من المدخل الشرقى لميناء الغردقة، وبها فنارلإرشاد المراكب الراغبة فى دخول ميناء الغردقة، وسميت بهذا الإسم توصيفا لشكلها الذى يشبة ظهر البعير، وكلمة (كمعر) فى قاوس المعجم الوسيط تعنى (سنام البعير) وكلمة (جمعر) تعنى (الأرض الغليظة المرتفعة)، وهذه كلها معانى توصف شكل الجزيرة التى تشبة فى تكوينها الصخرى سنام البعير لذلك سميت …. “أم جمعر”.
5- الفنادير.
تقع هذه المنطقة على بعد 4 كيلو مترات تقريبا من سواحل مدينة الغردقة، و فنادير مفردها “فنديرة” وهى عبارة عن صخرة كبيرة لاترقى إلى كونها جزيرة لصغر حجمها إذ ما قورنت بالجزيرة، وغالبا ما تكون متناثرة حول الجزر الكبيرة مثل (فنادير الجوبل وفنديرة طوال وفنديرة الجفتون الصغير وفنديرة جيسوم)، وأصل كلمة فنديرة هى (الصخرة الكبيرة)، وبما أن هذة المنطقة من الشعاب يوجد عليها عدد 4 من هذه الفنادير فسميت ….. “الفنادير”.
عن مقاله للاستاذ الباحث : صلاح سليمان الرشندى



