دَنَـتْ منًِي كَـبَــدرٍ كَـادَ يُغْـشـيــنــي فَبُهِـرتُ واسـتـنـفَـرْتُ مَا يُـوافـيـني وكأنًَهـا حورية ضَـلًَـتْ والحُـسـنُ صُحْـبَـتَـهــا , والـدًَهشُ يُصْـلـيـنـي مِـنْ أىًِ فِـردَوْسٍ نَـزَلــتَ يـابَــدرُ, -قُــلـتُ .فـقـالـتْ:مَـنْ يُـنــاديـني قُلتُ:الهَـنـئُ -فَاتنتي بأمسٍ لـم يَـرَ كَمَـثـيـلـهِ في ذابـلِ العُمرِ الضنـينِ وأُقسمُ بالذي سَوًَاكِ بَـدراً أنًِي..قـدْ سبيتُ..وغابَ عنًِي فرَاسَةُ التَفْنينِ فَـتَبَسًَمَتْ وافْتَرًَ ثَغْرٌ فيهِ:لُـؤلُـؤها الغَوىٌُ حَسِـبتَـهُ:دُرًَاً , سـيُـثْـريـني قالـتْ:أرَاكَ وقـدْ بَـدَوتَ: كشـاعـرٍ حُلوُ الكلامِ وَبوْحُكَ جَدًُ..يُرْضيني لكنًِي أبـداً لم أثـقْ في شاعرٍ..فَالـ شًِعرُ وَهْمٌ في خَيَالٍ ليسَ يكـفـيني فَـأنـا بَـتـولٌ قـد نَـزَلـتُ جُـوارَكـم: -عَرَضَاً-..وسَعْيُـكَ لَيسَ يُغْـريني ولستُ كَـنِسـوَةٍ يُطْرَِبـنَ من عسَلِ الكلامِ فَلي:سُبُـلٌ وأغْوارٌ تُعَزًِيني قُلتُ استعيـذي بالغَرَامِ وخَفًِفي وطْأ الهَواجسِ والـتشَبًُـث بالظُنونِ فَبي:غـرامٌ قد تَمَلًَكَ من فـؤادي وذُبـتُ فـيهِ, تَمَهًَـلـي لا تفْجَعيني قالتْ:بحَقًِـكَ لا تَـزِدْ مَا حَاجتي للشعرِ والشُعرَاءِ يكفيني يقيني