كتب _ نهاد عادل
درست كيفية التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة، وكيفية دمجهم في المجتمع، ومن هنا قررت أن تطبق دراستها عمليا ، فقررت أن تخوض التجربة مع صديقتها ، لتكون أول تجربة في هذا المجال في مصر.
توجهت أمنية إيمان البحر درويش ابنة المطرب الشهير إيمان البحر درويش، وحفيدة الموسيقار الأشهر سيد درويش، لإنشاء أول مقهى في مصر لذوي الإحتياجات الخاصة، وتحديدا المصابين بمتلازمة داون، واستعانت بصديقتها داليا عبد الله عبد العزيز ليخوضا التجربة سويا.
في منطقة سموحة بالإسكندرية أقامت الصديقتان المقهى المجهز بكافة وسائل التعامل مع ذوي الإحتياجات، ومصابي متلازمة داون، حيث وفرت لهم وسائل ترفيهية، ومحاضرات يلقيها متخصصون في التعامل معهم، وورش تدريبية، كما قررت أن يكون العاملين في المقهى من ذوي الإحتياجات.
ويشرح طارق محمد مدير المشروع الفكرة ويقول إن الفكرة تقوم على كيفية توفير مكان يناسب ذوي الإحتياجات الخاصة ومصابي متلازمة دوان، ويمكنهم من خلاله العثور على مكان ترفيهي لهم، يجدون فيه كل ما يلبي ويشبع رغباتهم، من مشروبات ووسائل ترفيه، كما يتعاملون فيه مع مواطنين عاديين يمكنهم الإندماج معهم والتعرف عليهم، ومساعدتهم في إخراج قدراتهم والتعبير عن مشاعرهم.
ويضيف أن المقهى كان يدرب اثنين من الشباب من ذوي الإحتياجات هما كريم وداليا، حيث كان يعملان في المقهى ويقدمان الطلبات للزبائن، وظل كريم يمارس عمله حتى اللحظة، فيما اعتذرت داليا بعد ذلك عن مواصلة العمل، مشيرا إلى أن المقهى يقدم جرافيك ورسوم تعبيرية لذوي الإحتياجات لتنمية مهاراتهم، وورش تدريبية لصيد الأسماك وكافة الهوايات التي يجيدها ويعشقها ذوي الإحتياجات.ولا يقتصر زبائن المقهى كما يقول طارق على مصابي متلازمة داون، بل زواره من مختلف الفئات، لأن الهدف هو دمج ذوي الإحتياجات في المجتمع، وبالتالي لابد أن يكون المقهى وزبائنه معبرين عن كافة أطياف المجتمع لتحقيق الغرض منه، مؤكدا أن المقهى يقدم ركنا خاصا بالألعاب الفكرية وغيرها وركنا خاصا لمشاهدة التلفاز ومطعم وكافية لتقديم الأطعمة والمشروبات.
وأضاف أن كريم وهو الشاب الذي يعمل داخل الكافيه يلقى معاملة متميزة من زوار المقهى، موضحا أن جميع الضيوف من ذوي الإحتياجات ومتلازمة دوا ، لديهم ذكاء كبير ومهارات متميزة تحتاج لمن يساعدهم في الكشف عنها وتنميتها ومن ثم إبرازها وخروجها للنور.
ويشير طارق إلى أن المشروع يهدف إلى رعاية هولاء الموهوبين، وتقديمهم للمجتمع للإستفادة من مواهبهم ومهاراتهم وقدراتهم، مؤكدا أن هذا هو الربح الحقيقي للمشروع دون النظر لأي عوائد أو أرباح أخرى.