أحد مفاتيح السعادة
بقلمى / حافظ عبدالله
الإنحطاط الأخلاقي يبدأ من الفرد ، حينما ينظر للآخر على أنه سئٌ
دائماً متناسياً ذلك السوء الذي يملئ أفعاله ، حينما يسيء لك ،
وتصمت فلا يعتذر ويرى ذلك نصرا مبينا ، حينما يحرق بلده ويرمي
السبب على أنه يكره هذا المسئول ، حينما يأكل وينظر للجائع
على أنه دائماً متسول كاذب ، حينما يقوم بتأويل النص الديني
على مزاجه ، وعندما يعبد الاشخاص ويدافع عنهم دون فهم ،
حينها ينشأ الإنحطاط الفعلي ،
أعي أن كلماتي هواء في شبك لكن قولها أفضل من كتمانها ، لعلها
تنبه أحداً ما،نعم لسنا مثاليين ويكذب من يقول أنا كذلك ، ونعم
أغلب ما يقال ليس حقيقياً ولكنه ليس دائماً وهما،
فالله جميل يحب الجمال لذلك خلق الجمال لنرى قدرة الله ،وجمال
خلقه وحسن الشكل والتكوين ، ولكن الجمال أن احتويته ، وجعلته
غاية المبتغى أتعبك لآنه لم يكتب له الدوام،
لذا يكون البحث عن الروح والنفس البشرية الارتياح والتكيف أولى ،
مع تواجد جمال المظهر ضمن حدودك ، فالجمال أمر نسبي فليس كل
جميل كامل،فالكمال وحده لله سبحانه،ربما يكون الفرد جميل المظهر
لكنه قبيح الأخلاق أو عديم الإحساس ،أو مشاعره غير مستقرة لذلك
تعلم وتيقن أنه ليس للجمال قياس ، فقد تنظر إلى وردة جميلة تبهرك
بمنظرها وحسنها ، وحين تقرب إليها تشتمها تجدها بلا رائحة وهنا
تفقد الكثير من جمالها الذى كانت عليه فى نظرك قبل الاقتراب منها،
وهكذا يجب أن ندرك أن التعايش مع من ترتاح اليه النفس وليس العين ،
فذلك يعتبر أحد أهم مفاتيح السعادة والراحة المنشودة.