أنباء اليوم
الجمعة 28 مارس 2025 11:29 مـ 29 رمضان 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزارة الخارجية الفلسطينية تدين شدة الاعتداءات المتكررة التي يشنها مستوطنون مسلحون مصر تدين الهجوم الذي استهدف قوة المهام المشتركة المتعددة الجنسيات بالمناطق الحدودية النيجيرية-الكاميرونية جامعة النيل تحصل على المركز الأول في الكرة الطائرة ولي العهد السعودي و عبد الفتاح البرهان يبحثان مستجدات الأوضاع في السودان رئيس الإمارات يجري اتصالا هاتفيا بشيخ الأزهر للاطمئنان على صحته جوتيريش: ما نشهده في جنوب السودان يذكرنا بالحروب الأهلية مانشستر سيتي يواجه بورنموث لإنقاذ موسمه نبض وحياة” … معرض أثري مؤقت للاحتفال بدور المرأة عبر العصور بالمتحف القومي للحضارة المصرية الرئيس السيسي يجرى اتصالاً هاتفياً بشيخ الأزهر للاطمئنان على صحته الفريق أول عبدالمجيد صقر يشارك مقاتلي الجيش الثالث الميداني وقوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب تناول وجبة الإفطار قرار جمهوري بالعفو عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الفطر وعيد تحرير سيناء الذهب يسجل أعلى مستوى له على الإطلاق فى البورصة العالمية

جبر الخواطر


قصة :محمد شاهين


كانت الرائحة شهية للغاية هذه المرة ،وكان الدخان يلف المكان حتى بدت الرؤية ضبابية مشوشة..


لم يعد ينتمى لعالمنا،وهو يتأمل قطعة اللحم المشوى على الفحم ،وذلك الرجل يعتنى بها عناية فائقة معباقى قطع اللحم الأخرى ؛التى بدأت تتحول إلى لون النضج الشهى ،وفاحت الرائحة منها مختلطة بتوابل،وخلطات تثير الشهية، وتذهب بالألباب..


كان اعتاد يوميا أن يأتى هنا ،يدفع النقود ويطلب الوجبة الممتعة ،ثم يقف فى انتظار تحضيرها..


ولكن للأسف لم تكن له هو..


كان طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره، تبدو ثيابه رثة بعض الشيء،يأتى كل يوم ،ومعه ثمن الوجبة التىيتناولها صاحب العمل فى نهم شديد يوميا ..


كان يرسله للمطعم ،ويناوله النقود وهو يُحفظه اسم الوجبة التى لم يذق منها شريحة فى يوم ما..


ولمحه..


كان مالك المطعم يجلس هذه المرة على مكتبه ،على غير العادة..فلقد اعتاد على قيلولة يومية ،ولكن لم يمارسعادته هذه المرة لانتظار صديق له..


لمحه ،وقد سال لعاب الطفل واتسعت عيناه ،وبدأ جسده فى الارتعاش من أثر لذة الرائحة المحرمة..


أشار إلى أحد عمال المطعم ،فهرول إليه قائلا:


- أيوه يا حاج .أوامرك. .


أشار الحاج إلى الطفل..


- مين ده ..وعاوز ايه..


نظر الرجل إلى الطفل وهمس:


-ده بيشتغل عند المعلم رجب ..بتاع الخردة إللى فى أول  الشارع يا حاج..بيجى كل يوم ياخد وجبة للمعلمبتاعه..


هز الحاج رأسه متفهما ،وقال:


- خليه يجيلى. .


انطلق الرجل ثم أمسك الطفل الذى فزع من الصدمة ،فقد كان فى عالم ساحر آخر..


أتى الرجل بالطفل إلى الحاج الذى صافحه مبتسما،وهو يقول:


-اسمك إيه..


-محمود..


- أنت بتجيب لمين الأكل ده يا محمود..


ارتعش محمود وهو يهمس:


- للمعلم رجب ..صاحب الشغل بتاعى


ابتسم الحاج وهو يقول :


-اكلت منه قبل كده


خفض صوت الطفل ،وبدأ خيط من اللعاب يسيل من طرف فمه ،وتهدج صوته وهو يقول:


-لأ يا حاج


صمت الحاج قليلا، وقد شعر بغصة فى حلقه ..


ثم وجه كلامه للرجل الذى يعمل فى مطعمه. .


- من هنا ورايح كل ما محمود ييجى يجيب أكل للمعلم بتاعه تعمل له وجبة زيها علشانه،ولو عاوز يقعدياكلها هنا يقعد..


ارتعش محمود فرحا وبدأت الدموع تسيل من عينيه ،وهو يهتف:


- بس يا حاج إنت ذنبك ايه تجيب لى أكل،


ابتسم الحاج وهو يتمتم:


- ذنبى..مش ذنب ولا حاجة ..مش أنا اللى حاجيبلك الأكل ده يا محمود..


اتسعت عينا محمود متسائلا :


- طب مين يا حاج..


أشار الحاج إلى أعلى :


- ربنا يا محمود ..أنت بس قول الحمد لله ،وهو حيعملك كل اللى انت عاوزه..


تنهد محمود فى قوة ،وهو يهتف فى فرح :


-الحمد لله ..


(تمت)