كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي المتلفزة في الامم المتحدة بمناسبة الذكرى الـ٢٥ للمؤتمر العالمي للمرأة
متابعة_رحاب جاد
السيد رئيس الجمعية العامة،
السيد سكرتير عام للأمم المتحدة،
السيدات والسادة،
إن احتفالنا اليوم بمرور 25 عاماً على اعتماد "إعلان وبرنامج عمل بكين للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة" يعد تتويجاً للجهود العالمية المشتركة التي بذلت خلال الفترة الماضية لحماية وتعزيز حقوق المرأة وتمكينها على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالمرأة تمثل نصف المجتمع الذي يتعين الاهتمام به لضمان نهضة وإصلاح وتقدم المجتمع ككل وتحقيق التنمية المستدامة.
وعلى المستوي الوطني؛ استطاعت مصر أن تخطو خطى ثابته خلال الفترة الماضية في مجال تحقيق المساواة وتمكين المرأة، واحتفلت العام الماضي بمرور 100 عام على مشاركة المرأة المصرية في الحياة العامة، وكانت من أوائل دول العالم التي وضعت استراتيجية وطنية لتمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتوفير الحماية لها، كما تم تطوير البنية التشريعية ذات الصلة بالمرأة من خلال إقرار عدد من التشريعات الجديدة وتعديل التشريعات القائمة بما يكفل للمرأة المصرية المساواة الكاملة والفرص المتكافئة، ويدعم مشاركتها الفاعلة في الحراك المجتمعي، دون أي تمييز، مع ضمان حمايتها من كافة أشكال العنف والتحرش، والالتزام بتوفير الرعاية لها في مراحل عمرها المختلفة.
وقد أثمرت هذه الجهود عن العديد من النتائج الإيجابية من بينها ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في البرلمان المصري إلى 25 % ومجلس الوزراء، كما اعتلت المرأة المصرية منصة القضاء، وتقلدت العديد من المناصب الهامة ومن بينها محافظ الإقليم ومستشار الأمن القومي.
كما تحرص مصر على التعاون على المستويات الدولية والإقليمية من خلال المشاركة في كافة المبادرات ذات الصلة بتمكين المرأة والارتقاء بأوضاعها، وتستضيف مصر حالياً مقر منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، كما تشرف مصر باختيارها لاستضافة مقر منظمة تنمية المرأة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وهو كيان جديد واعد من المقرر أن يبدأ عمله خلال الفترة القادمة، وسيعني بالنهوض بدور المرأة وضمان تمكينها وتحقيق المساواة بين الجنسين في إطار العمل الإسلامي المشترك، وستترأس مصر أيضاً مؤتمر وزراء المرأة في منظمة التعاون الإسلامي على مدار العامين القادمين.
السيدات والسادة،
تؤكد مصر أهمية تعزيز مشاركة المرأة ومساهمتها الفعالة في مفاوضات السلام وبناء السلام وتبذل قصارى جهدها للمساعدة في تنفيذ أجندة المرأة والسلم والأمن، فقد شاركت مصر بفعالية في صياغة الاستراتيجية الإقليمية العربية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 في إطار جامعة الدول العربية لتتناسب مع معطيات المنطقة العربية، ومن أهمها العمل على وقف معاناة المرأة الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعزيز دور المرأة في مكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة. كما أعلنت مصر في مايو ۲۰۱۹ عن البدء في صياغة خطة العمل الوطنية الأولى لتنفيذ أجندة المرأة والسلم والأمن، ليكون ذلك تتويجاً لمساهمة المرأة المصرية في جهود صنع وحفظ وبناء السلام.
ختاماً، فإن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وحماية وتعزيز حقوقها هي عناصر تمثل ركائز أساسية لضمان نهضة المجتمعات الإنسانية ولتحقيق التنمية المستدامة، ولا يمكن أن يتم تعزيز وحماية حقوق الإنسان بشكل كامل دون حماية حقوق المرأة وتمكينها، وبما يتفق مع ما جاء في العهود والمواثيق الدولية ذات الصلة. وأدعو الجميع من موقعي هذا إلى المشاركة بشكل صادق وأكثر فعالية لضمان التنفيذ الكامل لإعلان وبرنامج عمل بكين.
وشكراً