أنباء اليوم
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:40 مـ 12 ربيع أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
المنتخب الوطني لكرة اليد للشباب يتوج ببطولة أفريقيا بفوزه على نظيره التونسي في المباراة النهائية محافظ الدقهليه وأمين حزب مستقبل وطن بالدقهليه يفتتحون مدرسة عمر بن عبدالعزيز التجريبية بالمنصورة جامعة المنوفية تنظم ورشة عمل توعوية حول جدري القرود وسبل الوقاية والعلاج رئيس الوزراء يُغادر مطار الملك خالد الدولي عائدًا إلى القاهرة مدرسة منشية جبريل تحتفل بختام الأنشطة الصيفية الطلابية وتقدم حديقة الحيوان المصغرة كأول مدرسة حكومية تقدمها إطلاق تطبيق ذكي لسكان العاصمة الإدارية للحصول على كافة الخدمات التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الشرطة العراقي و النصر السعودي بدوري أبطال آسيا محافظ المنوفية يشهد احتفال الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف وزير الإسكان يستقبل السفير البريطاني بالقاهرة وزير الري يشارك في جلسة ”السلام وتغير المناخ والأمن المائي في المنطقة العربية وزير الري يلتقى رئيس المجلس العالمى للمياه ولي العهد السعودي يستقبل رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له . .فيديو

الانتخابات الرئاسة الأمريكية 2020







بقلم محمد نعيم حسنى المحامى
غالباً ما تحظى برامج وتصريحات مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالاهتمام والتحليل، بالنظر إلى ما تقدمه من مؤشرات على الكيفية التي سيتعاطى بها المرشح الفائز مع مختلف القضايا سواء أكانت داخلية أم خارجية؛ ولهذا فإن تحليل رؤية كل من الرئيس دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، وجو بايدن مرشح الحزب الديموقراطي لقضايا الشرق الأوسط المختلفة يمكن أن تسهم في رؤية التحولات المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه هذه المنطقة، التي تحظى بأهمية استراتيجية واقتصادية وسياسية بالنسبة للولايات المتحدة.
تعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر 2020 التاسعة والخمسين لرئاسة الولايات المتحدة، ويخوضها الرئيس الحالي دونالد ترامب ممثلاً عن الحزب الجمهوري الذي يسعى إلى إعادة ترشيحه لولاية ثانية، وجو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي الذي يعد من أهم السياسيين الذين عملوا في العديد من الإدارات الأمريكية على مدار السنوات الماضية، وشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي في إدارة باراك أوباما، ولديه خبرة كبيرة في قضايا السياسة الخارجية الأمريكية، وخاصة منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي الانتخابات في ظل تحدي غير مسبوق وهو جائحة كورونا، التي تحولت من أزمة صحية يفترض أن توحد المجتمع الأمريكي إلى قضية سياسية بامتياز، تم استغلالها وتوظيفها في الحملات الانتخابية لكلا المرشحين؛ فـجو بايدن، صَعَّد من انتقاداته لترامب، لما وصفه بـ “الأخطاء الكارثية” التي ارتكبها في التعامل مع هذه الجائحة، وما أدت إليه من نتائج كارثية، قائلاً: “إن استجابة ترامب لتفشي الفيروس غير ملائمة، وغير فعالة بينما سعى ترامب إلى نفي هذه الانتقادات، وصرح مراراً بأن الديموقراطيين يستخدمون الفيروس الجديد كخدعة انتخابية
فإن هناك شبه اتفاق لدى العديد من المراقبين على أن هذا الوباء سيلعب دوراً رئيسياً في حسم نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة أن الولايات المتحدة تعد أكثر دول العالم تأثراً بهذه الجائحة سواء بالنسبة لعدد الإصابات أو الوفيات. كما أنها خلفت نتائج كارثية على الاقتصاد الأمريكي، وأدخلته في مرحلة ركود
وفي حين كان ترامب قبل ظهور هذه الجائحة – كثيراً على الاقتصاد في حسم نتيجة السباق الانتخابي، فإنه الآن يواجه موقفاً صعباً مع استمرار هذه الجائحة وتداعياتها على الاقتصاد الأمريكي، حيث ترجح استطلاعات الرأي الأخيرة تقدم بايدن بصورة كبيرة، بل وتشير إلى أن 72% من الأمريكيين يرون أن بلادهم تتجه نحو المسار الخاطئ في ما يتعلق بإدارة ترامب لأزمة جائحة كوروناولهذا فإن هذه الانتخابات الرئاسية ستكون أشبه بالاستفتاء على أداء الرئيس ترامب في التعامل مع أزمة وباء كورونا وكيفية احتواء آثارها.
وتمتد تأثيرات هذه الجائحة إلى ما هو أبعد من عملية توظيفها سياسياً في السباق الانتخابي، لتطال عملية الاقتراع ذاتها. فاستمرار المعدلات المرتفعة بالإصابة بهذا الفيروس في صفوف الأمريكيين، قد يضطر نسبة كبيرة منهم إلى الإحجام عن المشاركة في الانتخابات، إذ تشير التقديرات إلى أن حوالي ثلثي الأمريكيين لا يشعرون بالراحة عند الذهاب إلى أماكن الاقتراع للتصويت وسط تفشي الفيروس؛ ولهذا، فإن ثمة مخاوف من أنه إذا لم يتم إجراء أي تغييرات على كيفية إجراء التصويت في الانتخابات لضمان سلامة الناخبين، فهناك خطر حقيقي من انخفاض نسبة المشاركة فيها بصورة كبيرة، وهو الأمر الذي قد يهدد شرعيتها، خاصة إذا ما لجأت السلطات إلى إغلاق الأماكن التي قد تشهد انتشاراً كبيراً للفيروس، ومن ثم منع الناخبين من التصويت ولعل هذا يفسر التساؤلات التي طرحها بعض السياسيين والمتابعين، بما فيهم الرئيس ترامب نفسه، حول إمكانية تأجيل هذه الانتخابات في حال استمرت جائحة كورونا أو تفاقمت.
أما بالنسبة للثوابت السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط
فإن منطقة الشرق الأوسط لها أهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة، لاعتبارات سياسية واستراتيجية واقتصادية وأمنية، وهناك مجموعة من الثوابت التي ترتكز عليها السياسة الأمريكية في التعامل مع هذه المنطقة، بغض النظر عن من يحكم البيت الأبيض، سواء أكان من الحزب الجمهوري أو الديموقراطي، تتمثل أهمها في
الحفاظ على أمن إسرائيل: يمثل هذا الأمر مصلحة أساسية للولايات المتحدة بسبب الارتباط بين البلدين المتمثل في وجود قيم مشتركة وتواصل ثقافي بين المجتمعين الأمريكي والإسرائيلي، فضلاً عن الدور الذي تلعبه جماعات المصالح اليهودية في الولايات المتحدة ووسائل الإعلام الأمريكية في إيجاد بيئة سياسية مؤيدة لإسرائيل، ومدافعة عنها ولهذا فإن الحقيقة التي يتفق عليها جميع رؤساء الولايات المتحدة، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، هي الحفاظ على أمن إسرائيل وضمان تفوقها النوعي على جميع جيرانها في الشرق الاوسط وبالنسبة لمرشحي الرئاسة الحاليين ترامب وبايدن، فلم تتغير هذه الرؤية، فكليهما أعلن في أكثر من مناسبة التزامه بأمن إسرائيل، وإن كان ترامب قد أظهر انحيازاً أكبر من أي رئيس آخر تجاه إسرائيل على النحو الذي ظهر في مواقفه من قضايا جدلية مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة الأمريكية إليها، والاعتراف بسيطرتها على مرتفعات الجولان السوري وغير ذلك.
محاربة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة تُشكل هذه القضية أحد أولويات السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والعالم بوجه عام، وهذا ما يؤكده دوماً التقرير السنوي لمكافحة الإرهاب الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، فالتقرير الأخير لعام 2019 شدد على ضرورة الحاجة الملحة إلى مواجهة التهديدات الإرهابية، بما في ذلك “داعش” و”القاعدة” والجماعات المدعومة من إيران وكذلك المنظمات الإرهابية الإقليمية. وكشف هذا التقرير أن خطر الإرهاب والعمليات التي تنفذها الجماعات الإرهابية المسلحة تركز في مناطق الشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب وغرب آسيا، من دون التقليل من خطر الإرهاب في كل أنحاء العالم. وحذر من توسع الأيديولوجيا المتطرفة لـ “داعش” و”القاعدة” حول العالم . ولعل هذا يفسر قيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش في سوريا والعراق، والإصرار على هزيمته؛ لأنها تدرك خطورة هذا التنظيم على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى الأمن الدولي
واما بالنسبة لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل تسعى الولايات المتحدة إلى منع انتشار أسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها، لأنها تدرك أن انتشار هذه الأسلحة يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. كما يمثل تحدياً لحلفائها خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار حقيقة أن القوى التي تسعى إلى امتلاك هذه الأسلحة تتبنى سياسات عدائية وتدخلية تزعزع استقرار المنطقة وخاصة أمن إسرائيل لمنع إيران من امتلاك تلك الأسلحة. وقد ركزت إدارة ترامب بشكل رئيسي على منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، وانسحبت من الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما معها عام 2015 رؤية ترامب وبايدن لقضايا الشرق الأوسط
رغم أن الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية غالباً ما تركز على القضايا الداخلية التي ترتبط بالمواطنين بشكل مباشر، كالتعليم والرعاية الصحية وأنظمة الضمان الاجتماعي، إلا أن قضايا الشرق الأوسط كانت حاضرة في أجندة كل من دونالد ترامب وجو بايدن، وحملاتهما الانتخابية، ويمكن تناول هذه القضايا على النحو التالي:
إسرائيل والقضية الفلسطينية، وهي من القضايا الرئيسية التي يتم إثارتها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يسعى كل مرشح لتوظيفها سياسياً للحصول على دعم اللوبي اليهودي المؤثر في هذه الانتخابات؛ وفي الوقت الذي يسعى فيه دونالد ترامب إلى إثبات أنه أكثر الرؤساء الأمريكيين تنفيذاً لوعوده في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعم إسرائيل، بالنظر إلى أنه قام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، ثم أعلن أخيراً عن خطته الداعمة لضم إسرائيل كل مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن فإن جو بايدن هو الآخر من المؤيدين لإسرائيل، وصرح في العديد من المناسبات بأنه ملتزم بأمن إسرائيل، كما يدعم إبقاء السفارة الأمريكية في القدس. لكنه يتبنى رؤية مختلفة بعض الشيء عن ترامب لحل القضية الفلسطينية، حيث يدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويرى أن نهج ترامب الأحادي قد جعل الوصول إلى تسوية على أساس الدولتين أكثر صعوبة، ويطالب إسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة
وهناك من يرى أن خطة السلام التي أعلن عنها ترامب في يناير 2020، والتي تشجّع إسرائيل على ضم الكثير من أراضي الضفة الغربية، تستهدف في جانب منها إعادة انتخابه، من خلال حشد الدعم له في أوساط الأمريكيين. وفي المقابل، فإن بايدن يتحفظ على هذه الخطة، ويعارض ضم أراضي من الضفة الغربية، باعتبارها تقوض فكرة حل الدولتين، وقال في أحد تصريحاته بخصوص خطط إسرائيل ضم أراضي من الضفة إنه إذا ما تم انتخابه رئيسًا، فلن يكون ملزماً بكل ما يعترف به ترامب، وقد يتراجع عن أي خطوات من هذا القبيل وهذا الموقف وإن كان يمثل رادعاً لإسرائيل، إلا أنه قد يدفعها إلى سرعة تنفيذ مخطط الضم قبل إجراء الانتخابات الرئاسية أما بالنسبة
لمستقبل السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط فمن المحتمل أن تشهد السياسة الأمريكية بعض التغيرات تجاه بعض القضايا، والتي تعبر عن رؤيته للسياسة الخارجية ولطبيعة الدور الذي يفترض أن تلعبه الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط والنظام الدولي بوجه عام فإننا سننتظر ما سوف تسفر عنه نتيجة الانتخابات القادمة