مرفت النبوي تكتب : أُوَيس
ذكر النبي صلي الله عليه وسلم بعض الفضائل لمن يأتون من بعده، فمدح النبي عليه الصلاة والسلام قرونا عاش فيها اقوام صالحون.
حيث قال : « خير الناس قرني ثم الذين يؤلونهم ثم الذين يؤلونهم »
وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أشخاص بعينهم ليقتدي بهم الناس، كما ذكر الله تعالي اشخاص بغير الانبياء لتقتدي بهم البشرية ، كما في قوله «؛وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاَ أن يقول ربي الله» .
ممن ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، التابعي : أويس بن عامر بن مالك القرني المرادي اليماني .
تمني واشتاق اويس القرني أن يرحل من اليمن إلي المدينة ليري النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن كانت له أم تحتاج إلي رعايته وإلي مجالسته وكان يستطيع أن يستأجر لها من يقوم برعايتها ، لكن الأم لا تريد أي أحد سوي ولدها فهي تحبه وتحب رائحته الطيبة ، لكن اويسا قال لأمه أنه يريد لقاء رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، قالت الأم لا تخرج فلم يقل قولا فوق قولها فجلس عندها.
إذا بالوحي يأتي من فوق سبع سموات إلي الرسول صلى الله عليه وسلم ليخبره عن رجل في زاوية من زوايا بيت في اليمن يقول النبي صلى الله عليه وسلم «خير التابعين أويس القرني ، خير التابعين أويس القرني ، له أم هو بها بَرُ كان به بياض فشفاه الله منه إلا موضع درهم وكان من الاتقياء الأتقياء ، متخف ،ٍ من ادركه فليستغفره » صحيح مسلم
ثم التفت النبي صلى الله عليه وسلم في جمع من الصحابة فقال: ياعمر ، يا علي إذا لقيتماه فاستغفروه يغفر الله لكما .
بعد انقضاء زمن أبو بكر الصديق وجاءت أمداد وأمداد من اليمن فمازال عمر بن الخطاب يبحث عن أويس ليستغفره له.
وفي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه وبين قصته ، قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتي امداد أهل اليمن سألهم ؛ أفيكم أويس بن عامر ؟ قال : نعم ، قال من مراد ثم من قرن قال : نعم ، قال لك والدة قال : نعم ، قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ، من مراد ثم من قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له أم هو بها برٌ لو أقسم عليّ لآبَرَه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ، فاستغفر لي، فاستغفرله
فقال عمر أين تريد ، قال : الكوفة ، قال ألا أكتب لك إلي عاملها ، قال: أكون في غبراء الناس أحبُ اليّ ، قال فلما كان في العام المقبل حج رجل من اشرافهم فوافق عُمر فسأله عن أويس، قال: تركته رث البيت قليل المتاع، فذكر له حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أويس فقال : إن استطعت أن يستغفر لك فافعل ، فأتي اويساً فقال استغفر لي. قال: أنت أحدث عهداَ بسفر صالح فاستغفر لي، قال ألقيت عمر، قال: نعم ، فاستغفر له ففطن له الناس فانطلق علي وجهه ، قال : أسير وكسوته برده ، فكان كلما رآه إنسان قال من أين لاويس هذه البرده.
تهتز الملائكة والسماوات لصوت ملهوف ، معروف في أهل السماء ، إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع ، فيغفر الله عز وجل من قبل عدد ربيعة ومضر.
أويس التابعي يشفع في عدد أكبر قبيلتين من العرب ، رغم أنه كان أمامه أن ينال لقب صحابي وليس تابعي، كانت رغبة أمه وتمسكها به، أويس رضي أمه، فرضاه الله .
رضي الله من رضي الوالدين ، فرضي الله عنه وارضاه واصبح سيد التابعين مجاب الدعاء ، معروف في أهل السماء شفيع لأهل الأرض.
لم نلتقي رسول الله صلي الله عليه وسلم. وأجسادنا في بلادنا ، لكن قلوبنا وارواحنا التقت برسول الله، قلوبنا في مكه ، وأرواحنا في المدينة.
قال أحد السلف بروا آباءكم تبركم أبناءكم .
اجعلوا بركم لأبائكم كَبِرِ أويس لأمه.
لا تقطعوا والديكم فالبر بالوالدين أعظم .