أنباء اليوم
الأحد 22 ديسمبر 2024 04:01 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

مرفت النبوي تكتب : غارت أُمُكم







لا تكلموني عن الإسلام ، إنما أروني الإسلام في أخلاقكم ، أيها الغاضبون لإهانة رسولنا وقدوتنا صلي الله عليه وسلم ، ورفعهم شعارات إلا رسول الله ، صدقتكم وصدقنا بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لابد أن نراجع أنفسنا في وقفه حتي لا نٌحاسَب علي كل كلمة تنطقها أفواهنا فواقع حياة النبي صلي الله عليه وسلم الذي يعيشه في بيته وبين نسائه كأي بشر متزوج لعدة نسوة ، يحصل بينهن الشقاق والخلاف ، وحسن خلقه ولين جانبه وحنكته في التعامل وارفاق الالفه بينهن ، علي كل رجل وامرأة التخلق في حياتهم الزوجية بأخلاق رسولنا وقدوتنا عليه أفضل الصلاة والسلام.
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم عند إحدي نسائه فأرسلت إحدي أمهات المؤمنين بصحّْفة فيها طعام. فضربت التي النبي صلي الله عليه وسلم في بيتها يَد الخادم، فسقطت الصحفة، فانفلقت ، فجمع النبي صلي الله عليه وسلم فِلَق الصحفة، ويقول كلو غارت أمكم، غارت أمكم» وهو يبتسم ولم يزد صلي الله عليه وسلم ، فكان الزواج ناجحاً
الإنسان في هذه الدنيا كائن متحرك لماذا؟!
لأن الله أوضع فيه ثلاثاً ، يتحرك ليكسب المال ، والزواج حفاظا علي النوع ، وتأكيد الذات حفاظا علي الذكر.
البشر علي إختلاف مللهم،واعرافهم وطوائفهم ، ومذاهبهم، وانواعهم، وشرائحهم، لا يزيدون عند الله عن نموذجين:
النموذج الأول : إنسان عرف الله فانضبط بمنهجه، وأحسن إلي خَلْقِه
النموذج الثاني: إنسان غفل عن الله فشقي وهلك في الدنيا والآخرة.
الإنسان يشعر أنه في الدنيا جنة والمرأة جنة الرجل، فالمرأة في الإسلام مُكَرمة أعظم التكريم حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم« أكرموا النساء فوالله ما آكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم يغلبن كل كريم ولا يغلبهن لئيم وأنا أحب أن أكون كريم مغلوب بدلا من أن أكون لئيم غالب »
وما توادا إثنان في الله فَفُرِقَ بينهما إلا لذنب أصابه أحدهما.
حينما يكون الزوج و الزوجه مستقيمان علي أمر الله فالود مستمر ومتنامي ، ليس لفترة بسيطه ، لكن هذا خطأ يجب تصحيحه للكثير من الأزواج،
ييقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله الذي رزقني حب عائشة»
رغم الغيرة الزائدة لأمنا عائشة لن تغير ساكنا لرسولنا وقدوتنا صلي الله عليه وسلم، ولم يغير من استقر حبها في قلبه.
تقول عائشه رضي الله عنها: أقبل النبي صلي الله عليه وسلم إليّ يوما في ليلتي ،قالت حتي إذا وضع رأسه علي الفراش فنهض بعض الليل خفت أنه قام إلي بعض نسائه، قالت : فقمت أتلمسه في ظلمة الليل
وكنت اطفيء السراج ، قالت فوقعت يدي علي شعره فاستيقظ صلي الله عليه وسلم، فقال لها جائك شيطانك، جائك شيطانك الذي يوسوس لكِ، فقالت أما أنت فليس لك شيطان ، قال أعانني الله عليه فأسلم » أنظر فلما وقعت يدها علي شعره لم يصرخ فيها ولم يسألها لما ايقظتيني ولم يحنط أو يغضب إنما مازحها قدوتنا صلي الله عليه وسلم.
قال تعالي « ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليهن »
الموده تعبير مادي عن الحب حينما تكون الزوجه ملئ سمع زوجها وبصره ، محققه لطموحه، حينما يكون الزوج ملئ سمع زوجته وبصرها ومحققا ً طموحها ، ينشأ بينهما الحب معبرا عنه بالإبتسامة
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته مبتسماً ضحكاً،
في كل عقود الزواج الذي يجري العقد يشترط أن يكون علي كتاب الله وسنة رسوله، فهل الزوجان طبقا ما في كتاب الله وسنة رسوله ، هناك تجربة رائعة في ماليزيا ، عندما لاحظت الحكومة إرتفاع نسب الطلاق ، أنشأ المسؤولون في ماليزيا مدرسة بشرط ألا يعقد أي عقد قران للزوجين إلا إذا نجحا في هذه المدرسة ، ستة أشهر يتعلم فيها الزوجان حقوق الزوج وواجبات الزوجة، ومسؤلية الزوج وآداب الحياة الزوجية، وتربية الأبناء، كذلك إذا عرف الزوج واجباته فهذا الركب لا ينصلح إلا بطريق العلم ، لا توجد مشكلة إلا أساسها الجهل.
فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم. وإذا اردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كُلَك، لذا البيت يجب أن يبني علي العلم، المرأه حتما تعرف واجباتها، والزوج
حتما يعرف واجباته ، هذه الأسره تسير إلي بر الأمان .
قال أبا آمامة لامرأته حينما تزوجها: أما بعد....... فقد قلت كلاما إن تَصدُقِي فيه يكن لك زخرا و أجرا ، وإن تدَعِيه يكن حُجةً عليك،
أحب كذا وكذا..... وأكره كذا وكذا....
وما وجدت ِ من حسنةٍ انشريها ، وما زجدتِ من سيئةٍ فاستريها، فالمرأة المؤمنة سيدةٌ ليست بفَضَّاحَة.
قالت: كيف نزور أهلي وأهلك؟
قال: نزورهم غِبطةٌ مع إنقطاع بين الحين والحين .
قالت: فمن الجيران يجب أن تسمح لهن بدخول بيتك ومن تكره ؟
قال: بيت فلان قوم صالحون ، وبيت فلان قوم غير ذلك.
قال: مر علينا عام وفي يوم عدت إلي البيت فإذا بأم زوجتي عندنا رحبتُ بها أجمل ترحيب وكانت قد عَلـِمت من ابنتها أنها في أحسن حال، قالت لي يا أبا أمية ما أُتِيَّ الرجال شراً من المرأة المدللة فوق الحدود ، فأدب ماشئت أن تؤدب، وهذب ما شئت أن تهذب، ثم إلتفتت إلي ابنتها تأمرها بحسن السمع والطاعة.
ومر عشرون عاما لم أجد ما يعكر صفائي إلا ليلة واحدة كنت أنا فيها الظالم.
الحب والود يصنع بأيدينا وكلام الشياطين أنه يزول بعد الزواج ليس له دلالة لأن مهمة الشيطان تكمن في التفريق بين الزوج وزوجته .
الزوجة الصادقة تقدم دلائل محبتها لزوجها وتعبر له بذلك، كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تسأل النبي صلى الله عليه وسلم« كيف حبك لي ، فيقول لها كعقدة الحبل، فتسأله من حين لآخر كيف العقدة ، يقول علي حالها »
راجع حساباتك مع ربك أيها الزوج، وأنت أيتها الزوجه حتي لو كنت ِ غيورة كأمنا عائشة رضي الله عنها
إصنعي الحب بنفسك ............. إصنع الحب بنفسك..................