حكاية شهيد في الجنه . . العقيد أركان حرب حسام الدين كمال حلمي الباز 

ونبتدي الحكاية يوم ماتولد الشهيد حسام كمال 1 سبتمبر 1976 ابن المنصورة اللي يوم ميلاده الكل جيه يبارك ويهني لبكر ابوه وأمه اللي بحضوره غار القمر منه... ماهو لازم يغير منه لما انكتب في السماء انه هيموت شهيد....من صغره
بيتميز بالذكاء والنباهه ويلفت الانظار...والأم ترقى من العين ومتعرفش انه هيكون شهيد... حسام كان شاطر في المذاكرة وبدون مناهدة يجيب أعلى الدرجات ...يحب القراءه وجمع المعلومات... تسأله ياحسام نفسك تطلع ايه يقولك ظابط احمي بلدى وارضي وعندي حلم ولازم احققه وبكره اوصل لحلمي وتفرحوا.
وتعالوا نعرف مين هو الشهيد حسام كمال.

تفوق الشهيد حسام كمال بجميع المراحل الدراسية التي مر بها في حياته حيث كان لديه هدف الوصول إليه وهو ان يلتحق بالكلية الحربية مصنع الرجال وبالفعل التحق بالكلية الحربية عام....1994بعد إجتيازة كافة الاختبارات والصعوبات وتخرج منها في 1/7/1997سلاح المشاه الدفعه 91حربية... تدرج في جميع الوظائف الخاصة بسلاح المشاه، حصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية،كما حصل علي جميع الفرق الحرببة لسلاح المشاه.... شارك في تأمين ميدان التحرير بثورة 25يناير وفض اعتصام ميدان رابعة... عين لمنصب الحاكم العسكرى في دمياط عام 2014... حصل علي ماجيستير علوم عسكرية للدوره 61 اركان حرب... كما تم تعينه قائد عمليات الجيش الثالث الميداني بجبل الحلال شمال سيناء
حتي وصل إلى رئيس أركان اللواء الخامس المشاه الميكانيكي الفرقه 19 مشاه الجيش الثالث الميداني في الفتره من 1/7/2019الي 1/7/2020

الحالة الاجتماعية للشهيد حسام كمال؟
تزوج الشهيد حسام في 25 أغسطس 2005 من الدكتورة ايمان حمدي وانجب منها ثلاثة أبناء احمد، مريم، ملك فكان ونعم الاب الحنون لأولاده والحبيب والزوج والصديق والاخ والاب لزوجته وام أولاده.... فكان زوج وأب يعشق قضاء إجازته وراحته مع أسرته ليستمتع معهم باجمل الأوقات ولكي يعوضهم عن الفترات الكثيرة التي ينشغل بها بعمله وخدمة وطنه.... ظل الشهيد بار باهله وأخواته وأمه حتى آخر لحظات حياته فكان رجل بمعنى الكلمة تعتمد عليه أسرته وأهله بكل شئ لايكل ولايمل من خدمة وقضاء حوائج اهله وكل من يحتاج مساعدته .... فكان مؤمن بأن سعادة وراحة من حوله من سعادته وراحته هو ...كان كتوم بكل مايخص عمله طموح لأبعد الحدود في عمله عاشق لبلده وترابها لديه اصرار وعزيمة لحماية أرض وطنه الغالي مصر.

الأوسمه والأنواط التي حصل عليها الشهيد حسام كمال؟
نوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية
ميدالية اليوبيل الفضى لحرب السادس من اكتوبر عام 1973
ميدالية اليوبيل الفضي لثورة 23يوليو 1952
ميدالية اليوبيل الفضي لتحرير سيناء
ميدالية ثورة 25 من يناير عام 2011
ميدالية ثورة 30 من يونيو عام 2013
نوط الخدمه الطويله والقدوه الحسنه
حتي تلقي أعظم وسام ونوط الارض والسماء وهي نيل الشهادة في سبيل الله وهو صائم بشهر رمضان المبارك .

الاب الروحي للعساكر والمجندين؟
كان الشهيد حسام كمال يتمتع بروح قتالية وشجاعة وحماس بجانب احتفاظة بالجانب الإنساني... كان قائد انسان بمعنى الكلمة يجمع مابين القيادة الحكيمة والقوة وطيبة القلب والرحمة... تجاه من يستحق... فكان رجل لديه قدرة كبيرة على احتواء جميع من حوله متواضع رغم انه قائد قاعدة مهمه بشمال سيناء... صبور و مستمع جيد لكل فرد يحتاج إليه بشكوى، فكان العساكر والمجندين الذين يخدمون معه يلقبونه بالاب الروحي والقائد الإنسان حيث ذكر أحدهم انه كان لاياكل ولايتذوق الفطار برمضان الا حينما يتأكد ان الجميع وصل له الطعام ولا يكتفى بذلك فكان يأمر العساكر المسؤوله عن الطهي بإحضار ماتم طهيه للعساكر ليتاكد من جودة ومذاق الطعام وانه من نفس الطعام المقدم له على الإفطار .
فكان يلاحظ كل كبيرة وصغيرة تطرأ علي العساكر والمجندين ولا يتجاهل اي شئ بغرض توفير الراحه النفسية للعساكر والمجندين
فكان عبارته الشهيرة للعساكر والمجندين والظباط انا بابي مفتوح للجميع فعطفه وحنانه مع العساكر والمجندين إعطائهم الكثير من القوة والصلابه ليتحملون مشاقة الخدمة بالجيش بروح ونفسية راضية ومطمئنة فكانت اخلاقة الكريمة وحكمة عقله حافز قوي ليستمدوا قوتهم وعزيمتهم منها . فقد ذكر أحد المجندين ان الشهيد كان محب ومداوم علي قراءة سورة ياسين بصوته العذب ودائم التواصل والاطمئنان على من خدم وعمل معه وأنهى خدمته
فكان قائد بقلب أسد لايخاف ولايهاب الموت هدفه تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لبلده وشعبه والقضاء على كل إرهابي وتكفيري.
خاض العديد من المداهمات وتعرض لاصابات ورغم ذلك لم يتراجع عن الخدمة بسيناء بل كان ينتظر بفارغ الصبر إنهاء رسالة الدكتورة باكاديمية ناصر العسكرية ليعود للعمل بسيناء ساحرة الشهداء.

الايام الاخير بحياة للشهيد؟
تعرض الشهيد حسام للعديد من الصدمات الشديدة من فراق واشتشهاد زملاء له استشهدوا على يده وعن اشتشهاد أبطال واصدقاء له فكان يتألم لفراقهم وحرقة قلوب أهلهم وذويهم وبينما يجلس بمفردة تزرف دموعه غصب عنه لفراقهم مرددا لله لزوجته انا لسه دوري مجاش ليدعوا الله أن يكتب له الشهادة وينول شرفها واجرها العظيم عند الله
ولكي يترك وراءه ذكرى عطره تفخر بها أسرته وأولاده...فكانت اكثر هذه الصدمات صدمة موت ابيه الذي توفي في3/4/2021... فوالد الشهيد حسام لم يكن اب عادي فقد كان اب وأخ وصديق لابناءه وحنون وعطوف عليهم فكان ونعم الظهر والسند حقا.... فحينما توفي ذاق الشهيد ألم الفقد والفراق وبشدة حتى أنه شعر باليتم رغم سنه الكبير وكم كان يشتهي الرحيل لأبيه واحتضانه بقبره بعد أن فقد سر قوته في الحياة ولكنه قرر التفرغ لانهاء مناقشته رسالته التي اقترب موعد نقاشها والاعتناء اكثر بامه وأخواته محاولا ان يعوضهم عنه ولايشعرهم بغيابه الصعب ويمدهم بالصبر على فراقه حتى وان كان بداخله انكسار وحزن صعب أن تمحيه الايام ولكن لم يشاء الله له كل هذا على الأرض ليختار ان تصعد روحه إليه في جنة الخلد بجوار الشهداء والصالحين والصديقين وينعم بنعيم الجنه وليكن فطاره وهو صائم من طعام وافطار اهل الجنه.

ليلة استشهاد الشهيد حسام كمال؟
استشهد الشهيد البطل العقيد أح حسام الدين كمال يوم 18ابريل 2021 في السابع من شهر رمضان المعظم أثر حادث قطار طوخ الإرهابي اثناء عودته من عمله متجه لبلده المنصورة لكي يكون مع أفراد أسرته على مائدة إفطار رمضان ليبر امه وأخواته ويراضيهم بعد موت ابيه الذي لم يتجاوز ال 15يوم بعد صراع مع المرض ويحاول ان يعوضهم عن الأب الذي رحل ورحل معه كل شئ جميل فقد كان الاب هو سر قوة الشهيد حسام الذي فقدها بعد رحيل والده الذي لحق به بعد 15يوم .
فكم تمنى الشهيد حسام كمال شرف الشهادة في سبيل الله على أرض سيناء ساحرة الشهداء ولكن لم يشاء الله له الاستشهاد بارض سيناء
وقد قدر له الاستشهاد بالعشر الأوائل من رمضان لتصعد روحه الطاهرة لرب كريم وهو صائم لتلتقي روحه بروح ابيه في الفردوس الأعلى من الجنة.

مناقشة رسالة الشهيد الحاضر الغائب باكاديمية ناصر العسكرية ؟
نظرا لكفاءة الشهيد حسام كمال بعملة والتزامة بتوجيهات وتعليمات رؤساءه تم تأهيله لرسالة الماجستير والدكتورة باكاديمية ناصر العسكرية فقد اثبت كفاءته وبجدارة في تجميع المادة العلميةوبذل الكثير من الجهد والتعب فيها
لنيل زمالة كلية الحرب العليا فكان يجتهد ويسعي لتحقيق حلمه ولكن لم يحالفه الحظ وكانت هى ارادة الله حيث استشهد قبل مناقشة بحثه العلمي ب 22يوم
ولكن لم يريد الله أن يضيع اجر من أحسن عملا فقامت أكاديمية ناصر العسكرية باعتماد مناقشة رسالة الدكتورة للشهيد العقيد أح حسام الدين كمال وسط حضور زملاءه بالدفعه وقادة كليه الحرب العليا وزوجته وأولاده وأهله.... حيث بدا قادة كلية الحرب العليا بكماتهم التي اهتزت لها قلوب الحاضرين :
فقدت القوات المسلحه رجل من اشجع الرجال بطل بكل ماتحمله البطوله من معانى قضى عمره في خدمة الوطن والقوات المسلحه وقائد عظيم لعمليات الجيش الثالث الميداني بجبل الحلال ونتوجه الي المولي عزل وجل ان يتقبله من الشهداء وان يتغمده بواسع رحمته لما قدمه من بطولات واعمال ستظل خالده وتتذكرها الاجيال القادمة.

بسم الله الرحمن الرحيم(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله العظيم
سلام عظيم لروح الشهيد البطل العقيد أح حسام الدين كمال حلمي الباز.