وليد عبد الجليل يكتب - ما أجمل تلك الأقنعة
نعم ما أجمل تلك الأقنعة التي كانت تخفي وراءها قبح تلك الوجوه و سواد القلوب .
نعم ما أجملهاو ليتها لم تسقط فقد كشفت لنا زيف المشاعر التي طالما سعدنا بها و ملأت وجوهنا بسمة و أفئدتنا أملاً.
كشفت لنا كم كنا واهمين حين أخلصنا و حين ضحينا وحين بكت أعيننا حنيناً لمن لا يستحق و شوقاً لمن خدعونا بكلمات زائفة و بادعاء البراءة يوما و بدموع التماسيح .
نعم كم كنا ساذجين حين أدمت قلوبنا و حفرت في وجداننا مشاعر و عبارات لم تتجاوز لقائليها حدود الشفاه و لم تتخطي أطراف الأنامل .
نعم كم كنا ساذجين حين أتانا الغدر من مأمنه و حين خُذلنا ممن ساندناهم و ادخرناهم لتقلب الأيام و المحن و عثرات السنين .
كنا ساذجين للدرجة التي لم نفطن فيها أن الحب ضعف و التسامح و الإخلاص قلة حيلة لحين توافر البدائل .
ولم ندرك أن حسن الظن بلاهة و و الاطمئنان للآخرين و تصديق وعودهم ضرب من الغباء .
كنا ساذجين عندما خفنا من الوحدة و الظلام و نحن صغار و لم نعلم أن النور و الاختلاط بالآخرين هو أبشع و أكثر فزعاً .
كنا ساذجين حين لم ندرك ان اليد الوحيدة التي تأخذ بيدنا و تمسح دموعنا و تطيب جراحنا هي يدنا الأخرى و ليست يد أحد .