البيان الختامي لقمة بغداد
كتبت -أمال أمام
أعلن وزير الخارجية العراقي "فؤاد حسين" في ختام مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة أن الصراعات الداخلية في العراق لها أبعاد إقليمية والعكس الصحيح، وجمع الأضداد لصالح العراق.
وجاء البيان الختامي لمؤتمر بغداد تكيدا على الوقوف إلى جانب العراق، وتوحيد الجهود الإقليمية والدولية من أجل استقرار المنطقة، وكذا تبني الحوار لترسيخ تفاهمات على أساس المصالح المشتركة.
وشدد البيان الختامي للمؤتمر على دعم جهود العراق لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
وقال رئيس الوزراء العراقي، "مصطفى الكاظمي" ، لدى افتتاحه مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة "نرفض أن يكون العراق منطلقا لأي تهديد من أي جهة"، مشيرا إلى أن القضاء التام على الإرهاب يتطلب مواجهة الظروف والبيئة الحاضنة له، كما شدد على أهمية عودة العراق لمكانته الطبيعية.
وأضاف رئيس الوزراء العراقي، أنه لا عودة للماضي أو المسارات غير الديمقراطية أو الحروب العبثية، وأن "ما يجمع شعوبنا أكثر مما يفرقها".
من جانبه قال الرئيس الفرنسي، "إيمانويل ماكرون" ، إن مؤتمر بغداد يكتسب طابعا خاصا من أجل بناء الشراكات، "ونحن هنا من أجل العراق وأمنه واستقراره"، منوها إلى أن العراق عانى الكثير من الحروب والويلات وأن بلاده ملتزمة بتقديم الدعم للعراق وقواته المسلحة لمكافحة الإرهاب وبعدد من المشاريع في البنى التحتية العراقية، معتبرا أن نجاح الانتخابات المقبلة في العراق في مصلحة الجميع.
وقال ماكرون إن الإرهاب ما زال موجودا في العراق وسوريا وباقون لمكافحته ومصممون على المضي قدما في محاربته، مذكرا بأن العديد من دول المنطقة عانت كثيرا من أزمة اللجوء من سوريا، والمنطقة بحاجة لتنسيق جهودها، وأن يتحدث الجميع معا.
وقال الرئيس "عبد الفتاح السيسي" "نريد تدشين مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي"، وإنه لدى العراق العزيمة التي تشجعنا على التكاتف معا، منوها بالكثير من الإنجازات تم تحقيقها في العراق، وبأن الجيش العراقي تمكن من إلحاق الهزيمة بالإرهاب.
كما أعرب "السيسي" عن ثقته في الدولة العراقية في الوفاء بالاستحقاق الانتخابي المقبل، مؤكدا أن مصر تدعم العراق لاستعادة مكانه التاريخي وموقعه في العالم العربي.
ومن جهته، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن وجودنا في بغداد هو لتعزيز سياسة الانفتاح، وإن دعم العراق أولوية للجميع.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فأكد في كلمته أن العراق مؤهل لدور فاعل في إرساء الأمن والسلام في المنطقة، وأن أمن العراق من أمن دول المنطقة، داعيا المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للعراق.
من جانبه قال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد فأكد في معرض كلامه أن استقرار الأمن في العراق يسهم في استقرار المنطقة، وأن العراق تمكن من التغلب على معظم التحديات التي واجهته، مثمنا تعاون العراق في إغلاق ملف المفقودين والأرشيف.
من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود دعم المملكة للعراق، مشيرا إلى أن "القيادة في السعودية لا تدخر جهدا في دعم العراق على كافة الأصعدة".
وفي كلمة له في "مؤتمر التعاون والشراكة" في بغداد، قال الأمير فيصل بن فرحان: "الاجتماع يتزامن مع تحديات تتطلب منا رفع مستوى التنسيق".
وجدد التزام المملكة بدعم واستقرار وتنمية العراق، ودعم حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بما يضمن استقرار العراق. ولفت إلى أن السعودية تواصل التنسيق مع العراق لمواجهة خطر التطرف، مثمنا دور الحكومة العراقية في ضبط السلاح المنفلت بيد الميليشيات، وأكد على أن "الحوار هو نهج المملكة في التعاطي مع أي خلافات دولية أو إقليمية".
وتتباعت كلمات المشاركين في المؤتمر حيث قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن استقرار العراق أمر حيوي وإن دول الجوار لن تنعم بالاستقرار إذا لم يكن العراق مستقرا.
وأضاف أن بلاده مستعدة لتقديم "كافة الدعم" للحكومة العراقية لمحاربة الإرهاب.
وقال إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اتخذ خطوات لتحقيق مطالب المتظاهرين، معبرا عن التأييد لنهجه في احتضان جميع الفئات، ولا مكان للإرهاب في مستقبل العراق ومنطقتنا.
وبدوره أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان دعم بلاده لأمن واستقلال ووحدة العراق، قائلا "سارعنا لمد يد العون للعراق على مسار مكافحة الإرهاب ولم ندخر جهدا في هذا السبيل". وتابع "نشوء داعش كان من أهم المخاطر التي تعرضت لها المنطقة والعراق تضرر كثيرا" وأضاف "طهران تؤكد دوما على تحقيق السلام عبر الحوار والتباحث وما نحتاجه هو الوصول للأمن الإقليمي المستدام".
وعُقد في العاصمة العراقية "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" بحضور عربي ودولي رفيع المستوى ، ناقش ملفات تتعلق بتوسيع الشراكة الاقتصادية ومحاربة الإرهاب ودعم مشاريع إعادة الإعمار في العراق.