عين المحب تبصر فيك جَمَالًا ”خاطرة ”

تُرى ما كل هذا الحب المتدفق ممن يرون بنا جَمَالًا ؟
من يتجاوزون عن أخطاءنا مهما عظمت ، من نتحدث معهم ونحن في مأمن من تصيد الأخطاء ، من لا يبحثون عن العيوب أو الزلات ليذيعوها ، من لا يقذفون كلامنا أَبَدًا بسوء النية ، من يسمعوننا بقلوبهم قبل آذانهم ، وابتسامتهم الدافئة لها ذراعان تعانقنا وقت الإنكسار ، من كانت دَوْمًا أعينهم مَسْكَنًا دافئًا لنا عندما نهرب من الكون إليهم ، من كانوا دَوْمًا جُيُوشًا مدافعة عنا في حضورنا وفي الغياب ، من كانوا بِئْرًا عميقا للأسرار يكتمون ، من يبصروننا بعين المحب فيروا فينا دَائِمًا جَمَالًا ،
كانوا هم دَوْمًا نَقِيضًا للعدو الذي يرانا بعين البغض دَوْمًا سيئين ، فيبحث عن العيوب أو يختلقها ليذيعها بين الناس ، ويوشي بيننا وبين الآخرين ليهدم الود الذي بيننا وبينهم ، ينكزه الألم غصة إذا رءانا يَوْمًا مبتسمين ، يتمني أن تزول السعادة ولا تعود ، ويتمنى الشر بالكيل يغمرنا ،
شتان ما بين هذا وذاك ، بين نسمة الفجر الدافئة وليل الشتاء المعتم .
وعَيْن الْمُحِب لَا تَرَى فِيك عَيْبًا
وَعَيَّـن الْعَــدُوّ تَرَاك مَعُيُـــوبًا