من يتهيب صعود الجبال يقف أبد الدهر بين الحفر
بقلم/أميرة عبدالعظيم
عندما تقف وراء نفسك وتتساءل
ماهو الطريق الذى يجب أن تسلكه
لكي تصل إلى التغيير المنشود في حياتك؟!
وهل يعتمد ذلك على كم الجهد المبذول لإحداث ذلك التغيير الذي تريده وتلك النقلة النوعية التي يكون لها تأثير كبير وقوى لتصبح أقوى وتصبح أكثر قدرة للعيش ومواكبة الحياة..
وحدك تعلم أن ما تقوم بهِ هو الأفضل، إنك تُصارع عاطفتكِ لكي تُرجّح رأي عقلك، لكي تكسب هدفًا في المستقبل القريب/البعيد..
بل إنك تحاول أن تظل قويًا، يقظًا، مُتعلمًا، حتى تصبح موجودًا في هذا الزمن..
الآخرين لا ينظروا إليك، لا تستطيع أن تملأ أعينهم، أنت غير مرئي بالنسبة لهم وجهدك غير موجود في عقولهم.. تدرك ذلك، وتستمر ببذل جهدك لكي تنال إستحسانهم، لكي تكون مثلهم..
قد تكون هذهِ تجربة صعبة عليك، ومرارتها ستبقى باقية بحلقك، وكأنها لن تزول وتختفي طوال عمرك.
تُريد التعلّم، تُريد التغيّر الحقيقي، حتى تنجح في الحياة، حتى إذا قابلت أصدقاءك تُخبرهم بإنجازاتك، ليجعلوك واحدًا منهم لا تعرف كيف يضيع يومك تُلقي بجسدك على السرير مُنهمكًا ولا تدري ما الذي أتعبك إلى هذا الحد!
و ماذا فعلتَ بيومك!
تحتاج للإحترام من الآخرين، ولكن نفسك لا تحترمك، وكل يوم يتدنى مستوى إحترام الذات بداخلك لنفسك ورضاك يقل عن جودة حياتك!
إذن هل تعتقد أن لحياتك جودة من الأساس..
أنت وأنا كل واحد منا يحتاج لمعرفة أن الحياة ليست ما تفعلهُ مع الجميع أو ما تفعلهُ مثل الجميع ولكنها ما تفعلهُ بمفردك، ما تختار أن تفعلهُ وحيدًا دون مساعدة أحد دون تشجيع صديق أو قريب، الحياة ليس ما تقوم بهِ كل يوم بشكل روتيني وإعتيادي، ولكن ما تختار القيام بهِ بشكلٍ واعٍ ومسؤول واختيارٍ منك ..
خطوة بخطوة ،تصعد السُلم من أوله، لا تُسرع كثيرًا فتتعب ولا تتباطىء كثيرًا فتتأخر وتتراجع..
تذكر دائماً أن لا أحد سيرسم صورتك لنفسك غيرك، لا أحد سيحمي مستقبلك غيرك، لا أحد سيفهم احتياجاتك غيرك.
تذكر القول( من يتهيّب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر)
وأن أصعب الأمور التي عرفتها، هو أنه لا أحد سيفهم حاجتي لفعل ما أريد، ولا أحد يعرف دوافعي ورغبتي في احترامي لنفسي، لكي افعل كل ما أريد، لا أحد سيقول لي أنني احتاج لتعلم هذهِ المهارة أو لقراءة هذا الكتاب أو لحضور هذهِ الدورة أو لتغيير هذهِ العادة وأن نكون التغيير الذي نُريدهُ، وأن نكون طاقة التحوّل العظيمة التي نتمنى أن نشحن أنفسنا بها، فإن تغيّرنا، تغيّر المكان من حولنا ..
رسالة إلى الذين لم ينجحوا بعد
أخيرًا، تذكر كلنا في ذات المعركة نحارب، وكلنا في ذات التجربة نحاول، نكتشف أدوات جديدة ومختلفة تُعيينا لحل هذه الحياة، وجعلها تجربة أفضل بقدر الإمكان، بقدر ما نستطيع، المهم يا بذل الجهد المُستمر وبالله التوفيق..