جريمة الإسماعيلية ( ما بين التوحش والذهول )..أستشارى طب نفسي يوضح
أميرة عبد الباري
حالة من الذعر شهدتها محافظة الإسماعيلية ، أمس الإثنين ، بعد واقعة "سفاح الإسماعيليه" التي هزت المجتمع المصري وأثارت حاله شديدة من الجدل و الإستنكار ، فقد تم ذبح القتيل في وسط الشارع ، ولم يكتفي بذلك بل قام أيضا بفصل رأسه عن جسده بطريقه بشعه وسط ذهول الماره مستخدماً ساطور حاد وتجول بها في الشارع بعد أن قام بوضعها في شنطة سوداء ، وحتي الآن لا تزال دوافع القاتل غير واضحة المعالم .
وفي هذا الصدد ، قال الدكتور محمد محمود حموده ، إستشاري ومدرس الطب النفسي بجامعة الأزهر ،خلال مداخله تليفونيه مع برنامج صباحك مصرى على فضائية mbc مصر 2 إن واقعة ذبح شخص أمر غريب وغامض ولا نستطيع أن نجزم إذا كان مريض نفسي أو لا إلا بعد أن يتم فحصه عن طريق إيداعه 45 يوم في وحدة الطب النفسي الشرعي تحت المراقبه حتى تقرر اللجنة المكونة من 3 إستشاريين نفسيين يرأسها أستاذ من كليات الطب المصرية ، لتحديد ما إذا كان يعاني من خلل عقلي من عدمه ، وتتم معاملته على أنه متهم يوضع تحت ملاحظة التمريض ، فضلاً عن إجراء إختبارات نفسيه له حتى يتسنى لهم كتابة تقرير مفصل بالحالة ، ولا يتم العرض علي لجنة الطب الشرعي إلا إذا شعر وكيل النيابه أو إدعى المحامي أنه مريض نفسي .
وأكد الطبيب أن أغلب الحالات تكون إدعاء من المحامي ويتبين من الفحص أنها سليمه ، ولكن البعض الآخر يعاني من إضطراب نفسي بالفعل ، ومن الصعب خداع اللجنة الطبيه
لأنها تتكون من ثلاثة أطباء وليس طبيب واحد .
وأوضح د / حموده أن هذه الجريمة التي تحمل هذا الكم من العنف ، تكون تحت بند من إثنين ، إما أنه مريض نفسي أو متعاطي مخدرات ، فالمخدر يعطي إحساس بالقوه مبالغ فيه ومن الطبيعي أن نرى هذا المشهد من شخص متعاطى .
وبشأن نوعية المخدر يقول الطبيب أن هناك أنواع كثيرة في السوق غريبة على المجتمع المصري تدخل المريض في حاله ذهانيه غير أي شخص عادي مدمن ، حيث أن تصرفاته تنم بشكل كبير عن إضطراب واضح ، مثل مخدر الشابو الذي يعد واحدًا من أخطر أنواع المخدرات المصنعه وأكثرها تأثيرًا على الجهاز العصبي حيث يتتسبب في حدوث ضلالات و إضطرابات ذهانية بشكل كبير .
وأشار د/ حموده إلي أن الحشيش بالنسبه للمجتمع المصري يعتبر أمر شائع وبدأ كمخدر عادي ولكن لجأ تجار الحشيش المتحكمين فى سوق الكيف إلى تصنيع الحشيش المضروب ، بعمل خلطه سحرية ، بإضافة قليل من الحشيش الأصلي عليها ، فضلاً عن أن له بدائل اصطناعية مثل الإستروكس والفودو والتي تدخل المتعاطي في حالة ذهانيه ، وعندما يذهب المدمن إلى المستشفى ونقوم بعمل تحليل له نجد أنه يتعاطى مواد أخرى وهو لا يعلم و يرجع ذلك إلى أن الحشيش الأصلي سعره غالي جداً .
وعن المرض النفسي أوضح د / حموده أنه غالباً إما فصام أو نوبة هوس، وغالباً تكون حالة فصام حيث يعاني المريض من ضلالات إضطهاديه بشكل كبير ومن الطبيعي أن نرى هذا المشهد من شخص مريض فصام حتي يتخلص من إعتقاده أن هناك شخص ما في يوم من الأيام سيؤذيه .
أما عن تخاذل الأهالي ممن رأوا الحادث علق الطبيب قائلاً : في هذه المواقف الغريبه يتأخر رد فعل الناس حيث يصابوا بشلل مؤقت في التفكير ينتج عن حدوث شئ غير متوقع ، فضلاً عن أنه مشهد نادر تكراره ولم يتم التعامل معه مسبقاً يُسبب إندهاش يحتاج وقت للتفكير حتي يتم أخذ رد فعل مناسب ، ليس خوف كما يقال ولكن من الممكن القول أنه صدمه وإستغراب أدى إلى تعطيل رد الفعل ، وغالباً من رأي المشهد سيصاب بكرب ما بعد الحادث وسيحتاج إلى علاج نفسي .