” طَعم الهِجران ” بقلم - دكتور / رفيق عفيفي
وحدي أجلس في نفس المكان
أتجرع لوعتي في كأس الهجران
تنعق من حولي الغربان
أصغو لزئير الأسد الغضبان
ضائع في قلب التوهان
في البحر و وسط الخلجان
كسفينه فقدت ربان
أطلالٌ خربة ما بعد العمران
أتحسسها ما بين الأركان
أترنح.. أهزي كما السكران
هزيل.. ضعيف.. خار البنيان
حب ترعرع مذ كنا صبيان
قلبٌ واحدٌ لم يكن أبداً قلبان
نلهو و نلعب في البستان
بين خمائل الورد و الريحان
حلمنا بحلة عرس و الفستان
حتي صرنا و الحب معاً فتيان
و كنا نظن أن ضحك لنا الزمان
جهل.. طيش و سذاجة إنسان
أبداً لم يكن العالم يوماً بأمان
غدير الماء بجانبه و هو الظمآن
يظن الكأس فارغاً وهو الملآن
يتوهم حب يكف الأرض الدوران
يمتلك سيف مع درع كما الفرسان
قرصانٌ يغزو بحاراً يملك شطآن
و يفيق على طعم المر .. الحرمان
كسراب الماء يراه المرء العطشان
مصير ورود بلا مروي هي الذبلان
هل وُجِدَ الحب يوماً خارج أحضان
هل صار شريداً أحَدُكم داخل أوطان
من فقد الحب فهذا حطام الإنسان