أوبك +: تأثير أوميكرون في السوق النفطية محدود وقصير المدى
توقع تقرير صادر عن اللجنة الفنية المشتركة لمجموعة "أوبك +" أمس تأثيرا محدودا وقصير المدى لمتحور أوميكرون في السوق النفطية. وبحسب "رويترز"، قال التقرير، "من المتوقع أن يكون تأثير المتحور أوميكرون الجديد خفيفا وقصير المدى مع تحسن القدرة عالميا على التعامل مع كوفيد - 19 والتحديات المرتبطة به".
ورجح محللون نفطيون، استمرار المكاسب السعرية للخام خلال الأسبوع الجاري، بفعل تراجع المخاوف من مخاطر متغير "أوميكرون" من فيروس كورونا، علاوة على استمرار تقلص المخزونات النفطية الأمريكية، ما دفع خام برنت إلى تسجيل زيادة سنوية هي الأكبر منذ 2016.
وأوضحوا أن اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة "أوبك +" غدا سيستعرض تطورات السوق ويراجع بيانات العرض والطلب والمخزونات النفطية خاصة بعد عودة المعنويات الإيجابية في السوق، ما يرجح كفة تمرير الزيادة الشهرية في إنتاج المجموعة في شباط (فبراير) المقبل وقدرها 400 ألف برميل يوميا.
ويميل المحللون إلى فرضية مواصلة تحالف "أوبك +" سياسة إنتاج النفط الخاصة بها في الأشهر القليلة المقبلة، باتخاذ قرار الحفاظ على الزيادة الشهرية وإضافتها إلى حصتها الجماعية من الإنتاج، مشيرين إلى عدم وجود مؤشرات أو خطوات من المنتجين لتغيير المسار الحالي في الإمدادات النفطية.
وذكروا أن معظم الطاقة الفائضة موجودة في "أوبك" وفي الشرق الأوسط، لكن هذه الطاقة الاحتياطية تحتاج إلى صيانة، والصيانة تعني الاستثمار، لافتين إلى أن الاستثمارات في إنتاج النفط تزداد صعوبة، مشيرين إلى أن الإنتاج الأمريكي أيضا يخوض الأزمة نفسها، حيث إن شركات النفط الأمريكية تعطي الأولوية لإعادة الأموال إلى المستثمرين بدلا من نمو الإنتاج، بينما تضخ شركات النفط الكبرى مليارات في الطاقة منخفضة الكربون، ما يعني أن العالم قد يمر ببضعة أعوام أكثر صعوبة من حيث أمن الطاقة.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي، العضو المنتدب لشركة كيو إتش إي لخدمات الطاقة، إن "معنويات السوق تتحسن بصفة مستمرة، وإن المخاوف من أوميكرون تتراجع رغم ارتفاع معدل الإصابة، بسبب دراسات تؤكد فاعلية اللقاحات وانخفاض خطورة المتغير، ما انعكس على صعود الأسعار في نهاية العام الماضي".
وأشار إلى أن التطورات الأخيرة سهلت نسبيا مهمة منتجي "أوبك +" في اجتماع الثلاثاء المقبل، حيث أصبح من المستبعد إجراء تغييرات على الاتفاق الحالي وستستمر "أوبك +" في مسارها المعتاد، على الرغم من الإعلان عن إطلاق احتياطيات النفط الاستراتيجية من الدول المستهلكة للنفط بقيادة الولايات المتحدة، ما يوسع وفرة المعروض.
من جانبه، يقول دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، "إن أسعار النفط الخام على الأرجح ستحافظ على وتيرة المكاسب، على الرغم من ضعف الطلب الموسمي في الربع الأول من العام الجاري، وذلك في ضوء تحسن في مستويات الطلب واستمرار حركة التنقل".
وأشار إلى أن "أوبك" توقعت في بياناتها الشهرية الأخيرة وفرة المعروض النفطي في الربع الأول، لكنها تثق أيضا بتعافي الطلب، ولذا حافظت على مستوى الزيادات الشهرية، ما أثار دهشة بعض المحللين الذين توقعوا توقفا مؤقتا في إضافات العرض الشهرية في اجتماع الشهر الماضي، موضحا أن "أوبك" تثق بأن الطلب لم يتضرر بعد إلى المستوى الذي يستدعي وقف الزيادة وقدرها 400 ألف برميل يوميا.
من جانبه، يقول بيتر باخر، المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، إن "ظروف السوق المتقلبة وغياب اليقين وصعوبة التنبؤ بمسار وتحركات السوق جعلت تحالف أوبك + يترك الباب مفتوحا، وأن يحافظ على نهج مرن للإنتاج"، موضحا أن الانضباط في الالتزام بالسياسات المتفق عليها داخل "أوبك +" هو السبب وراء عدم استجابة التحالف لدعوات الولايات المتحدة لزيادة إنتاج النفط أكثر مما كان مخططا له.
وذكر أن مكاسب أسعار النفط التي كانت سمة بارزة في 2021 فرضت تحديات واسعة على عمل "أوبك +"، حيث إن المكاسب تمثل إغراء كان من الصعب دائما مقاومته خاصة بالنسبة إلى الاقتصادات الأكثر اعتمادا على النفط، ورغم ذلك التزم المنتجون بزيادة محدودة تم التوافق عليها بين كل المنتجين.
بدورها أوضحت أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة إفريكان ليدرشيب الدولية، أن مجموعة "أوبك +" أثبتت في العامين الماضيين قدرتها الفائقة على التعامل مع سوق مضطربة، وأنه يمكنها أن تتوخى الحذر في التعامل مع عوامل سريعة التغير وواسعة التأثير في استقرار السوق، ما جعل المجموعة أكثر مرونة في مواجهة أي صدمات مستقبلية.
واعتبرت أبرز التحديات للمجموعة في الفترة الحالية هو فائض العرض، ومع ذلك لن يمثل ذلك تحديا كبيرا حيث ينظر إليه على أنه مؤقت حتى يتم التغلب على موجة "أوميكرون" الراهنة، وسط توقعات بألا تكون سيئة مثل الموجات السابقة، مضيفة أن "معظم الحكومات لا تستطيع تحمل إغلاق طويل آخر".
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط الجمعة، لكنها سجلت أكبر مكاسبها السنوية منذ 2016، مدفوعة بتعافي الاقتصاد العالمي من الركود الذي نجم عن كوفيد - 19 وقيود يتبناها المنتجون، حتى مع ارتفاع الإصابات إلى مستويات قياسية حول العالم.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.75 دولار أو 2.2 في المائة إلى 77.78 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.78 دولار أو 2.31 في المائة إلى 75.21 دولار للبرميل.
وأنهى خام برنت العام مسجلا زيادة سنوية 50.5 في المائة، وهي أكبر زيادة له منذ 2016، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط زيادة 55.5 في المائة في أقوى أداء منذ 2009 عندما قفزت الأسعار بأكثر من 70 في المائة.
يذكر أن عقود الخامين قد لامست أعلى مستوى في 2021 في تشرين الأول (أكتوبر) عندما سجل خام برنت 86.70 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 2018، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط 85.41 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ 2014.
من جانب آخر، ذكر تقرير "بيكر هيوز" الدولي المعني بأنشطة الحفر الأمريكية، أن عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ظل دون تغيير هذا الأسبوع مع الحفاظ على إجمالي عدد الحفارات عند 586، حيث ظلت أسعار النفط قوية نسبيا، على الرغم من الموجة الجديدة من حالات Covid - 19 التي جلبها المتغير "أوميكرون" الجديد لفيروس كورونا.
وأشار التقرير إلى أن الأسبوع الماضي سجل زيادة عدد الحفارات بمقدار سبعة عن الأسبوع السابق، ما رفع العدد الإجمالي إلى 586.
وذكر التقرير أن إجمالي عدد الحفارات النشطة كان 235 منصة، أعلى من عدد الحفارات في هذا الوقت من العام الماضي، عندما كانت صناعة النفط قد بدأت للتو في التعافي من أسوأ ضربات الوباء، ومع ذلك فقد كان لا يزال بعيدا عن أرقام منصات الحفر قبل انتشار الوباء. ونوه التقرير بأن إنتاج النفط في الولايات المتحدة بلغ في الأسبوع الماضي 11.8 مليون برميل يوميا، وكان ذلك ارتفاعا من 11.6 مليون برميل يوميا في الأسبوع السابق، وهو أعلى مستوى منذ أيار (مايو) 2020.
وذكر التقرير أنه لا يزال الإنتاج الأمريكي في اتجاه تصاعدي، حيث يظل المنقبون عن النفط حذرين في خطط نمو الإنتاج الخاصة بهم، وأكثر تركيزا على إعادة الأموال النقدية إلى المستثمرين.
ولفت التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 1 هذا الأسبوع، حيث لم يشهد عدد الحفارات في ثاني أكثر أحواض الأمة إنتاجا "إيجل فورد"، أي تغيير في عدد الحفارات النشطة، حيث يبلغ إجمالي عدد الحفارات في "بيرميان" الآن 293، مع إجمالي 44 منصة في "إيجل فورد