وزير الأوقاف : أدب الاستئذان واحترام خصوصية الناس من الآداب الإنسانية الراقية
يقول الحق سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعنيهِ".
فالإسلام دين الأدب ، ودين الرقي ، ودين القيم الإنسانية الجميلة ، وكان سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أتى أحدًا لا يأتي من قِبَل الباب ، فعَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُسْرٍ (رضي الله عنه) قَالَ : "كَانَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الأَيْمَنِ أَوِ الأَيْسَرِ وَيَقُولُ: (السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ) ، وَذَلِكَ أَنَّ الدُّورَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ سُتُورٌ"؛ ذلك حتى لا يقع بصره على أهل البيت ، فإذا دخلْتَ بيت أحد فاحفظ حرمته ، واحفظ سر البيت.
كما أن من الأدب أن لا تجلس وعينك أمام مدخل البيت أو غرفة النوم أو الطعام ، وأن تغض بصرك عن حرمات البيت ، وألا تجلس على تَكْرِمَةِ أحدٍ إلا بإذنه ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ( ...وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) ، وحتى لو كنت الأحفظ أو الأعلم فلا تكن إمامًا لأحد في بيته ولا في مكان عمله إلا بإذنه ، أنزلوا الناس منازلهم ، وأكرموهم حيث تحبون أن تكرموا ، حتى لو كان رئيسًا وجاء ليفتش على مرءوسه فلا يليق أن يؤمه أمام مرءوسيه ، ولا أن يجلس على مكتبه إلا بإذنه ، كما لا يليق بالإنسان أن يستخدم أداة أحد إلا بإذنه ، فلا يستخدم حاسوب أحد إلا بإذنه ، ولا قلم أحد إلا بإذنه ، ولا مسبحة أحد إلا بإذنه ، ولا كتاب أحد إلا بإذنه ، هذا هو الأدب ، وتلك هي القيم السامية , والآداب الفاضلة التي يجب أن نتخلق بها في حياتنا , وأن نُعلمها أطفالنا وأولادنا ؛ حيث يقول الحق سبحانه: "وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ" علموهم القيم ونشَّئوهم على الأخلاق ، "كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آيَاتِهِ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ".