كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية فــي جلسة إطلاق ”تقرير تمويل التنمية المستدامة في مصر”
معالي الدكتورة هالة السعيد
وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بجمهورية مصر العربية
معالي الدكتور محمود محي الدين
المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي
والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة التنمية المستدامة لعام 2030
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سعادتي أن أشارككم مجدداً حدثاً مهماً توليه جامعة الدول العربية عناية خاصة، وأعني هنا إطلاق "تقرير تمويل التنمية المستدامة في جمهورية مصر العربية" ... إن الاحتفال معكم اليوم بإطلاق هذا التقرير ضمن فعالية الأسبوع العربي للتنمية المستدامة أمر ذو دلالة كبيرة لنا جميعاً، فهو ثمرة جهد مشترك تعاونت فيه كفاءات مخلصة لتضع بين يدي صانعي القرارات دليلاً لفهم واقع التمويل المستدام على المستوى الوطني، ويقدم المنهجيات والتوصيات اللازمة لرسم مستقبله.
وليس خافياً على أحد منا أهمية التمويل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ... بل تتفقون معي أنه الأداة الأهم ... وأؤكد هنا "الأهم" لتنفيذ السياسات، فكم من أفكار ومشاريع رائدة لم تجد طريقها إلى التنفيذ بسبب نقص التمويل ... ولقد زادت جائحة فيروس كورونا المستجد من حجم التحديات المتعلقة بالتمويل في العالم أجمع وفي المنطقة العربية بشكل أخص، إذ خصصت الحكومات العربية مبالغ مالية استثنائية لمحو آثار الجائحة، تجاوزت في كثير من الأحيان طاقاتها واستنزفت مواردها بشكل يدعو للقلق ... وإن نجاح خطط التنمية المستدامة لما بعد الجائحة مرهون بشكل كبير بمدى قدرتنا على التفكير بشكل مبتكر لتوفير موارد مالية مستدامة.
والتزاماً منها بتعزيز العمل العربي المشترك، سعت جامعة الدول العربية إلى تبني آلية إقليمية في هذا الشأن وفق خطوات تنفيذية محددة، بدأت بإعداد تقرير يرصد الوضع العربي، ويحدد العقبات التي تواجه التمويل المستدام، توطئة لإطلاق تعاون مع الدول الأعضاء لمساعدتها في إطلاق تقاريرها الوطنية، ووصولاً إلى إصدار تقرير عربي موحد يجمع مخرجات التقارير الوطنية.
وتنفيذاً لهذه الرؤية، أطلقنا في ما سبق تقريراً مهماً حول التمويل المستدام في المنطقة العربية بالتعاون مع شركائنا، ثم اخترنا بدء مسارنا التعاوني مع الدول الأعضاء بجمهورية مصر العربية التي أبدت رغبة قوية لإعداد تقريرها الوطني، ليكون تجربة يمكن الاستفادة منها، ونموذجاً يَقْتَبِسُ منه الآخرون لتطوير آليات التمويل الوطنية ... واسمحوا لي في هذا المقام الإشادة بالتعاون المثمر والبناء مع معالي الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية بجمهورية مصر العربية، التي لم تدخر جهداً – كعادتها – لإعداد التقرير وسخرت بصدق كافة الإمكانيات لإنجاحه.
كما أنوه بالجهود الكبيرة التي بذلها الدكتور محمود محي الدين، وإشرافه بكفاءة واقتدار على قيادة نخبة من الخبراء المتميزين من أبناء هذا الوطن لإنجاز التقرير.
وفي الختام، أود أن أتقدم بالشكر لكافة الجهات الدولية الشريكة، وأخص بالذكر مؤسسة فورد لتقديمها الدعم اللازم لإعداد هذا التقرير، وهي مؤسسة تجمعنا بها شراكة متميزة ومستمرة تمكننا بفضلها من تحقيق إنجازات تخدم أهدافنا المشتركة، وأتمنى أن نشهد معاً إطلاق المزيد من التقارير الوطنية مستقبلاً.
وشكـــــــراً لكــــم،،