كرم جبر: مصر تعيش في عهد الرئيس السيسي أزهي عصور المواطنة
أكد الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن المواطنة تُعرف بأنّها مصطلح مشتق من كلمة الوطن، وهو المكان الذي يُقيم فيه الإنسان سواء وُلد فيه أم لم يولد، كما تعرف المواطنة بأنّها علاقة بين الفرد والدولة يُحدّدها قانون الدولة بما تتضمّنه من حقوق وواجبات، مضيفًا أن المواطنة تُساهم بشكل كبيرٍ وملموسٍ في تطوير المجتمعات عن طريق تحقيق الانسجام بين أفراد المجتمع من خلال استخدام لغة الحوار لحلّ جميع أنواع الخلاف التي تنشأ بين مختلف فئاته، واحترام الاختلاف والتنوع العرقيّ والعقائديّ والفكريّ بين أفراد المجتمع، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة بما يُساعد على بناء الدولة.
وأضاف أن معظم المشكلات التي تحدث في أي مكان لا يقف تأثيرها على فئة محددة من البشر بل تمتد إلى دول العالم، ومن هنا تعتبر عالمية المشكلات والقضايا ركيزة أساسية للاهتمام بالمواطنة العالمية، وقال إنه يأتي الاهتمام بالمواطنة العالمية من منطلق مساهمتها في تحقيق بناء شخصية متكاملة قادرة على التفاعل الإيجابي مع الحاضر والمستقبل، فهي تجعله مواطناً عالمياً يسعى إلى فهم العالم، وقادراً على اتخاذ القرار المناسب، ولديه وعي بقيم المواطنة والانتماء واحترام الذات والآخرين وتنوع الثقافات وتعزيز قيم التعايش السلمي والتعاون بين الشعوب.
جاء ذلك خلال جلسة المواطنة والسلام العالمي، في اليوم الثاني للمؤتمر الثاني والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحضور د. سامي محمد ربيع، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات ورئيس لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وخيرت قرمان، نائب رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية، والشيخ أحمد مويني بابا صوالح، رئيس المركز الإسلامي في كينيا، ود. أحمد علي سيلمان، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وأوضح أن الإسلام دين السلام والتسامح واليسر والرفق والبعد عن العنف، لذا فمؤتمر المواطنة الذي نحن بصدده يعتبر خطوة هامة في طريق تحقيق السلام المجتمعي والعالمي وإرساء قيم التعايش، وعلى الجميع احترام قيم المواطنة وفهم أعمق لاختيارات الآخر، وأشار إلى أن مفهوم الوطن والمواطنة لم يكن أبدا في فكر وأجندة الجماعات الإرهابية مثلما دأبت جماعة الإخوان على وصف الأوطان بأنها «حفنة من تراب عفن» وعبرت أدبيات وتراث الإخوان عن عدم اعترافهم بالأوطان والحدود الجغرافية، كما أن فكرة الوطن والأمن القومي لا قيمة لها في أدبياتهم وليست من أهدافهم أو أولوياتهم.
وقال إن مفهوم الدولة لدى هذه الجماعات مختلف تماماً عن الموجود في الواقع فالدولة عندهم هي الدولة السلطانية القديمة الموجودة في التراث، وتاريخ هذه الجماعات يؤكد أنها ضد فكرة المواطنة وضد فكرة الديمقراطية، وأنها حركة تعمل منذ نشأتها على هدم الأوطان من أجل إنشاء وطن جديد يقوم على "أيديولوجيا التنظيم"، مضيفًا أن ما خاضته الجماعات الإرهابية وقوى التطرف من تجارب مريرة، وفشلهم الذريع في إدارة البلدان العربية، والانهيار الكامل في كل مناحي الحياة المختلفة، وعلى وجه الخصوص الأمنية، يؤكد أنه لا سبيل إلا إبعادهم ونهجهم الكارثي والمدمر، وإفساح المجال للتغيير وإعادة بناء دولة المواطنة.
وأضاف أن مصر الآن تعيش في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أزهي عصور المواطنة فقد دشن عهداً جديداً في مجال تعزيز أسس المواطنة، سواء من خلال التشريعات التي تكفل الحريات الدينية، أو إطلاق الاستراتيجيات الوطنية التي تعزز حقوق المواطنين، على غرار الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان، أو من خلال تنفيذ المشروعات الوطنية الكبري التي تستهدف رفع حياة المواطن المصري مثل مشروع "حياة كريمة"، الذي يستهدف حوالي نصف المجتمع المصري،
واختتم حديثه أن اللعب على وتر المواطنة وإثارة الفرقة والخلافات بين أبناء الوطن الواحد يمثل النافذة التي من خلالها يتم التدخل في شئونه الداخلية، وإضعاف قوته وتهديد وحدته الداخلية وأمنه المجتمعي.
ومن جانبه أكد الشيخ أحمد مويني، أكد سعادته بالتواجد على أرض مصر -كنانة الله في أرضه التي أوصى بها الرسول خيرًا – مضيفًا أن من بين الركائز التي تقوم عليها الدولة الوطنية ركيزة التسامح الديني، فالله حين أهبط نبينا أدم قال له "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين"، فلا متاع دون استقرار، فمحبه الناس وإرادة الخير لهم وتقبل الأخرين دون النظر إلى عقيدتهم أو أجناسهم، والتسامح الديني، مطالب إنسانيه دعت إليها جميع الديانات السماوية.
وأضاف أن التسامح الديني يتبني الاحترام المتبادل والتخلي عن الأساليب الإقصائية، لأن التعددية والاختلاف لا يعد سببًا للتناحر وإقصاء الأخرين، ولكن ينبغي أن يكون الاختلاف مدعاة لفعل الخير، وقال: أدعوا إلى تفعيل قواعد المجتمع المدني وتبادل الثقافات والحضارات فكل الأديان السماوية دعت للتسامح الديني، والإسلام أكد على التسامح واحترام الأخر دون النظر إلى جنس أو عرق، العلاقة بين المسلمين وغيرهم فقائمة على الإحسان والبر.
فيما قال د. سامي محمد ربيع، أن المواطنة جزء أساسي من الدول، وهو مطلب قديم ومعاصر، فلا تفرقة بين اللون والجنس، مضيفًا أن المواطنة لها قيم ومقومات يجب تنفيذها على أرض الواقع لأنها تنشأ مع الفرد طوال حياته.
وأضاف أن على الإعلام دورًا كبيرًا في نشر المواطنة والتسامح، وتبصير المواطنين بحقوقهم وواجباتهم.
وأكد د. أحمد علي سليمان، أن جهود وزارة الأوقاف تخطت الجهود في مصر ووصلت إلى المجتمع الإسلامي، مضيفًا أن القيم والأخلاق هي الداعم الرئيسي للدساتير داخل المجتمعات وتمثل كنًا في رسالة الإسلام، وأن العالم أجمع في حاجه ماسه لقوة روحية تحمل حبوب لقاح المحبة والتعايش والسلام، والانتقال من بناء المواطنة المحلية إلى العالمية
واقترح تأسيس المفوضية العالمية للتربية على التسامح، وفتح فروع لها في جميع العالم لتكون منطلقًا مصريا للتربية على التسامح.
وأكد خيرت قرمان، أن الدين الإسلامي أكد على المساواة والمواطنة بين الجميع، مضيفًا أن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أكد على المساواة بين الجميع.