وليد عبد الجليل يكتب - بَيْنَ بَيْنَ
سلاما علي تلك الأرواح العالقة، و تلك النفوس الأسيرة بين ماض تولي، و حاضر لايشبهها؛ بين الممكن و المستحيل؛ بين ما كان، وما تمنوا أن يكون.
بين نفس رحلت بها سفن الأحلام، و أجساد بقيت وسط بحار الحياة تنتظر النجاة.
سلاما على قلوب أغلقت أبوابها، وصانت ذكرى أولئك الراحلين؛ فلم يجعلوها استراحة لعابر أو محطة انتظار.
سلاما على من حفروا ملامح وجوه أحبائهم رغم الغياب، و لم يروا في الحياة سواهم رغم كثرة الوجوه .
سلاما على من صانوا العهود، و ظلوا صامدين؛ فلم يتاجروا بمن و بما ملكوه في سوق الحياة.
سلاما على من قال فصدق واُختبر فثبت، ولم تغيره عواصف الأيام، ورياح الصدف.
سلاما على من أُجبروا على الرحيل فلم تطاوعهم أقدامهم، و غلبهم الحنين فأبى كبرياؤهم الخضوع.
أولئك الذين رسموا البسمة على شفاههم و تظاهروا بالثبات و قلوبهم تنزف ألماً.
أولئك الذين خذلتهم الأماني، وتخلى عنهم الخلان وتفرقت بهم السبل فاستمروا على الدرب. سائرين.
وسلاماً على من رحلوا، و بقيت أطيافهم تؤنسنا في وحشة الأيام؛ فلا تراهم العيون، ولا تغفل عن ذكرهم القلوب.