السعي للسيطرة على طرابلس بطرق مختلفة
يعاني الليبيون من صراع متجدد على الشرعية بين حكومتين، إحداهما تحاول الأخذ بزمام المبادرة من الغرب وتحقيق استقرار وانتخابات عادلة، والأخرى شرعيتها تستمدها من واشنطن، التي لا تهتم بفساد أو بسياسات ظالمة طالما مصالحها سارية كما تريد، إلى أن انتشرت أنباء صفقة سياسية بين طرفين رئيسين في دائرة الصراع في البلاد.
حيث يظل الأمر الأكثر إثارة للجدل في البلاد، هو الأنباء المتداولة حول وجود صفقة بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، والقائد الأعلى للجيش الوطني الليبي المشير، خليفة حفتر، وهو ما لم يتوقعه أي من المحللين والخبراء السياسيين في ليبيا كونه أمر مُستبعد بتاتاً، ألا وهو أن خليفة حفتر في ديسمبر الماضي تحالف مع رئيس حكومة الإستقرار المُكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، عدو الدبيبة الأول، لكنه تم بالفعل.
فبحسب الأنباء إجتمع كلاً من إبراهيم الدبيبة إبن أخ عبد الحميد الدبيبة، وصدام حفتر نجل المشير خليفة حفتر.
الأمر الذي إعتبره البعض تقارب بين الطرفين دون ذكر أسباب هذا اللقاء أو نتائجه فور إندلاع المُظاهرات في ليبيا.
وبحسب الخبراء فإن أول نتائج هذا اللقاء كان قرار عبد الحميد الدبيبة بإقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، وتعيين فرحات بن قدارة خلفاً له. ففرحات بن قدارة أحد الشخصيات المُقربة من خليفة حفتر، وأعلن في أول يوم له في منصبه عن رفع حالة القوة القاهرة عن الحقول النفطية من بنغازي الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي.
هذا وقد كشفت مصادر أن خليفة حفتر ينوي علي عدة خطوات في هذه المرحلة.
ومن المعروف أن ولاءات الجماعات المسلحة في ليبيا لمن يدفع أكثر، لذلك رأينا بعض الجماعات تغير ولاءها حسب الطرف الذي يدفع لها، يعني هذا أن القوي السياسية في ليبيا لحفظ تحالفهما عليها أن تدفع للجماعات المسلحة، وهو ما يتطلب منهما الحفاظ على تدفق النفط المصدر الوحيد للمال في ليبيا.
الجماعات المسلحة في ليبيا سئمت الاقتتال نتيجة تراجع جهوزيتها وإنهاك قوتها بعد سنوات من الحرب، لذلك يسهل كسب ودّهم وولائهم، لكن ذلك لا يتم إلا في حضور المال، فهو مفتاح كل الصفقات والتفاهمات حتى بين الأعداء.