”حكاية شهيد في الجنة” .. الرائد/ سعيد حمدي سعيد أحمد حسن
تبتدي حكاية شهيدنا اليوم يوم ماالكل جيه يبارك وينهي بقدوم أول ولد بالعيلة ... وش السعد والهنا نور حياة أمه وأبوه ... قالوا نسميه سعيد وإن شاء الله يحظى بسعادة الدنيا كلها ... ولا يعرفوش أنه بيوم هيموت شهيد تزف روحه الملايكة لجنة الفردوس وتعالوا نعرف مين هو الشهيد سعيد حمدي،
اللي ترك رسالة قبل استشهاده وأتمنى إنها تتنشر والكل يقرأها.
اتولد الشهيد مساء يوم الخميس الموافق 25 يونيو 1992 بمحافظة القاهرة...كان طفل بشوش الوجه خمري اللون يملك ابتسامه تجذب من حوله ،طفل من صغره تميز بالذكاء والخلق الكريم ، كان يعشق أن يلعب بالمسدسات والطيارات والدبابات، فكان لديه حلم بأن يصبح ضابط يحمي وطنه من الأشرار ، بار بوالديه وأهله خدوم لايتاخر عن مساعدة أحد ،قلبه حنون لايحمل أي كراهية يتقي الله بحياته وفي تعملاته مع من حوله، عاشق لمصر كعشقه لاسرته وإبنه فارس وأخته الصغرى ندى التي كثيراً ماكان يعتني بها ويخاف عليها وكأنها ابنته وذلك بفضل أمه وأبيه الذين زرعوا الحب والحنان والعطاء بقلبه تجاه أخته الوحيده.
المراحل التعليمية بحياة الشهيد؟
تفوق الشهيد بجميع المراحل التعليمية التي مر بها بحياته ، بدايه من المرحلة الابتدائية والاعدادية بمدرسه التفوق الخاصه لينتقل بعدها لمرحلة الثانوية بمدرسة طبري الحجاز، كما تفوق بممارسة الرياضة وشارك بالعديد في المسابقات الرياضية علي مستوي الجمهورية لالعاب القوة،
ثم التحق بالكلية الحربية حلم عمره في 10سبتمبر 2010 وتخرج منها في 22 يوليو 2013 دفعه 107 حربية.
الأماكن التي شغلها وعمل بها الشهيد بعد تخرجه من الكلية الحربية؟
تخرج الشهيد برتبة ملازم وعمل في سلاح الاستطلاع والمخابرات الحربية، خدم بدهشور ثم شارك بفض اعتصام رابعة ثم بني سويف ثم كرداسة ثم حلوان والهرم لينتقل بعد ذلك الي ساحرة الشهداء سيناء الحبيبة،كما حصل علي عدت فرق اخرهم قاده سرايا بتقدير امتياز، و شارك في العملية الشاملة عام 2018.
الحياة الإجتماعية للشهيد؟
تزوج الشهيد عام 2017 وانجب ولده الوحيد فارس سعيد حمدي سعيد عام
2018 ...كان الشهيد عاشقاً لابنه الذي يشبهه بالكثير في الملامح والذي سوف يكمل بمشيئة الله مسيرة والده البطل تحت ظل ورعاية جدته وجده من ابيه .
الشهيد وعلاقته بأصدقائه وعادة رمضان التي لم يقطعها طوال حياته؟!
كان الشهيد سعيد طيب القلب يحب الجميع والجميع يحبه كثيراً لطيب أخلاقه وقلبه ، فكان يحرص علي تجميع أصدقائه من الطفولة وزملاء الدراسة ، للافطار معاً برمضان كل عام ليتذكروا معاً ايام طفولتهم ودراستهم الجميلة ، فكانوا بالنسبه للشهيد اخوه لم تلدهم أمه، حتي ظلوا معه حتي ان فارق الحياة بسلام .
عشق الشهيد بساحرة الشهداء ورغبته واصراره علي الخدمة بها؟
ظل الشهيد يحلم بأن يذهب للخدمة لارض الفيروز سيناء ساحرة الشهداء التي هي حلم يرود كل الأبطال....فقدم اكثر من مره طلب رغبته بالخدمة بسيناء طول حياته وباتت المحاولات بالرفض ، لتاتي بعد ذلك البشارة ويتم استدعاه الى شؤون الضباط وبناء علي رغبته كتب اقرار على نفسه ان يظل يخدم في شمال سيناء طوال حياته وخدمته بالجيش ، فكان كثيرا مايقول سيناء هي نبض الحياة فهي عشقي وعشق كل الشهداء الذين ارتبطت دمائهم الطاهره برمالها وارضها.
جورج وليام وأخ للشهيد لم تلده أمه
قصة ترويها أم الشهيد لنا ؟
كان ابني الشهيد لديه الكثير من الأصدقاء وزملاء بالدفعه 107 ولكن كان هناك زميل ضابط...له مع ابني قصة مؤثرة تدل علي الكثير من المعاني الإنسانية فهذا الضابط هو جورج وليام الذي قال عنه الشهيد اخ لم تلده امي!!فرغم اختلاف الاديان الا ان سبحان من زرع المحبه في قلوبهم هما الاثنين فقد تعرض ذات يوم جورج للأصابه اثناء خدمته وعلم الشهيد سعيد ولم يستطع أن يكون بجانبه بسبب خدمته بسيناء،فتصل علي والديه وطلب منهم الذهاب لمستشفى كوبري القبه ع الفور، وهم لايعلمون من المصاب بالمستشفي ، فكانت ام الشهيد دائما تشعر أن ولدها سعيد سوف تراه يوماً شهيد... لتسرع للمستشفي وتري أن جورج هو المصاب الذي طلب منها الا تخبر احد من اسرته باصابته ،فقررت ام الشهيد أن تبقي مع جورج لخدمته ورعايته حتي يتعافي فظلت ام الشهيد 11 يوم مع جورج ترعاه كاام له حتي جاءت ممرضه بالقسم تسالها من المرافق معه قالت انا وذكرت أن اسمها فاطمة فتعجبت الممرضه ،كيف هو جورج وانتي فاطمة لتقل لها ، انا امه وهو ابني الذي لم انجبه وتعافي البطل جورج وتم دعوة السيدة فاطمة والدة الشهيد سعيد من قبل الدفاع الشعبي بالاكاتدرائية لتكريمها فقالت ام جورج هي الاحق مني ورغم ذلك تم تكريمها لموقفها النبيل وشهامة ابنها للتكريم ،وعندما ذهب جورج ليبلغ والدته بما حدث كانت صدمتها كبيره جدا لتلوم ام الشهيد كيف يكون ابني مصاب ولا احد يخبرني فقالت لها ام الشهيد...لو سعيد مكانه مش كنتِ عملتِ اكثر من كده... ليمر الوقت بعد ذلك ويتصل جورج وقلبه ممزق من الألم ويبلغ والدة الشهيد بأن سعيد ابنها و اخوه وصديقة استشهد بسيناء. .
كيف شعرت أخت الشهيد بشهادة اخيها؟!
راود حلم اخت الشهيد قائله : شوفت اخي سعيد جاي يقول لأمي: ياماما خديني معاكي المقابر واخدني انا اخته من يدي وصعد بي لمكان عالي وقال لي تعالى هاوريكِ خوالك وجدتك وجدك مدفونين فين...فرتجف قلبي ودعوة الله أن يكون خير ويسلم اخي من كل مكروه وشر .
رسالة الشهيد التي كتبها قبل استشهادة ب 6 أشهر وطلب من زوجته أن تسلمها لأمه وأبيه في حالة استشهاده متمنيا أن تنشر ويراها الجميع بعد استشهاده ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون صدق الله العظيم. لمن زرف الدموع على كثيراً...لمن تقطع قلبه ألما برحليى عنه لمن لا يزال يفتقدنى ولا تزال ذكرياتي حاضره معه وعنده...ولمن لا يزال يدخل غرفتى فلا يستطيع مواجهة ذكرياتي ولا يزال يتأمل اشيائى فيقاوم مواجات الحزن التى يحاول إغراق روحه على...لاعزائى واحبابى وأهل واصدقائي أنا لم امت...انا اخترت الرحيل كي اعيش حياً فى تاريخ وطنى مصر...أنا حى فى تاريخ شهداء مصر وفى تاريخ العطاء والتضحية للوطن... أنا حى وأسمى مخلد بين أسماء شهداء رجال القوات المسلحة الذين دافعوا حياتهم فداء لمصر...اخترت أن اشرف اسمك ياابى واخترت أن اجعلك يا امى من نساء اهل الجنه واخترت أن اكون شفيعاً بشهادتى لكم يااهلي، فالشهيد كما قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام يشفع فى سبعين إنساناً من أقاربة...يابنى رحلت عنك وقد لا تتذكرنى وتعرفنى.. ستمضى بكل السنوات وقد تغفل ملامحى وملامح صوتي ووجهي لكنني حى بينكم أسمى سيظل مرافقاً لك شرف وعزه فانت ابن شهيد الوطن... ستمر بين الناس ويشار إليك انك ابن لمن فدى مصر بروحة وبدمه ستظل روحى ترفرف معك فى خطوات حياتك العمليه والعلمية اخترت أن يزدهر الوطن بدمى ويستمر كى يعيش وطنى وتتزين به صفحات التاريخ لابد أن نقدم دماءنا فداءه وأرواحنا التى دفعناها لأجل أن تبقى مصر بلد شامخ...لم يكن من الممكن أن نقبل أن تخطف منا ارضنا التى نشأنا عليها وتسلب... لم نكن لنرضى أن تمر بنا مثل هذه الأيام وقد فقدنا بهجة أعيادنا الوطنية وفقدنا معها روح الأمن والامان والاستقرار...ولم نكن لنقبل أيضا أن تسقط سيناء في ايدى أعداء السلام والعرب...هذا واجبنا عند الله قبل أن يكون واجبنا للوطن. عندما رحلت الى ارض الفيروز للدفاع عن أرضها ونحن ندرك أننا قد لا نعود لكم ،فقد اخترنا أن نرحل إلى الله... إلى ابى يامن مازالت تبكينى...امى يامن دموعك لا تزال تزرف شوقاً وحنينا إلى...زوجتى يامن اوجعك فراقي وغيابى عنكِ ابنى يامن تفتقد وجودى...أريدكم أن تفخروا بى أريدكم...أن تعتزوا بطريقة استشهادى لا أن تحزنوا لم أكن لارضى أن اكون فى حياتى مسلماً بالاسم بل اخترت درب الشهادة والشجاعة وهل هناك أسمى من الاستشهاد في سبيل الله والوطن وهل هناك مرتبة عاليه وتكريم كمرتبة الشهيد في الإسلامي. اخترت أن اسبقكم الى الجنه اختارنى الله قبلكم لالتقاكم هناك وحقى أن اهملته دكاكين حقوق الإنسان والمنظمات المشبوهة بأن القاتل عقابه فى الدنيا فان حقى يوم الحساب عند رب العالمين والعدل لن يضيع...عندما رحلت وغادرت منزلى عندكم ، فقد اختارنى القدر ذلك اليوم لأكون شهيد...مصر أنا الشهيد المصرى الذى تتعتز به مصر كلها اليوم فاوصيكم أن تحتفوا بي فخراً وعزة وشرف... أنا الشهيد المصري الذي تشهد ارض سيناء إن دمى نزف هناك لأجل أن تستمر بلاد العرب عربية...رحيلي ليس قصة حزن فى حياتكم إنما تشريف وقصة الفوز الاعظم بالفردوس الأعلى...من أجل أن تبقى مصر كما عهدتها فى حياتى بلد الحب والعطاء والخير لانها بالنسبه للعرب هى القلب وإذا توقف القلب فلن تكون للعرب الحياة.
ليلة الإستشهاد ؟
استشهد الشهيد في 30 أغسطس بشمال سيناء قريه قاطيه منطقة بئر العبد
كان الشهيد قائد سرية استطلاع ببر عبد بمعسكر رابعه ومعه بالخدمة اربع عساكر وثلاث ضباط وهما الرائد أحمد الجمل والنقيب محمد معتمد و٤ عساكر والدليل فكان مكان تمركزهم بمدرسة كان يختبئ بها من قبل الارهابين ، فذلك اليوم كان الشهيد يشاهد مبارة الاهلي مع زملائه وعند الفجر اتجهوا للصلاة ثم التجهيز للمداهمة ليجد القائد أن احدي العربات حدث بها عطل فقال سوف نترك العساكر بالعربية التي حدث بها عطل وناخد مجموعة الضباط بالآخري فطلب من الضباط الانتظار اسفل التابه بالمدرعه وسوف يصعد هو وضابط معه فوق التبة ليقوموا بعملية الاستطلاع علي الارض بالأول.. وأمر باقي المجموعة أن تنتظر بالمدرعة ،حيث رأي الشهيد سعيد اللغم بالأرض وشاور لزميلة الرائد أحمد الجمل أن لاياتي بالمدرعة لان الارض بها لغم ،لتشاء ارادة الله وينفجر اللغم ويستشهد ثماني أبطال في ذلك اليوم وياتي الدعم بعد إبلاغ العساكر بالانفجار ويحدث إطلاق النار بين رجال الدعم والعناصر الإرهابية ومنعهم من الاقتراب أو تصوير شهدائنا الابطال وسرقة اجسادهم الطاهرة وتم نقل جثامين الشهداء الى مستشفى القصاصين بالاسماعيليه وهناك تم اخبر أهلهم صباح يوم الاستشهاد.وتشيع جثمانهم لذويهم ملفوفه بعلم مصر الغالية ويتم دفنهم كلاً في مقابره .
كما تم تخليد اسم الشهيد علي مدرسة الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة وسوف يتم افتتاحها قريبا بعد أعمال الترميم لها .
و تكريمه وتكريم اسرته من قبل القيادات.
بسم الله الرحمن الرحيم
.وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"
صدق الله العظيم....سلام عظيم لروح الشهيد البطل الشهيد الرائد سعيد حمدي سعيد احمد حسن.