”الحجّ ومشروعيّته” بقلم - فضيلة الشيخ/ عبدالمنعم الطاهر من علماء الأزهر الشريف
الحجّ في اللغة هو: القصد على الإطلاق، وعرّفه الخليل بأنّه: القصد الكثير لشيءٍ مُعظّمٍ، أمّا اصطلاحاً؛ فالحجّ هو: قَصْد الكعبة؛ للقيام بأعمالٍ مخصوصةٍ، ويُعرّف بأنّه: زيارة مكانٍ مخصوصٍ، في زمنٍ مخصوصٍ؛ للقيام بأعمالٍ مخصوصةٍ، ويُقصد بالزيارة: الذّهاب، والمكان المخصوص يُقصد به: الكعبة وعرفة، أمّا الزّمن المخصوص؛ فيُقصد به: أشهر الحجّ؛ شوّال، وذو القعدة، وذو الحِجّة، والفعل المخصوص هو: الإحرام بالحجّ إلى أماكن معيّنةٍ، وقد فرض الله -عزّ وجلّ- الحجّ على المسلمين مرّةً في العُمر، بدليل القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، واتّفاق العلماء، قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)، وأخرج الإمام مُسلم في صحيحه، عن عبدالله بن عُمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ).