صورة اليوم : ”حدوتة شارع فؤاد”
إختار الإسكندر الأكبر المهندس اليوناني "دينوقراطيس" عشان يصمم ويبني إسكندرية ، ومشي وساب حلمه ، مشي م الدنيا خالص ، وعلى فكره رجع إسكندرية تاني ، بس المرة دي عشان يندفن فيها ، وكان حايندفن في مدينة "إيجا" ، إللي هي "فرجينيا" اليونانية دلوقتي لكن خطفه "بطليموس" ودفنه في "منف" (ميت رهينة) ، وفضل جسمانه فيها لحد ما اتتقل لإسكندرية وإتدفن فيها لحد دلوقتي.
لما بنى "دينوقراطيس" المدينة ، كان أول ما صممه وشقه من طرق كانوا طريقين رئيسيين متعامدين على بعض(وباقي الشوارع الفرعية متعامده ومتوازبه زيهم).
والطريقين هما:-
طريق واخد من جنوب البلد لشمالها (من بحيرة مريوط للبحر) وكان إسمه طريق "كارديو دى كومناس" (إللي هو شارع "النبي دانيال" دلوقتي).
وطريق واخد البلد من شرقها لغربها (من الأزاريطة لحدود الأنفوشي) ، وهو ده الطريق بتاع حكاياتنا النهارده ، وكان إسمه الطريق "الكانوبي" ("شارع فؤاد" وإمتداداته دلوقتي).
"الطريق الكانوبي" ، كان بيبدأ من بوابة "رشيد" (روزيتا رود) ، من عند المصب "الكانوبي" لنهر النيل فى إتجاه "أبو قير" ، وكان إللي بيميزه وقت شقه ، إنه كان مليان بالأعمدة الرخامية إللي كانت مصفوفة علي جوانبه من بدايته ولحد نهايته.
ويعدي الزمن ، ويمشوا البطالمة ، ويحكم الرومان ، والشارع على حاله ، بس بيتطور في الشكل وبيزيد في طوله مع مرور السنين ، ماهو كل عصر وله بصمته.
وزي ماكانت ملامحه بتتغير ، كان كمان إسمه بيتغير.
فمع دخول العرب لمصر سموه شارع "ميناء رشيد" ، وبعدين إتسمي بشارع "أبو قير" (عشان كان بيوصل لمنطقة "أبوقير".
وجه بعد سنييين عهد "الملك فؤاد الأول" ، إللي غير إسم الشارع وسماه على إسمه ، فبقى "شارع فؤاد".
وبعد ما أسرة "محمد علي باشا" مشيت من حكم مصر سنة 1952م ، إتغير إسمه من "شارع فؤاد" ل "طريق الحرية".
(لكن الناس لسه بتقول عليه "شارع فؤاد" لحد وقتنا ده).
"شارع فؤاد" موجود في منطقة "الحي اللاتيني" القديم ، وده واحد من أحياء إسكندرية القديمة.
وإتعرف الحي بعد كده ب"حي التوفيقية" أيام "الخديو توفيق" ، والسبب في الإسم ده إن "الخديو توفيق" كلف المهندس الإيطالي "فيلبو بيني" ، بإنه يعيد تخطيط المنطقة دي سنة 1880م.
وقتها بنى المهندس "بيني" 3 قصور لسه موجودة لحد دلوقتي ، بس مابقتش قصور.
قصر فيهم بقى مدرسة بلقيس.
قصر تاني بقى مديرية الصحة.
القصر الثالث بقى المركز الثقافي الإسباني.
"شارع فؤاد" فيه كذا حاجه من معالم إسكندرية ، وأبرزها "أوبرا الأسكندرية" ، إللي هي مسرح "سيد درويش" ، وإللي بناه المهندس الفرنسي "جورج بارك" ، وكان زمان المسرح إسمه "تياترو محمد علي" ، بس إتغير إسمه لمسرح "سيد درويش" سنة 1962م.
وكان فيه كمان بعض السينمات إللى بناها اللبنانيين "آل قرداحي" ، وكان أشهرهم سينما "بلازا" وسينما "رويال" وسينما "ريو" ، و صالة "طوسون باشا" وإللي إتعرض فيها أول عرض سينمائي في مصر (كان في 15 نوفمبر سنة 1896م).
وفيه "المتحف القومي بالإسكندرية" ، وإللي كان في الأساس فيلا لتاجر الخشب اليوناني "أسعد باسيلي"، وكان عايش فيها لحد سنة 1954م ، وقبل مايسيب مصر ويسافر باعها للسفارة الأمريكية ، لحد ما إشتراها المجلس الأعلى للآثار في سنة 1996م وحولها إلي المتحف القومي.
وكان فيه كمان "ساعة الزهور" ، وكانت ساعاتها بتدق بانتظام قدام "جنينة الشلالات".