أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 07:25 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الري يتفقد محطة طرفا ٣ بالمنيا ، ونماذج للمدارس الحقلية والزراعات بمحطة ١٤ المشرف على قطاع الإسكان تقدم ورقة عمل وطنية بعنوان الحوكمة.. الاستدامة بالتشريعات وزير الإسكان يتابع موقف تسليم قطع أراضي الإسكان الاجتماعي والمتميز بمدينة حدائق أكتوبر رئيس جامعة المنوفية يعقد لجنة المختبرات والأجهزة العلمية أون لاين وزير الإسكان يختتم جولته بالمرور على بعض الطرق الرابطة بين أكتوبر والشيخ زايد وزير الإسكان يتفقد مشروع التجمع العمراني صن كابيتال محافظ بني سويف يستقبل وزير الأوقاف محافظ بني سويف ووزير الأوقاف يتفقدان بدء تنفيذ أعمال تطوير مسجد السيدة حورية ديربي لندني يجمع بين كريستال بالاس و أرسنال ضمن منافسات البريميرليج جامعة أسيوط : افتتاح ملاعب كلية علوم الرياضة ومركز اللياقة البدنية وقاعة المناقشات الرئيس السيسي يجري زياره تفقدية الي مقر أكاديمية الشرطة مفتي الجمهورية يدين حادث الدهس في مدينة ماجديبورج الألمانية

محمد مختار جمعة.”فضائل العشر”

لقد فضل الله (عز وجل) بعض الأيام على بعض ، وبعض الشهور على بعض ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " إنَّ لربِّكُمْ في أيامِ دهرِكُمْ نفحاتٌ ألا فتعرَّضوا لها" (المعجم الكبير للطبراني) .
ومن هذه الأيام المباركات العشر الأول من ذي الحجة ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :" ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ" (صحيح البخاري) .
وهذه العشر المباركات هي التي وصفها القرآن الكريم بالأيام المعلومات , في قوله تعالى: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ " (الحج : 28) .
وذكر سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) أنها الليالي العشر التي أقسم بها رب العزة (عز وجل) في كتابه العزيز فقال : " وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ " (الفجر : 1 , 2) .
فعلى المسلم أن يغتنم ما أتيح له من أبواب الخير في هذه العشر من الإكثار من الصيام ، وقيام الليل , والذكر , وتلاوة القرآن , وإطعام الطعام , والحرص على شعيرة الأضحية , وصلة الأرحام , والإكثار من الصدقات , فإن لم يكن له من المال ما يتصدق به فأبواب الخير واسعة ، وقد سئل نبينا (صلى الله عليه وسلم) من أين لنا صدقة نتصدق بها كل يوم ؟ فقال : "إن أبواب الخير لكثيرة: التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وتميط الأذى عن الطريق ، وتسمع الأصم ، وتهدي الأعمى ، وتدل المستدل على حاجته ، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث ، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف ؛ فهذا كله صدقة منك على نفسك" .
ويستحب في هذه الأيام التوسع في الصدقات ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ", ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا" (متفقٌ عَلَيْهِ) .
وفي عشر ذي الحجة يأتي يوم عظيم , خير يوم طلعت فيه الشمس , وهو يوم عرفة , من صامه إيمانا واحتسابا فإنه يكفر السنة الماضية والسنة الباقية , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ " (صحيح مسلم) ، ويستحب الإكثار في هذا اليوم من الذكر والدعاء ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سنن الترمذي) .
وفيه يوم النحر يوم الأضحية التي هي سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) وأبينا إبراهيم (عليه السلام) , وفيها يقول : " مَا عَمِلَ آدَمِىٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ (عز وجل) مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا " (سنن الترمذي).
وللأضحية مقاصد سامية فهي من جهة طهرة للمال وصاحبه , ومن جهة أخرى إغناء للفقراء, وتوسعة على الأهل والأصدقاء والجيران والأحباب , وهي سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد ضحّى (صلى الله عليه وسلم) ، حيث قال سيدنا أنس (رضي الله عنه) : "ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ" (متفق عليه) .
وكما تتحقق الأضحية بالذبح تتحقق بالصك ، ولا شك أنه يعظم من نفع الأضحية , وبخاصة لمن لا يملك آلية لتوزيعها على الوجه الأمثل , مما يجعلها تصل عبر منظومة الصكوك إلى مستحقيها الحقيقيين , وهو ما يزيد من نفع الأضحية وثوابها في آن واحد , كما أنه يحقق إيصال الخير إلى مستحقيه بعزة وكرامة وآلية لا تمتهن آدمية الإنسان أو تنال منها.