أنباء اليوم
الجمعة 7 يونيو 2024 08:04 صـ 30 ذو القعدة 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
منتخب مصر يحقق الفوز علي بوركينا فاسو و يقترب من الوصول إلي كأس العالم 2026 الهيئة القومية للأنفاق تنفى توقف السلالم المتحركة والمصاعد الكهربائية بخطوط المترو بعد غياب ١٢ عاماً..مصر للطيران تنقل حجاج كوناكري السعودية تعلن رسمياً غداً الجمعة أول أيام شهر ذى الحجة دار الإفتاء تعلن غداً الجمعة أول أيام ذى الحجة.. ووقفة عرفات السبت 15 يونيو حسام حسن يعلن تشكيل مصر لمباراة بوركينا فاسو بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 الفريق أسامة عسكر يشهد تنفيذ البيان العملى لإجراءات التأمين التخصصي لأحد تشكيلات الجيش الثالث الميداني وزير التجارة والصناعة يبحث مع رئيس جمهورية تتارستان نتائج زيارة وفد الأعمال التتاري لمصر خلال شهر أغسطس الماضي رئيس هيئة الرعاية الصحية يشهد توقيع بروتوكول تعاون ثنائي بين الهيئة ومجموعة جمجوم فارما إستمرار تقنية الفيديو في الدوري الإنجليزي لموسم آخر إي سي ميلان يحاول خطف مهاجم بولونيا من أندية أوروبا وزير النقل يلقي كلمة مصر في الاجتماع الأول لوزراء النقل لدول تجمع البريكس

”فقيهة العصر” بين التأصيل الرصين والمعاصرة الواعية بقلم - كريم إبراهيم أحمد

فقيهة العصر "صورة تعبيرية"
فقيهة العصر "صورة تعبيرية"

إن تاريخنا الإسلامي العريق -في علمه وعمله- مليء بالنماذج النسائية الراسخة تأصيلاً ومواكبة للمستجدات والنوازل، فأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- في الذّروة العالية من التأصيل الفقهي، والعلم بالسنة النبوية العملية في أخص الخصوصيات بوصفهن الزوجات الطاهرات، وبثهن هذا العلمَ ولا غَرْوَ فهن للمؤمنين والمؤمنات أمهات.

وتأتي في مقدمتهن أم عبد الله الصديقة بنت الصديق؛ لما توافر لها من أسباب الذيوع العلمي ومؤهِّلات النظر الفقهي السديد، ومن أراد جَلِيَّة أمرها ومقدارَ علمها، فليستنطق أمَّات الكتب ومعتمدات المصادر أخبارَها وعباراتِها الرائقةَ في بيان مناقب الصديقة ومميزاتها في الفهم التامِّ وثقابة النظر.ٍ

وتمتد السلسلة العلمية الطاهرة على مرِّ العصور وكرِّ الدهور مُسجلةً بصماتٍ علميةً رائدةً، وآثارًا تكتب بالتِّبر لا بالحبر.

وإن لفقيهتنا -التي أنشأنا هذه المقالة؛ لنتناول طَرَفًا من منهجها ونبذًا يسيرة من تحريرها العلميِّ الممتد- موقفًا طريفًا مع والدها فضيلة الشيخ العالم الجليل الولي الصالح عبد السلام أبو الفضل -رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس- يتمثل في ترديده -رحمه الله- على مسامع ابنته الفقيهة الأصولية الأستاذة الدكتورة زينب عبد السلام أبو الفضل -أمد في الطاعة والمعافاة مدتها- نبأَ الفقيهة العالمة زينب السمرقندية ابنة الفقيه الحنفي الكبير علاء الدين السمرقندي وزوجة ملك العلماء الكاساني الفقيه الحنفي صاحب الكتاب السَّيَّار "بدائع الصنائع"، والسؤال الذي يُلِحُّ على ذهن القارئ: هل أثمر النبأُ ثماره اليانعة؟ وهل أنتج التذكيرُ بالفقيهة السمرقندية نتاجه؟

والجواب الذي لا جواب إلا هو: أَجَلْ، لقد كانت السمرقنديةُ إلهامًا لفقيهة العصر ونبراسًا لها، فقد حازت أستاذتنا زينب أعلى لقب علميٍّ يعرفه العالم الآن لقب بروفيسور (أ. د).

ولا ينبغي أن يفوتني أن أنوه إلى أن فقيهتنا زوجةُ الفقيه الأصولي ذي الصيت العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم الحفناوي - حفظهما الله تعالى-.

ولست ممن تستهويه الألقاب دون ما أدى إليه من عِلْمٍ ونتاج علمي يُعجب الدارسين ويَسُرُّ الناظرين. نعم لقد أخرجت فقيهتنا للأمة مؤلفات فقهية ومصنفات شرعية لها وزنها وثقلها العلمي في الأوساط الفقهية والمجامع العلمية.

أذكر منها بعضها مما يحضرني: المغتصبة وأحكام السَّتر عليها في الفقه الإسلامي، وواقع الفتاوى المعاصرة في ضوء مقاصد الشريعة، وقواعد التعايش السلمي، واختلاف الفتوى، والنص القرآني والأحرف السبعة، علاوة على رسالتي التخصص والعالِمِيَّة، وغير ذلك من الأبحاث التي لا يسعك إلا أن تسارع إلى قراءتها وتأملها والاستفادة منها؛ ولا عجب فقد أوتيت أستاذتنا بيانًا عجيبًا وأسلوبًا رائقًا وعبارات جزلة، فلله أبوها، وجزى الله كل من كان لبنة في بنائها العلمي خيرًا.

وفي الختام فهذا غيض من فيض وقليل من كثير، ولعل الله يهيئ لي كتابة واسعة مستفيضة عن أستاذتنا ومعلمتنا في دروب الدراسات العليا ومسالك العلم الممتدة إلى أن تبلغ بنا جنات النعيم بفضل الله رب العالمين.