أنباء اليوم
الأحد 22 ديسمبر 2024 05:04 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

حسن المير :خطبة وزير الأوقاف بمسجد ”الحسين” تكشف عن فهم ثاقب لصحيح الدين

حسن المير
حسن المير

أكد المهندس/ حسن المير عضو مجلس النواب وأمين سر لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة بمجلس النواب الأهمية الكبيرة للموضوع الذي تناوله الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد سيدنا الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة والتي جاءت تحت عنوان بعنوان: "فرائض الإسلام غاياتها ومقاصدها" ، مشيرًا إلى أن وزير الأوقاف على الرغم من أنه لم يتناول من يتخذون الدين ستارًا لهم لتخريب وتمزيق الدول من التنظيمات والجماعات والتيارات الإرهابية والتكفيرية إلا أن ما جاء من قضايا تتعلق بفرائض الإسلام وأثرها في السلوك تكشف بالطبع زيف ما تقوم به جماعات أهل الشر من مخادعة باسم الدين أو ما يفعله المتاجرون به والمتسترون بعباءته.
وقال "المير" : إنني ومن خلال متابعتي لكل حرف - وليس كلمة - جاء في خطبة الدكتور/ محمد مختار جمعة كان راسخًا في عقلي كل ما مرت به مصر من خطط شيطانية وخطايا وكوارث لا تغتفر قامت بها التنظيمات والجماعات والتيارات التي تاجرت باسم الدين وارتكبت ما ارتكبت من أعمال قتل وسفك لدماء الأبرياء وحرق وتدمير لمؤسسات الدولة على الرغم أنهم كانوا لديهم القدرة على إقناع البسطاء من أهالينا المصريين أنهم هم فقط رجال الدين والإسلام والفضيلة والمعاملة الحسنة وأما غيرهم فهم لا دين ولا ملة ولا أمان لهم ، ويجب محاربتهم وقتلهم والقصاص منهم لأنهم من الكفرة الفجرة .
وطالب المهندس / حسن المير من الدكتور / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، ومن الدكتور / طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، والدكتور / خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان ، والدكتور / أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ، والدكتور / هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام ، والدكتورة / إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة طبع هذه الخطبة في كتيب مع تزويدها بكل ما يتعلق بموضوعها من مفاهيم وأسس مبسطة وشرح مبسط لكلمتي " الدين المعاملة " لتوزيعها على رواد المساجد وتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ورواد مراكز الشباب وقصور الثقافة والعمال بالمصانع والشركات.
واعتبر المهندس / حسن المير القضايا التي استعرضها الدكتور / محمد مختار جمعة في خطبته بمثابة منهاج عمل صحيح لكل ما يتعلق بحسن الأخلاق والقيم والتقاليد التي يجب أن يتمتع بها من ينتمون للدين الإسلامي الحنيف قولاً وعملاً ، وأنها يجب أن تدرس لجميع أبنائنا وشبابنا ، مؤكدًا أنها قضايا تحفظ الأمة وتحافظ على الأسر المصرية وتماسك جميع المصريين لأنها تعمل على السمو الأخلاقي وتبرز سماحة ديننا العظيم ولا سيما في ضبط قيمنا وتعاملاتنا الحياتية .
وكان الدكتور / محمد مختار جمعة قد ألقى خطبة الجمعة بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة بحضور اللواء / خالد عبد العال محافظ القاهرة ، والدكتور / محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري ، واللواء / محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتور / أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ، والدكتور / هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام ، ومحمد منار عنبة وزير الطيران المدني ، والمستشار / علاء الدين فؤاد وزير شئون مجلس النواب، واللواء / عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية ، والدكتور / شوقي علام مفتي الديار المصرية ، والدكتور / محمد نظير عياد نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ، ونخبة متميزة من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس بجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بدولة الهند المشاركين بالدورة العلمية المتقدمة بأكاديمية الأوقاف الدولية، وجمع غفير من المصلين.
وفي خطبته أوضح الدكتور / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أن أركان الإسلام خمسة كما جاءت في قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "بُنِيَ الإسلام على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ ، وإقامِ الصَّلاةِ ، وإيتاءِ الزَّكاةِ ، وصَومِ رمضانَ ، وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا"، مبينًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد بدأ بالصلاة بعد النطق بالشهادتين وقبل الزكاة والصيام والحج وذلك لأن صوم رمضان يأتي مرة واحدة في العام ، وأن الزكاة تجب على من يملك نصابًا ، والحج يجب مرة واحدة في العمر على المستطيع ، أما الصلاة فهي الصلة الدائمة بين العبد وخالقه من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له لا نورًا ولا برهانًا ولا نجاة يوم القيامة ، وسئل نبينا (صلى الله عليه وسلم) : أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: "الصَّلاةُ علَى وقْتِها"، وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتابعون من بعدهم يسابقون إلى الصلوات في أوقاتها ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا، ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ ، ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا"، ويقول الحق سبحانه: "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، ويقول سبحانه : "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، ولذا كان سيدنا إبراهيم (عليه السلام) يقول: "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ".
كما أكد أن الإنسان إنما خُلق لعبادة الله سبحانه وتعالى ، وعمارة الكون ، حيث يقول سبحانه: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ"، ويقول سبحانه: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" والعبادة منها الأركان الأساسية وهي : الصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والحج بعد الشهادتين ، غير أن هناك عبادات أخرى ، ربما تكون أشق على بعض الناس من الصلاة والصيام ؛ فالصدق عبادة ، والأمانة عبادة ، والوفاء بالعهد عبادة ، وإتقان العمل عبادة ، وعمارة الكون عبادة ، مؤكدًا أن العبادة ما لم يظهر أثرها على سلوك الإنسان فثمة مشكلة ، يقول سبحانه: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ"، فالتدين الحقيقي هو الذي يظهر فيه أثر العبادة على سلوك الإنسان وأخلاقه ومعاملاته.
وأكد الوزير أن من لم تكن أخلاقه في سوقه بيعًا وشراءً كأخلاقه في مسجده قرآنًا وصلاة فتدينه زائف أو في فهمه خطأ ، فالمقدمات الصحيحة تؤدي إلى النتائج الصحيحة ، فإذا صح الإيمان ورسخ في القلب وصحت العقيدة صحت العبادة ، فمن يؤمن بالله واليوم الآخر وأن الجنة حق وأن النار حق يحسن الصلاة ويحسن الصيام ويؤدي الزكاة ويحج إن استطاع إلى ذلك سبيلًا ، مشيرًا إلى أنه إذا صحت العبادة وصح الوقوف بين يدي الله (عز وجل) صحت المعاملة واستقام السلوك وسمت الأخلاق ، فإذا وجدت إنسانًا يحرص على الصلاة والزكاة فقط وفي أخلاقه ومعاملاته وصدقه وأمانته خلل ، فإما أن يكون تدينه زائفًا وإما أن يكون فهمه خاطئًا ، لأن الإنسان إذا فهم دينه فهمًا صحيحًا لا تنفصم شخصيته في المسجد عن سلوكه ومعاملته بين الناس ، فالدين المعاملة، والعبادة الحقيقية هي التي تقوِّم سلوك صاحبها وأخلاقه ويظهر أثرها على معاملاته ، وإلا فثمة خلل في فهم المقدمات أو في ترتيب الأولويات أو في التعامل معها.