صورة اليوم : ”قصر الأمير سعيد حليم”
قصر الأمير سعيد حليم باشا الأثري بوسط القاهرة ذو الطابع المعماري النادر هو معروف خطأ بإسم «قصر شامبليون» لوقوعه بشارع مويار سابقاً شامبليون حاليًا في وسط البلد وليس كما يظن البعض أنه قصر العالم الأثري الفرنسي «جان فرانسوا شامبليون» الذي فك رموز حجر رشيد واللغة المصرية القديمة.
القصر تحوطه حديقة متسعة ويحده شمالا شارع النبراوى وشرقا شارع حسين المعمار وغربا شارع شامبليون وجنوبا شارع صغير يصل بين شارعى حسين باشا المعمار وشارع شامبليون ويتميز القصر بأنه يقع على مقربة من ميدان التحرير والمتحف المصرى
أنشأه«الأمير سعيد حليم»ابن الأمير «محمد عبد الحليم»بن «محمد علي باشا» مؤسس الأسرة العلوية،سعيد درس بالقاهرة وسويسرا وحصل على شهادة هناك فى العلوم السياسية بناه عام1895 كهدية لزوجته الجميلة أمينة طوسون وقد أوكل المعماري الإيطالي الشهير"أنطونيو لاشياك"(Antonio Lasciac) بتصميمه الذي صمم ايضا النادى الدبلوماسى ومبانى عمارات القاهرة الخديوية وقصر الأمير يوسف كمال وقصر الزعفران(مبنى جامعة عين شمس)ومبنى بنك مصر وقصر المنتزه والعديد من المبانى التاريخية المهمة
القصر هو الشاهد الوحيد على روعة العمارة فى تلك الفترة الهامة من تاريخ مصر الحديث واستغرق بناء القصر حوالي 4 سنوات.
لكن زوجة الأمير سعيد حليم رفضت الإقامة بالقصر كما تؤكد مصادر التاريخ وفضلت أن تظل بقصرها على مضيق البوسفور بتركيا
وبعد قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914بسبب معارضة الأمير دخول تركيا الحرب ومعاداته السياسة الإنجليزية قلصت سلطاته وتم عزله من منصبه(تولى منصب رئاسة الوزراء في إسطنبول من عام 1913 إلى عام 1916) وتم منعه من دخول تركيا وصادرت الحكومة أملاك الأمير باعتباره من رعايا دولة معادية
وفي عام 1921 تم اغتيال الأمير "سعيد حليم" في روما.
وتعددت الروايات ومنها من يقول أن الأمير قد باعه إلى مسيو(كارلو سيوني) ثم آلت ملكيته إلى شركة مساهمة يمتلكها ( شاؤول د.مديانو ) وذلك فى الفترة من ١٩١٨ وحتى ١٩٢٥ حيث تم تحويله إلى مدرسة الناصرة
في عام 1934 أصدر الملك فؤاد الأول مرسوما بتحويل قصر الأمير سعيد حليم إلى مدرسة تابعة لوزارة المعارف وأطلق عليها المدرسة الناصرية الإعدادية وبعدها تحول القصر لمعسكر تدريب الضباط وقت ثورة يوليو 1952
تم بناء القصر على مساحة 4781 مترا مربعا وتم تصميمه على نمط الطراز "الباروك"الذي انتشر في أوروبا خلال عصر النهضة والقصر عبارة عن مبنى رئيسي من طابقين وبدروم وجناحين
يطل على 4واجهات، الواجهة الرئيسية تتميز بنمط معماري رائع التصميم ذات تماثيل فخمة، ذات عمودين يعلوهما عقد على هيئة نصف دائرة مزين بتماثيل صغيرة لرأس سيدة ومزخرفة برسومات نباتات طبيعية وحيوانات وللمدخل الرئيسي سلم يؤدي إلى سلمان فرعيان أما المدخل الصغير يفتح على بدروم القصر
الطابق الأول من القصر عبارة عن بهو كبير يمتد بطول القصر وينتهي بسلم مزدوج له فرعان يؤديان إلى الطابق العلوي وللطابق الأول 6 أبواب تفتح على حجرات واسعة والطابق الثاني يماثل الأول تماما إلا جزءا من البهو الرئيسى تم إشغاله بحجرتين واسعتين تفتحان على الشرفة الرئيسية للقصر التى تعلو المدخل الجنوبي، وللقصر بدروم يحتوي على غرف للخادمات ومطبخ وحجرات للتخزين ودورات مياه أما الجناحان هما عبارة عن عنابر ذات غرف كبيرة تحتوي على ملحقات للقصر يتصلان من خلال ممر ذات أعمدة على الجانبين كما يشاع أنه يوجد به"سردابين" يصلان إلى كوبري قصر النيل ليخرج منه الأمير إلى النيل مباشرة لأخذ مركب والتنزه به كما يصل الآخر إلى شارع قصر العيني.
يتميز القصر بوجود زخارف بارعة الجمال عبارة عن رسومات لنباتات وحيوانات وأشكال هندسية أما نوافذ القصر الخشبية تحتوي على عقود نباتية ذات أزهار وأشكال لدروع وفيونكات للتزيين
إضافة إلى أنه يتميز بإضاءة مميزة حيث يحتوي على مصابيح للإضاءة الليلية أسفل التماثيل تجعل القصر تحفة معمارية
مازال القصر محتفظا بطرازه المعمارى المميز وما يحويه من زخارف شديدة الروعة والجمال ويتميز بأنه من القصور الغنية بتفاصيله المعمارية والزخرفية نموذجا لعمارة عصر النهضة والباروك
وتجدر الاشاره إلى انه فى الفترة من عامى ١٩١٠ و١٩١٧ وهى الفترة التى أعقبت الإنتهاء من بنائه بسنوات قليلة كان القصر يمتد حتى شارع محمود بسيونى وتم اقتطاع أجزاء من جناحيه وحديقته بدءا من عام ١٩٢٦ وشيدت عليها عمارة من ستة أدوار أما الحديقة كانت واسعة تحيط بالقصر وبها أكشاك لتربية النباتات وأخرى لتربية الخيول وهى الأكشاك التى اندثرت الآن.