أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 06:25 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

المبعوث الأوكراني أمام مجلس الجامعة العربية : أن ما تقوم به روسيا ضد أوكرانيا محاولة لطمس الهوية الأوكرانية

صورة توضيحية
صورة توضيحية

قال المبعوث الأوكراني في كلمته أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين ان ما تقوم به روسيا ضد اوكرانيا ليس مجرد حرب إمبريالية جديدة، بل محاولة لطمس الهوية الأوكرانية ومحو سيرة الأوكرانيين من كتب التاريخ وحرمانهم من مكانتهم بين أسرة الدول الحرة. ان الغزو الروسي لأوكرانيا هو إبادة جماعية و ان روسيا تتحمل دون غيرها كامل المسؤولية عن انتهاكها لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية و المعاقبة عليها.
إن التاريخ يؤكد لنا بأن الاحتلال والحروب و خلق الصراعات هي صفات السياسية الروسية التسلطية، علمأ بأنها قد كانت تسعى دائمًا إلى توسيع دائرة نفوذها في كل مكان من العالم ، بما في ذلك في العالم العربي، و الآن نحن نشهد كيف تحاول روسيا ممارسة التحريض و التدخل في النزاعات الاقليمية من اجل زيادة نفوذها كما هي الحال في بعض البلدان العربية التي لا تزال تشهد حالة من عدم الاستقرار الداخلي و التناحر.
و أود أن أؤكد لكم بأن القانون والحق إلى جانبنا ، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان "العدوان على أوكرانيا" الذي تم تبنيه في 2 مارس 2022 ، والذي يطالب الاتحاد الروسي بالتوقف الفوري عن الاستخدام غير القانوني للقوة ضد أوكرانيا وسحب جميع قواته من الاراضي الأوكرانية، و اننا ممتنون لجميع الدول التي أيدت ذلك القرار و صوتت لأجله.
يُعرّف قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3314 الصادر في 14 كانون الأول / ديسمبر 1974 الحرب العدوانية على أنها "جريمة ضد السلام الدولي"، و الأكثر من ذلك فإن القانون الجنائي للاتحاد الروسي في المادة 353 يعرف التخطيط والتحضير وشن الحروب العدوانية على أنه عمل إجرامي يعاقب عليه القانون بالسجن لفترات زمنية طويلة، و لهذا السبب فقد اضطرت روسيا على أن تطلق على عدوانها ضد أوكرانيا مسمى "العملية العسكرية الخاصة" للتحايل على القانون الدولي و تضليل الرأي العام.
و في هذه المناسبة لا يسعني سوى أن اتقدم مجددا بخالص شكري و امتناني للبلدان العربية التي أيدت قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤيدة لأوكرانيا لا سيما قرار "العدوان على أوكرانيا" و القرار الآخر المسمى "العواقب الإنسانية للعدوان على أوكرانيا".
و في الوقت نفسه ، فإننا نعول على دعم أوسع من قبل العالم العربي لجميع القضايا المدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة والتي تتعلق بإدانة العدوان الروسي المسلح على أوكرانيا وسبل إيقافه.

و من المهم جدا أن يتم الأخذ بعين الاعتبار الحقيقة بأن أوكرانيا لم تخطط لأية أعمال عسكرية سواء فيما يتعلق بالأراضي المحتلة مؤقتًا في الدونباس أو ضد الاتحاد الروسي على حد سواء. وأن جميع الاتهامات الموجهة لأوكرانيا التي يُزعم بأنها كانت تحضر لمثل تلك الهجمات هي باطلة و لا تمت للواقع بصلة.
إن العدوان الروسي هو اعتداء غير مبرر تمامًا يهدف من بين الأمور الأخرى إلى حرمان أوكرانيا من الحق في ممارسة خيارها السيادي فيما يتعلق بالاندماج في الفضاء الأوروبي و الأطلسي.
و الآن نحن نرى بأن هناك دولا جديدة مجاورة لروسيا قد اقتربت من عتبة العضوية في الناتو ، لكن موسكو تغض طرفها عن ذلك في حين أنها توبخ أوكرانيا و تنحي عليها باللائمة على خيارها بشأن عزمها على إستكمال مسارها الاندماجي نحو الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي و هما هدفان استراتيجيان مسطران في الدستور الأوكراني.
و قبل ضم شبه جزيرة القرم واحتلال روسيا لأجزاء من منطقتي دونيتسك ولوهانسك ، ظلت أوكرانيا دولة محايدة ولم يكن لديها نية في الانضمام إلى أي تكتلات عسكرية أو سياسية. لكن في عام 2014 ، انتهك الاتحاد الروسي الالتزامات المأخوذة على عاتقه في عام 1994 عندما تعهدت روسيا بأن تكون أحد الضامنين لأمن أوكرانيا و سلامتها ، طبقا لما هو منصوص عليه في مذكرة بودابست، و لذا فإن روسيا تتحمل كامل المسؤولية عن تعقيد الأوضاع الأمنية ​​في أوروبا الشرقية وحوض البحر الأسود والقوقاز و الشرق الأوسط وأفريقيا.
لا يخفى عليكم بأن روسيا تقوم بارسال مرتزقتها العسكريين ، الخاضعين لسيطرة الكرملين إلى دول مختلفة من إفريقيا لتوجههم نحو تدبير عمليات تمرد و عصيان و التخطيط لانقلابات عسكرية هناك مما يعرض للخطر السلم والأمن ليس فقط في تلك الدول بل و في أرجاء أخرى من القارة الافريقية ، كما أنهم يمارسون نهب خيرات تلك الدول و مواردها الطبيعية.
في حين ، لا تتجرأ روسيا على تحمل المسؤولية رسميًا عن الأعمال الإجرامية التي ترتكبها شركاتها العسكرية الخاصة.