أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 05:45 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

التفاحة المسمومة .. بقلم - ولاء مقدام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

من أجمل القصص التي تربى عليها الأطفال كانت قصة "سنو وايت" .. الأميرة الجميلة التي كانت تعاني من ظلم زوجة أمها وكيف هربت إلى الغابة والتقت بالأقزام السبعة وكيف وضعت لها الساحرة الشريرة سم في التفاحة حتى تتخلص منها.

كانت القصة منذ بدايتها وحتى آخر جزء منها تثير خيال الأطفال وتخلق بداخلهم الشفقة والرحمة وأحياناً الحزن بسبب ظلم زوجة الأم، ومع نهاية القصة وإنقاذ الأميرة تشرق شمس الفرحة ونجد بعض الأطفال يصفق أو يقفز فرحاً في انتهاء الفيلم من شدة التأثر.

نهيك أن بعض الشخصيات مثل الأقزام أصبحت أصدقاء للأطفال في خيالهم وبذلك تغلغل الكارتون وصناعته إلى عقول ووجدان الأطفال، وتم إنقاذ الأميرة من التفاحة المسمومة.. ولكن من ينقذ أطفالنا من التفاحة المسمومة التي تقدم لهم وهم في أعمار الزهور.

السؤال الخطير هنا هل للكارتون أثر عميق في تكوين وجدان الاطفال وفكرهم؟

للإجابة على هذا السؤال سوف نتناول مجموعة من العناصر منها:

١- أثر الكارتون على تشكيل أفكار الأطفال ووجدانهم

٢-هل مشاهدة الكارتون شيء صحي أم شيء سلبي

٣-ما هي الأفكار التي يتم بثها مؤخراً في أفلام الكارتون؟

٤- كيفية التغلب على مشاهدة أفلام الكارتون لمدة طويلة.

تؤثر الأفلام الكرتونية بصورة كبيرة على تكوين وجدان وافكار الأطفال حيث تكون بداخلهم معتقدات وافكار يصعب التخلص منها .تساعد في تشكيل شخصياتهم، حيث يقلد الأطفال كل ما يرونه في الكارتون وكذلك طريقة الكلام .لاحظ طفلك إذا كان متابع الكرتون الذي يتحدث باللغة العربية الفصحى سوف تجد أن إبنك يتحدث بنفس اللغة التي يستمع بها في الأفلام الكارتونية وليست اللغة التي يستخدمها الآباء والأمهات داخل المنزل . أيضاً كل طفل يتخذ مثله الأعلى أو صديقه من شخصية كرتونية ،البنات جميعها تريد أن تصبح مثل ريبونزل ،والاولاد تشجع شخصيات كرتون البلابل .نعم إن الأفلام الكرتونية لها تأثير كبير وخطير على تكوين وجدان وأفكار وآراء الأطفال .

قد نجد أن معظم الأمهات تفرح أن أطفالها خصوصا من سن العامين يجلس صامتا ومتابع لأفلام الكرتونية وبذلك تستطيع الام القيام بكافة المهام المطلوبة منها في المنزل أو العمل .نجد أن الحضانات أغلبها بها شاشات عرض كبيرة تعرض بها افلام كارتونية داخل اليوم الدراسي حتى يستمتع الاطفال .ولكن السؤال هنا هل هذا شيء سلبى ام إيجابي ؟جميل أن يتابع الاطفال شيء يثيره ويجذب انتباه ولكن يجب أن لا يترك بالساعات وكذلك يجب أن يكون هناك تفاعل بين الأم وطفلها لأن تركها له أمام افلام الكارتون قد يصيب الأطفال بأمراض نفسية صعوبات النطق .بالإضافة إلى إذا كان المحتوى لا يناسب سن الطفل وهذا سوف يؤثر على نفسيتة في المستقبل .

التفاحة المسمومة هي تفاحة جميلة المظهر ،لونها احمر وشهية الطعم ولكن كان بها سم قاتل كاد أن ينهى حياة الأميرة سنووايت وهكذا افلام الكرتون الحديثة وايضا بعض القديمة يتم بث افكار غير مناسبة لطبيعة الإنسانية ،افكار ترفضها جميع الأديان يحرمها العقل البشرى .نجد افلام الكارتون تبث افكار مثل المثليه الجنسية وذلك من خلال تصريح للشركة والت ديزني الأمريكية الشركة التي تقوم بإنتاج افلام الكارتون في العالم بتأييديها المثلية وأنهم سوف يتم عمل بطل من ابطالها يمثل مثل هذا الفئه وايضا نجد تم بالفعل تقديم بعض الأعمال مثل فيلم lightyear حيث أن الشخصية الأساسية في الفيلم شخصية محبوبة و منع عرض الفيلم في كثير من الدول العربية ة وبذلك يتم منذو الصغر بث الفكر الشاذ فى عقول الأطفال حتى يتقبلوا وجود مثل هذا الخلل فى المجتمع .أيضا نجد قديما شخصية غريبة كانت تقدم فى كارتون أسمة مازنجر وهى شخصية ابو الغضب الذى كان نصف سيدة ونصف رجل وهذا فى حد ذاتة تأكيد عدم الهوية الجنسية .افكار اخرى تمث العقائد مثل احياء الموتى فى بعض افلام اللنبميشن وجمعها هدفها هدم الأديان وتأثير افكار شاذة داخل عقول الأطفال وفى دراسات أكدت أن الأطفال يقلدون ما يرون مهما كانت طرق النصح والإرشاد الشفوية .

لذلك على الأسرة وخصوصا الام أن تحمى أطفالها من مثل هذا الخطر ،يجب على الأم مشاهدة كل ما يراة الطفل اولا ،يجب أن تخلق له جو أمن من المناقشة والحوار وأن تقدم فى دائما بدائل من مشاهدة افلام الكارتون .هناك قنوات تقدم افلام تدعوا الى كيفية تعلم الصلاة والوضوء وتقدم قصص تحمل عبر وافكار إيجابية .يجب فلترة ما يشاهد الطفل .يجب أيضا تقليل جلوس الطفل لمشاهدة التلفزيون فى العموم أو حتى الانتر نت حيث وجدت دراسات مؤخرا أن كثرة جلوس الأطفال لساعات كثيرة يؤدى إلى السمنة وأمراض مثل السكر .يجب على الأمهات تقديم بدائل مثل الرياضة والهوايات الأخرى.. الرسم والموسيقى القراءة حفظ القرآن والأناشيد الدينية وكذلك اللعب الصحي مع أطفال مثلهم في الأماكن العامة.

أطفالنا هم زرعنا فى الحياة ،هم الورود التي تجمل حدائق أعمارنا لابد أن نحيطها بأسوار عالية ولا نجعلها عرضة لأي يد تريد أن تقطفها أو تدميرها.

الورود يجب حمايتها حتى تظل مبهجة وجميلة طوال العمر.