أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 06:35 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

الأوقاف : افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي السادس بمسجد حسن الشربتلي

صورة توضيحية
صورة توضيحية


انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي السادس بمسجد حسن الشربتلي بالقاهرة الجديدة بمحافظة القاهرة اليوم السبت ٢٧/ ٨/ ٢٠٢٢م تحت عنوان: "أمانة الكلمة ومسؤوليتها"، حاضر فيها أ.د/ أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق أ.د/ هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، وقدم لها الأستاذ/ بهاء عبادة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ/ محمود الخشت قارئًا، والمبتهل الشيخ/محمد السوهاجي مبتهلًا، وبحضور الدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته قدم أ.د/ أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق الشكر لمعالي وزير الأوقاف أ.د محمد مختار جمعة على هذا الحراك العلمي في المساجد التي استعادت ريادتها للمجتمع بفضل الأنشطة الدعوية المتنوعة لوزارة الأوقاف، مبينًا أن الأمانة في الكلمة حماية لحياة الناس جميعاً، وأمن للمجتمع، وصون للأعراض، وحماية للروابط والعلاقات، مشيرًا إلى أن الكلمة أمانة ربانية ومسئولية اجتماعية، فما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة الصادقة بين أفراد المجتمع لما لها من أثر طيب في نشر الألفة والمحبة، وإذابة الفرقة والشحناء، فالكلمة الطيبة لها أثرها الطيب في صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب.
مشيرًا إلى أن أمانة الكلمة ومسئوليتها واجب شرعي وأخلاقي، لأنها تجمع الشمل، وتحول العدو إلى صديق، وتمنعُ كيدَ الشيطان، كما أن الكلمة الطيبة تؤلف القلوب، وتصلح النفوس، وتذهب الأحزان، وتزيل الغضب، موضحًا أن أمانة الكلمة تتطلب من صاحبها ألا ينطق إلا بالخير والصدق، فلا يكذب ولا يخادع ولا يشهد زورًا ولا يدلس ولا يقلب الحقائق، ولا يتحدث بغير علم، قال تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ"، كذلك تتطلب أمانة الكلمة الصدق في النصيحة والمشورة لمن طلبها، فالدين النصيحة، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): "الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ"، فبالنصيحة والمشورة الخالصة الصادقة يَصلح أمر العباد، ويسودُ الأمن والأمان، ويعمُّ الرَّخاء في البلاد.
موضحًا أن نشر الأخبار الكاذبة، وتشويه الحقائق أو تدليسها، والنيل من أعراض الشرفاء، وكل ما يتصل بنشر ما يشيع الفاحشة في المجتمع يُعدُّ خيانة للكلمة، فليتق الله كل صاحب كلمة مكتوبة، وليعلم علم اليقين أن ما سطره سيبقى شاهدًا له أو عليه، وليدرك كل إنسان مسئوليته الكاملة أمام الله وأمام ضميره وأمام الخلق عن كل ما يتحدث به، حتى لا يكون سببًا في الفرقة والتنافر بين أبناء المجتمع الواحد، وحتى لا يكون سببًا في قطع الأرحام، وإفساد العلاقات بين الناس.
وفي كلمته أكد أ.د/ هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر أنه لما كانت الكلمة الطيبة دليلًا على إيمان صاحبها أمرنا الحق سبحانه وتعالى بالكلمة الصادقة لجميع الناس دون تفرقة، وألا ننطق إلا بالقول الرشيد الذي يصلح ولا يفسد، يبني ولا يهدم، يعمر ولا يخرب، فقال تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، وقال تعالى: "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"، فصلاح الأعمال وغفران الذنوب مترتب على القول الطيب والكلمة الصادقة ؛ لذلك كان توجيه الإسلام إلى التثبت والتحقق من كل ما يقال أو يشاع، إذ ليس كل ما يُقال يُصدق، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، مشيرًا إلى أن حفظ اللسان دليل على كمال الإيمان، وحسن الإسلام، وسبيل الوصول إلى الفردوس الأعلى.
موضحًا أن الكلمة حجة لك أو عليك يقول سبحانه: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ"، ويقول سبحانه: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ"، ويقولون إن الكلمة أحدُّ من السيف وأمضى من السهم، وأنفذ من الرصاص، ويقول (صلى الله عليه وسلم) لمعاذ (رضي الله عنه) ناصحًا: "أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا -وأشار إلى لسانه- قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ"، ويقول أيضًا: "إنَّ الرجلَ لَيتكلَّمُ بالكلمةِ يُضحِكُ بها جلساءَه يهوي بها أبعدَ من الثُّريَّا".
موضحًا أن الكلمة أمانة ومسئولية عظيمة، وقد قالوا: الكلمة كالسهم إذا خرجت لا تعود وبعض الكلمات أو الأفعال تكون مسمومة تستقر في القلب فتميته ولا نستطيع إحياؤه مرةً أخرى، وكم من كلمة قتلت صاحبها.