شروة تستهدف نصف مليون عميل فى سنة أولى تجارة إلكترونية
مازال قطاع ريادة الأعمال في مصر يواصل الازدهار وجذب الاستثمارات الأجنبية خاصة في المجالات التكنولوجية، وبزيادة الانفتاح على الدول الأخرى استلهم الكثير من رواد الأعمال المصريين الجرأة لإقامة مشاريعهم الخاصة، وعلى خطى “بيندودو”، وغيرها من الأمثلة الناجحة في تطبيق نموذج “التجارة الاجتماعية”، أسس مجموعة من الشباب شركة “شروة الناشئة” واستطاعوا الحصول على تمويل تأسيسى بقيمة مليوني دولار لتوسيع مشروعهم.
وحسبما قال علاء شلبي الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي منصة “شروة” للتجارة الإلكترونية للتعرف على قصة المشروع كنموذج واعد للشركات الناشئة في مصر.
حيث شارك شلبي، في تأسيس شركة شروة، مطلع العام الجاري، بمساعدة حسن الشوربجي، ومحمود حنفي، إذ عمل ثلاثتهم سابقا لنحو 6 سنوات في عدة شركات تكنولوجية داخل، وخارج مصر مثل “كريم” وكان لهم دور كبير في بدايتها، واكتسبوا الخبرة اللازمة في مجالات التكنولوجيا وكيفية تطوير الحياة اليومية للأفراد عن طريقها، وفقاً لما ذكره الشريك المؤسس للشركة .
وخلال عملهم لاحظوا الفجوة الكبيرة بين عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستخدمها حوالي 50 مليون مستخدم في مصر، ومستخدمي منصات التجارة الإلكترونية.
وذكر شلبي أن حسب المقابلات التي أجروها مع الكثير من العملاء المحتملين، فإن ذلك يعود لعدة عوامل منها اقتصار معرفة معظم الناس بكيفية استخدام “السوشيال ميديا” عن غيرها من مواقع الانترنت، وارتفاع الأسعار فى منصات التجارة الإلكترونية المتاحة خاصة أسعار الشحن، وانعدام الثقة في الشراء الإلكتروني حيث اعتاد الناس على الشراء من المتاجر المجاورة لهم.
وقال إن الهدف من “شروة” هو مساعدة الناس على التوفير فى شراء حاجاتهم اليومية عن طريق الشراء من تطبيق للموبايل يتيح لهم إنشاء مجموعات شراء يكون سعر المنتج فيها أقل من الشراء المنفرد، لأنه بذلك يوفر على الشركة تكاليف عدة مثل تكلفة جذب العميل وغيرها، ولتكوين مجموعة يصل للمشترى رابط يمكن مشاركته مع غيره بحد أدنى شخصان للمجموعة الواحدة.
وقد شجعهم نجاح الفكرة فى عدة دول أخرى مثل الصين والبرازيل على إقامة المنصة، فمثلا استطاع تطبيق “بيندودو”- الذي يطبق نموذج التجارة الإلكترونية التشاركية- أن يصبح من أكبر منصات التجارة الإلكترونية فى الصين من بين الكثير من المنافسين، بجانب أيضا تطبيق “فاسيلى البرازيلى”.
اقرأ أيضا: منصة “شروة” تحصل على تمويل أوّلي بقيمة 2 مليون دولار
ووفقا شلبي فإن تفوقهم جاء بسبب تركيزهم على شرائح العملاء الجماهيرية، وهو ما يسعون للتركيز عليه في “شروة” على مستوى السوق المحلى، خاصة وبغياب نماذج مماثلة فى الوطن العربى.
وأكد على الدراية الواسعة للموردين بأهمية التجارة الإلكترونية، كما أشار إلى أن لديهم فرق مخصصة لإدارة قنوات البيع من خلال الانترنت مما يسهل التعاون معهم، ولإقناع الموردين بالتعامل عبر منصة شروة.
وتقدم المنصة تجربة أولية ويأخذوا منهم كميات قليلة تدريجيا للوصول إلى كميات أكبر حينما يرى الموردون القيمة المضافة لاستخدام التطبيق، وأكثر ما يقنعهم هو قدرة “شروة” على الوصول للمدن الجديدة مثل بدر والشروق وحدائق أكتوبر، والتي تشكل تحديا للموردين من حيث تكلفة النقل والخدمات اللوجستية وعدم توفر محلات بيع التجزئة بكثرة.
الشركات الناشئة فرصة مصر لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.. وحجم السوق يقدم ميزة تنافسية
وأشار إلى أنه فى ظل المناخ الاقتصادى الحالى يتردد المستثمرون فى المخاطرة بأموالهم لعدم قدرتهم على توقع مصير الاقتصاد العالمى والأسواق المحلية، ورغم ذلك فإن السوق المصري استطاع أن يجتذب العديد من المستثمرين الأجانب، ومصر لديها رصيد كبير فى عدد الشركات الناشئة الناجحة، وبشكل عام يوجد حماس كبير من قبل المستثمرين الأجانب تجاه مناخ ريادة الأعمال في السوق المصري، حيث يقوموا بزيارة مصر بشكل دوري ومقابلة رواد الأعمال لدراسة أوضاع السوق، وخاصة المستثمرين المهتمين بالاستثمار في الشرق الأوسط والمتواجدين في السعودية والإمارات.
وذكر أن أكثر ما ميز “شروة” للحصول على التمويل البالغ قدره مليوني دولار هو فريق العمل، حيث لديهم خبرة طويلة في العمل في شركات أخرى وفى مجالات متنوعة سواء في العمليات، أو التسويق، أو في مجالات التكنولوجيا عامة، وغيرها، فرؤية هذه التشكيلة أقنعت المستثمرين أن “شروة” قد تصبح نموذجا ناجحا في أرض الواقع.
وأضاف أنهم يسعون في الفترة القادمة إلى استخدام التمويل في تطوير التكنولوجيا الخاصة بهم وفريق المهندسين المبرمجين، بالإضافة للتوسعات في المخازن وعدد المنتجات المتاحة على المنصة، ويأملون أن تصل خدماتهم لجميع محافظات مصر خلال عام، ولكن حاليا يقتصر التوصيل على مناطق في القاهرة ومحافظات مجاورة مثل القليوبية والمنوفية.
وقال شلبي إنهم حتى الآن لاحظوا روحا إيجابية من المستخدمين لتجربة الشراء المشترك، فقد أظهروا حماسة لاستخدام نظام المجموعات ودعوة عائلاتهم والإبداع في اختيار أسماء لتلك المجموعات مما أعطى للمنصة روحا متميزة، ويستخدم التطبيق حاليا عشرات الآلاف من المستخدمين، ويأملون الوصول إلى نحو نصف مليون مستخدم بنهاية العام الحالي.