أنباء اليوم
الخميس 7 نوفمبر 2024 09:26 مـ 5 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

صورة اليوم : ”بيت الرزاز”

بيت الرزاز
بيت الرزاز

بيت الرزاز ‏، هو مجمع سكنى أثري يعود تاريخه إلى العصر المملوكي، نتج عن ضم بيتين كبيرين لأسرتين بعد التزاوج بينهما في أوائل القرن التاسع عشر ، ويعود الإنشاء الأصلي إلى القرن الخامس عشر على يد السلطان قايتباي، وتوسع وتطور في عدة مراحل زمنية حتى شمل الآن أكثر من مائة وتسعين غرفة وفناءين كبيرين أحدهما شرقي والأخر غربي.

يقع البيت بمنطقة الدرب الأحمر ، وتطل واجهات المبنى الخارجية على شارعين هما شارع باب الوزير من الجهة الشرقية، وشارع سوق السلاح من الجهة الشمالية، وهي واجهات صغيرة الحجم بالمقارنة إلى مساحة العقار الذي يصل إلى 3400 م2.

يتكون المنزل من قسمين: القسم الشرقي الصغير ويعود تاريخ بناءه إلى القرن الخامس عشر، ويعرف منزل السلطان قايتباي، أما القسم الغربي الكبير فيعود إلى القرن الثامن عشر وقام بتشييده الأمير أحمد كتخدا الرزاز عام 1778 بالإضافة إلى تجديده للقسم الشرقي.

سمي البيت على اسم أحمد كتخدا عزبان الرزاز المتوفى عام 1833، ابن مصطفى كتخدا الرزاز المتوفى عام 1805، ابن خليل أغا الرزاز المتوفى عام 1640، وخليل هو تركى الجنسية من أسس الرزازية، بذخ نجمه في عهد رضوان بك جوربجي الرزاز حاكم مصر وقت السلطان محمد الرابع. يطلق لقبا كتخدا العزبان على أمراء الجيش العثماني الذين أجبروا على أن لا يتزوجوا خلال فترة الخدمة وكانت مهمتهم هي حماية سكن الوالي بالقلعة، ولقرب خليل كتخدا العزبان من الوالي منحه إدارة حرفة الرزازة وهي المسئولة عن جمع محصول الأرز في مصر ومن هنا لقب بالرزاز، وقد أشار الجبرتى أنه بسبب الأزمة الاقتصادية في منتصف القرن السابع عشر أصبح جمع جباية الأرز من الأمر المستحيل وبالرغم من ذلك أقنع خليل مزارع الأرز في محافظة الغربية باستقطاع جزء من المحصول ذاته لتغطية قيمة الضريبة المستحقة عليهم وتصاعد بعدها سعر الأرز في العالم صعوداً حاداً لدرجة أن السلطان أخذ ما أخذ من قيمة الضريبة ووهب الباقي لخليل كما أهداه أحد حكام مصر منزل يقيم به وهو المنزل الذي أسسه قايتباي والمحيط بالفناء الشرقي الحالي للعقار فأسس خليل بمنزله الجديد ومن خلال المال الذي تحصل عليه أحد أعرق الأسر في قاهرة السابع والثامن والتاسع عشر.

قامت مبادئ فلسفة الترميم على الحفاظ على أثرية الموقع بغرض إبراز عينة لما كان عليه البيت في حالته الأصلية وإبقاء الباقي في حالته الراهنة بعد عملية التنظيف والتثبيت. وذلك مع احترام جميع المراحل التاريخية التي شهدها الأثر دون تمييز وإعطاء فرصة لكل مرحلة للتعبير عن نفسها. وعلى هذا المنهج تم تنفيذ مشروع ترميم القسم الشرقي الأقدم من الأثر بسبب الميزانية المحدودة وذلك بدايةً من عام 2003، وحتى تسليمه للمجلس الأعلى للآثار في عام 2007، أما القسم الغربي فقد أدرجته وزارة الثقافة ضمن خطة ترميم معالم القاهرة.