أنباء اليوم
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 06:05 مـ 24 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

بعد مغادرة الرئيس عون القصر الرئاسي.. هل يعيش لبنان فراغ سياسي؟

الرئيس اللبناني
الرئيس اللبناني


غادر الرئيس اللبناني "ميشال عون" اليوم الأحد، القصر الرئاسي ذلك قبل يوم من انتهاء ولايته وفي حضور عدد من أنصاره قضوا ليلتهم في محيط القصر الرئاسي في بعبدا.

ويعاني لبنان من مرحلة فراغ سياسي يهدد بتعميق أزمات البلاد في ظل انهيار اقتصادي متسارع منذ ثلاث سنوات ومع حكومة تصريف أعمال محدودة الصلاحيات.

قبل يوم من انتهاء ولايته الرئاسية، غادر الرئيس اللبناني ميشال عون الأحد القصر الرئاسي، منهيًا بذاك ولاية تخلّلتها أزمات عدّة ، بمواكبة شعبية من محازبيه الذين أمضى عدد منهم ليلته في محيط القصر. كما يدخل لبنان في مرحلة من الفراغ السياسي، جراء عدم وجود مرشح قادر حتى اللحظة على حصد الأكثرية المطلوبة في البرلمان.

وتوافد منذ ساعات الصباح الأولى مناصرو التيار الوطني الحر الذي أسّسه عون إلى محيط القصر في منطقة بعبدا المطلة على بيروت. وحمل بعضهم رايات التيار البرتقالية وصوراً لعون من مختلف محطات مسيرته العسكرية والسياسية.

وأمضى العشرات من أنصار عون ليلتهم في خيم وضعت على الطريق المؤدية إلى مدخل القصر، ليتسنى لهم مواكبة عون لدى انتقاله ظهراً إلى مقر إقامته الجديد في منطقة الرابية شمال شرق بيروت.

بعد تسوية سياسية أوصلته إلى الرئاسة عام 2016، تعهّد عون تحقيق نهضة اقتصادية واستقرار اجتماعي واستئصال الفساد. لكنها وعود لم تتحقّق.

جدير بالذكر أن هذا الفراغ السياسي يهدد بتعميق أزمات البلاد في ظل انهيار اقتصادي متسارع منذ ثلاث سنوات ومع حكومة تصريف أعمال محدودة الصلاحيات، مع فشل القوى السياسية في تشكيل حكومة منذ مايو الماضي.

واتسّم النصف الثاني من عهده بشلل سياسي وانهيار اقتصادي متسارع ومظاهرات غير مسبوقة في أكتوبر 2019 استمرت أشهرا، ثم انفجار مروّع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، ضاعف النقمة الشعبية على أداء الطبقة السياسية.

وإن كان فقد جزءاً كبيراً من شعبيته خصوصاً على الساحة المسيحية، إلا أن عون لا يزال في عيون محازبيه وأنصاره "قائداً شجاعاً نظيف الكف" وزعيماً من خارج سرب العائلات السياسية التقليدية والإقطاعية في بلد ذي تركيبة طائفية بامتياز.

وشكل قصر بعبدا عام 1989 مقصداً للآلاف من مناصري عون، الذي تولى حينها حكومة عسكرية ورفض تسليم السلطة إلى رئيس منتخب. وفي 1990، تم إخراجه من القصر إثر عملية عسكرية قادها الجيش السوري، ولجأ إلى السفارة الفرنسية، ثم إلى فرنسا حيث أمضى 15 عاماً في المنفى وأسّس تياره السياسي.