قصة حسين عبد الرسول واكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
تذكر إحدى الروايات أنه تم اكتشاف السلم المنحوت بوادي الملوك الذي يؤدي إلى مقبرة الملك توت عنخ آمون، بواسطة فتى صغير يدعى حسين عبد الرسول يبلغ من العمر ١٢ عام، ابن منطقة القرنة الأثرية غرب الأقصر، وينتمي إلى عائلة عبد الرسول الشهيرة التي عرفت منذ القرن التاسع عشر بالتنقيب عن الآثار مع البعثات الأجنبية المعتمدة، وحينما جاء كارتر إلى مقابر وادي الملوك بالأقصر طلب التعاون مع محمد عبد الرسول، الجد الأكبر للعائلة، لمساعدته في الوصول إلى مقابر الملوك، وذلك بعد الحصول على التصاريح اللازمة من هيئة الآثار، فمده الجد بالعمالة المدربة، وكان من ضمن فريق العمل، حسين عبد الرسول الذي كان أصغر عضو في فريق هوارد كارتر.
كانت وظيفة الفتى الصغير هي توصيل المياه إلى فريق بعثة التنقيب بقيادة هوارد كارتر، حيث كانت أعمال الحفر والتنقيب تسند إلى المصريين تحت قيادة أجانب قادمين من أوروبا، وكان عمال التنقيب يعملون تحت أشعة الشمس، لذلك كانوا يحتاجون إلى الكثير من الماء أثناء عملهم. لذا كان يتولى أحد أعضاء الفريق مهمة إحضار المياه إلى الموقع في أواني فخارية تتميز بقيعان دائرية لتستقر عليها، وفور وصول الفتى بالأواني إلى موقـع الحفر صباح يوم السبت ٤ نوفمبر ١٩٢٢م، بدأ في عمل حفرة صغيرة بالأرض لدفن قواعد الفخار بها وإبقاء الأواني ثابتة، وأثناء الحفر، اصطدمت عصاه بحجارة، وعند مسحه للتراب مـن عليها، تبين له أنها أعلى درجة في سلم حجري منحوت يـؤدي لتحت الأرض.
أبلغ حسين عبد الرسول هوارد كارتر بما وجد، وبعد إزالة الحطام من الدرج تم الكشف عن الجزء العلوي من المدخل المغلق، وكانت فوقها الأختام للمقبرة الملكية، ويذكر أن من شدة سعادة كارتر بالكشف الأثري وبالدور الذي لعبه حسين عبد الرسول، ألبسه إحدى قلائد الملك توت عنخ آمون الذهبية، وأمر مصوره الخاص أن يلتقط له صورة بالقلادة.