أنباء اليوم
الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:08 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

إطلاق الإستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم لشرق المتوسط

صورة توضيحية
صورة توضيحية


أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط رسميًّا اليوم الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم لشرق المتوسط، وذلك في مؤتمر صحفي مختلط استضافه قادة المنظمة، وانضم إليه نساء ناجيات من سرطان عنق الرحم، فضلًا عن عدد من المناصرات اللواتي يحاربن المرض، ومتحدثين رفيعي المستوى. وهدفت هذه الفعالية إلى التعريف بالغايات المتمثلة في تحقيق نسب «90%-70%-90%» التي حددتها الاستراتيجية: كي تتمكن البُلدان من تحقيق 90% من التغطية باللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات في سن 15، و70% من التغطية بخدمات التحرِّي للنساء في سن 35 و45، و90% من العلاج في المرحلة السابقة لسرطان عنق الرحم والتدبير العلاجي للنساء المصابات بالسرطان بحلول عام 2030.

وتستند الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم لشرق المتوسط إلى الاستراتيجية العالمية لتسريع وتيرة التخلص من سرطان عنق الرحم، بوصفه إحدى مشكلات الصحة العامة التي اعتمدتها الدول الأعضاء في المنظمة في عام 2020، والتي تتوخَّى ما يلي: بناء عالم خالٍ من سرطان عنق الرحم؛ تحقيق الحد الأدنى من الإصابة بمقدار 4 سيدات لكل 100000 امرأة سنويًّا من أجل التخلص من المرض؛ والغايات المتمثلة في تحقيق نسب 90%-70%-90% بحلول عام 2030 لكي تمضي البُلدان قُدُمًا نحو التخلص من المرض في غضون أجيال قليلة.

وفي هذا السياق يقول الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «لقد طوَّعنا الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم وفقًا للسياقات الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والجغرافية السائدة في إقليم شرق المتوسط».

مُضيفًا: «لطالما كان تنفيذ حملات التلقيح والتحرِّي والتشخيص المبكر على نطاق واسعٍ محدودًا في العديد من بلدان الإقليم. ونحن نشيد ببلدان الإقليم التي شرعت في بذل الجهود لدعم التخلص من سرطان عنق الرحم، ونحثُّ سائر البُلدان، خاصة تلك التي تنوء بعبء ثقيل، على اتخاذ إجراءات فورية. وتمتلك الاستراتيجية الإقليمية المُكيَّفة حسب السياق الأدوات والمبادئ التوجيهية التقنية اللازمة لمساعدة البلدان على نطاق واسع في مجال التلقيح والتحرِّي والتشخيص من أجل وضع حد للمعاناة غير المُبرَّرة من سرطان يمكن الوقاية والشفاء منه في غضون أجيال قليلة».

ويأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة السادسة بين أكثر أمراض السرطان شيوعًا في صفوف النساء في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وفي عام 2020، شُخِّصت حالات نحو 89800 امرأة بسرطان عنق الرحم في الإقليم، وفقًا للتقديرات، وتُوفي بسبب هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه أكثر من 47500 امرأة.

ويظهر سرطان عنق الرحم في منطقة عنق الرحم عند المرأة (أي في مدخل الرَّحِم قدومًا من المهبل). وتكاد تكون جميع حالات سرطان عنق الرحم (99%) مرتبطة بالعدوى بفيروس الورم الحليمي البشري الشديد الخطورة. وفي حين تُشفى معظم حالات العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري تلقائيًّا، ولا تُسهِم في حدوث أي أعراض، فإن استمرار العدوى يمكن أن يُسبِّب سرطان عنق الرحم عند النساء.

وتوضِّح دكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن «كانون الثاني/ يناير هو شهر التوعية بسرطان عنق الرحم. وهي فرصة مثالية لنا ولشركائنا لتحفيز الجهود المشتركة من خلال هذه الاستراتيجية الإقليمية، والعمل المشترك من أجل التخلص من سرطان عنق الرحم، وإذكاء الوعي بسرطان عنق الرحم والتلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري».

وتضيف قائلةً: «إن سرطان عنق الرحم يُعدُّ أحد أكثر أنواع السرطان القابلة للعلاج بنجاح إذا اكْتُشف مبكرًا وجرى تدبيره علاجيًّا على نحو فعَّال. ويمكن كذلك مكافحة أنواع السرطان المُشخَّصة في مراحل متأخرة باستخدام العلاج المناسب وتقديم الرعاية الملطفة. ومن خلال اتباع نهج شامل للوقاية من سرطان عنق الرحم وتحرِّيه وعلاجه، يمكن التخلص منه بوصفه مشكلة صحية عامة في غضون أجيال قليلة».

وتأتي الاستراتيجية الإقليمية للتخلص من سرطان عنق الرحم في وقت يواصل فيه العالم التعافي من جائحة كوفيد-19، بينما لا تزال الخدمات الصحية الأساسية تعاني من حالات تعطُّل جوهرية.

ويختتم الدكتور المنظري حديثه قائلًا: «فلنعملْ معًا، خلال شهر التوعية بسرطان عنق الرحم وما بعده، لبناء مجتمعات تتمتع بصحة أفضل من أجل الجميع وبالجميع، وذلك من خلال تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية لتحسين فرص الحصول على اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري، والتحرِّي، وعلاج الحالات السابقة لسرطان عنق الرحم، والتدبير العلاجي لسرطان عنق الرحم بحلول عام 2030، والتخلص منه في غضون الأجيال القليلة القادمة».