من حكايات الفن حسين صدقي (واعظ السينما المصرية)
"أوصيكم بتقوى الله. وأحرقوا كل أفلامي ما عدا سيف الإسلام خالد بن الوليد"
كانت هذه آخر الكلمات التي قالها الفنان حسين صدقي قبل وفاته في 17 شباط/فبراير 1976؛ حسبما ذكرت زوجته السيدة فاطمة المغربي .
فى أحاديثها الصحفية فلقد كانت لديه قناعة بضرورة
ربط السينما بالدين تحقيقا لكلمته الشهيرة .
(السينما بدون الدين لن تؤتي ثمارها في خدمة الشعب).
نشأ (صدقي) في أسرة متدينة وكان الفضل الأول في تدينه يرجع لوالدته وهي من أصول تركية ، فشجّعته وهو طفل على الذهاب إلى المسجد، الأمر الذي جعله ملتزما دينيا لأقصي درجة ، حتى التحق بمدرسة الإبراهيمية لكي يدرس بها التمثيل ، ولينطلق بعد ذلك إلى عالم الفن والتمثيل.
درس التمثيل في الفترة المسائية بقاعة المحاضرات .
بمدرسة الإبراهيمية، وكان زملائه جورج أبيض وعزيز عيد
وزكي طليمات، وحصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة ، وكانت بداية صدقي مختلفة،
فرفض أحد الأدوار في مسرح يوسف وهبي .
لأنه لا يتناسب مع أخلاقه ، وبعدها اتجه للسينما.
بدأ حياته الفنية في فيلم "تيتاوونگ" عام 1937
وهو من إخراج أمينة محمد، ثم أسس شركته السينمائية
"أفلام مصر الحديثة" وكانت باكورة إنتاجها فيلم "العامل".
حرص صدقي على تقديم سينما هادفة وعالجت أفلامه العديد من القضايا منها "تشرد الأطفال، مشاكل العمال، ومشاكل الشباب".
بلغ رصيده الفني حوالي 32 فيلما سينمائيا عالج من خلالها العديد من المشكلات ومن أبرزها "العامل"، "الأبرياء"،
"ليلى في الظلام"، "المصري أفندي"، "شاطئ الغرام"،
"طريق الشوك"، "الحبيب المجهول".
بعد أن قدم عددا من الأعمال التي تحمل مشاكل الجمهور،
قرر أن يعتزل السينما ويتجه إلى السياسة ، فترشح إلى مجلس الشعب بعد أن طالبه أهل حيه و جيرانه بذلك .
فكان حريصا على حل مشاكلهم وعرض مطالبهم .
ولكنه لم يكرر التجربة ، وتزوج حسين مرة واحدة
من خارج الوسط الفنى ، ومن انجب منها 8 من الابناء:
خالد ويعمل بحارا..حسين ويعمل طيارا..اسلام ويعمل طبيبا..اشرف ودرس بكلية اداب جامعة القاهرة..
وايمان طبيبة ..و3بنات اخريات.... انشأ عمارة سكانية تعاونية للتملك وليس الايجار..مكونة من 15طابق فى المعادى
وتحتها مسجد ، وبتكلفة وصلت الى 120 الف حنية ..
أوصى حسين بحرق أفلامه ما عدا فيلم خالد بن الوليد،
و شملت قائمة الأفلام المُحْرَقة 14 فيلمًا من إنتاج
حسين صدقي هي "العامل"، و"الأبرياء"، و"الحظ السعيد"، و"الجيل الجديد"، و"نجو المجد"، و"البيت السعيد"، و"المصري أفندي"، و"طريق الشوك"، و"معركة الحياة"، و"آدم وحواء"، و"ليلة القدر"، و"يسقط الاستعمار"، و"وطني وحبي"، و"أنا العدالة" ، لكن النسخ التي قام بحرقها كان قد بِيعَت إلى
بعض القنوات الفضائية وأصبحت ملكا لتلك القنوات ،
وبالتالي اختلف الورثة على حرق نسخ الأفلام الباقية،
كما أوصى والده، ما جعل ابن الفنان حسين صدقي يقرر أن يضع الأمور في نصابها، وذهب لمقابلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وقام بمشورته في حرق نسخ من أفلام والده كما قام شقيقه بحرق بعض النسخ سابقا فرفض الشعراوي
حرق الأفلام، على اعتبار أنها لا تقدم شيئا سيئا،
بل على العكس فإنها تحتوي على موضوعات جادة وهادفة.
فارق حسين صدقي الحياة يوم 16 فبراير 1976 وبعد أن لقنه الشيخ عبد الحليم محمود الشهادة ، رحمة الله علية