أنباء اليوم
الخميس 7 نوفمبر 2024 11:39 مـ 5 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

أبو الطيب المتنبي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شاعر عربي من العصر العباسي، يعد واحدا من أعظم الشعراء العرب على مر العصور فى اللغة العربية

لقب بأبو الطيّب المُتنبّي.... واسمه أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي ولقبه شاعر العرب (303هـ - 354هـ) (915م - 965م)

‏ له مكانة سامية لم تُتح مثلها لغيره من شعراء العرب بعد الإسلام

فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء

وهو شاعر حكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي.

‏وتدور معظم قصائده حول نفسه ومدح الملوك.

ولقد قال الشعر صبيًا، فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات، واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية مبكرًا.

أبو الطيّب المُتنبّي

يوجد له تمثال للشاعِر أبي الطيّب المُتنبّي وَسَط العاصِمة بَغداد ، قائِم في شارِع يَحمِل اسمَه

‏ مِن اعمال الفنان..... مُحمد غَني حِكمت

وكان المتنبِّي صاحب كبرياء وشجاعة وطموح ومُحبًّا للمغامرات

وكان في شعره يعتزُّ بعروبته، ويفتخرُ بنفسه

‏ وأفضلُ شعرهِ في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك

‏ إذ جاء بصياغة قوية مُحكمة. وكان شاعرًا مبدعًا عملاقًا غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي

‏فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة

‏ وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئًا لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذا تدور معظم قصائده حول مدحهم

‏ لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لونًا من الجمال والعذوبة

‏ ترك تراثًا عظيمًا من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنوانًا لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لا سيما في قصائده الأخيرة التي بدا فيها وكأنه يودع الدنيا عندما

(قال: أبلى الهوى بدني.)

شهدت الفترة التي نشأ فيها أبو الطيب تفكك الدولة العباسية وتناثر الدويلات الإسلامية التي قامت على أنقاضها

فقد كانت فترة نضج حضاري وتصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العرب والمسلمون

‏ فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء وقادة الجيش ومعظمهم من غير العرب.

‏ ثم ظهرت الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام، وتعرضت الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية

‏ ثم ظهرت الحركات الدموية في العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة

‏ لقد كان لكل وزير ولكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة مجلس يجمع فيه الشعراء والعلماء يتخذ منهم وسيلة دعاية وتفاخر ووسيلة صلة بينه وبين الحكام والمجتمع

‏ فمن انتظم في هذا المجلس أو ذاك من الشعراء أو العلماء يعني اتفق وإياهم على إكبار هذا الأمير الذي يدير هذا المجلس وذاك الوزير الذي يشرف على ذاك

‏ والشاعر الذي يختلف مع الوزير في بغداد مثلًا يرتحل إلى غيره

‏ فإذا كان شاعرًا معروفًا استقبله المقصود الجديد، وأكبره لينافس به خصمه أو ليفخر بصوته.

في هذا العالم المضطرب كانت نشأة أبي الطيب، وعى بذكائه الفطري وطاقته المتفتحة حقيقة ما يجري حوله

فأخذ بأسباب الثقافة مستغلًا شغفه في القراءة والحفظ، فكان له شأن في مستقبل الأيام أثمر عن عبقرية في الشعر العربي.

‏كان في هذه الفترة يبحث عن شيء يلح عليه في ذهنه، أعلن عنه في شعره تلميحًا وتصريحًا حتى أشفق عليه بعض أصدقائه وحذره من مغبة أمره

‏ حذره أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل في دهوك فلم يستمع له . إلى أن انتهى به الأمر إلى السجن.

عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب.

شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدث عما كان في عصره من ثورات واضطرابات، ويدل على ما كان به من مذاهب وآراءونضج العلم والفلسفة

كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه وأخيلته، وألفاظه وعباراته.

وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة تلائم قوة روحه

‏ وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقًا ولا يعنى فيها كثيرًا بالمحسنات والصناعة

... ‏من قصائده....

اهل العزائم

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

أغراضه الشعرية

..(.المدح) ..مدح....الإخشيدي، وقصائده في سيف الدولة تبلغ ثلث شعره أو أكثر

وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقادة حتى في حداثته.

ومن قصائده في مدح سيف الدولة:

(وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم

تمر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةً ووجهك وضاحٌ، وثغرُكَ باسم

كما أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره وخاصة في حضرة وبلاط سيف الدولة

فكانت أشعره تعتبر سجلًا تاريخيًا.

كما أنه وصف الطبيعة وأخلاق الناس ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه. وقد قال يصف شِعب بوَّان، وهو منتزه بالقرب من شيراز:

مَغَاني الشِّعْبِ طِيبًا في المَغَاني بمَنْزِلَةِ الرّبيعِ

(الهجاء) في حياة ابو الطيب المتنبي

لم يكثر الشاعر من الهجاء. وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامه تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيرًا ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد اللفظ بها،

كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفون عليه مكانته:

(لساني بنطقي صامت عنه عادل وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل

وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل)

اري أن المتنبى إبن البيئة التي تشكلت منها قصائده

وبرز بها طموحه وإبداعه للتعبير عن نفسه بثقة مما جعل البعض يغار منه إلى حد الكره والإيقاع بينه وبين الأمراء والحكام واصحاب النفوذ حين ذاك إلى أن قُتل