وزير الأوقاف :الاستجابة لله ورسوله أوسع باب لقبول الدعاء
ألقى أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 3/ 3/ 2023م خطبة الجمعة بمسجد: "عبد الرحيم القنائي" بمحافظة قنا، بعنوان: "الاستجابة لله ورسوله"، بحضور اللواء أ.ح/ أشرف الداودي محافظ قنا، والدكتور/ حسن صلاح الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، والمهندس/ أشرف رشاد الشريف نائب رئيس حزب مستقبل وطن، واللواء/ حسام حمودة سكرتير عام المحافظة، والسيد العميد/ محمد غنيم المستشار العسكري بمحافظة قنا، والمقدم/ محمد داعية مدير مكتب المحافظ، والدكتور/ جابر طايع رئيس القطاع الديني السابق بوزارة الأوقاف، والدكتور/ نوح العيسوي رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والدكتور/ ماهر جبر مدير مديرية أوقاف قنا، والشيخ/ السيد عبد الدايم مدير مديرية أوقاف الأقصر، والشيخ/ أحمد أبو الوفا مدير الدعوة بالمديرية، والدكتور/ حازم عمر نائب المحافظ، واللواء/ محمد صلاح أبو كريشة سكرتير عام مساعد محافظة قنا، وعدد من قيادات الدعوة بالمحافظة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وخلال خطبته أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الاستجابة لله ورسوله أوسع باب لقبول الدعاء، والقرآن الكريم ربط في مواضع عديدة بين الدعاء والاستجابة لله سبحانه فقال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
وفي اليوم التالي ليوم أحد أشيع أن أبا سفيان بن حرب يجمع القوم للعودة إلى مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد انتهاء يوم أحد فانتدب النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه للخروج؛ لتتبع عدوهم؛ ليرى الناس أن بهم قوة وأنهم لا يخافون في الله لومة لائم، لكنه قال لا يخرج معنا اليوم إلا من حضر معنا بالأمس، فخرج أصحابه (صلى الله عليه وسلم) معه على ما بهم من الجهد وما ببعضهم من ألم الجراح، وهنا يقول الحق سبحانه وتعالى: "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ"؛ لأنهم قالوا: "حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"، لم يمسسهم سوء "وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ" ساعة الشدة ساعة العسرة لحظات الكرب والضيق، ويقول سبحانه: "قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً" في كل مرة تعاهد الله: "لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ"، ويقول سبحانه وتعالى: "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ"، كن معه يكن معك، وعليك أن تدرك أمرين: الأول: بين من يعتمدون على الله ومن لا يعتمدون إلا على الخلق، يمكن لبعض الخلق أن يعطوك شيئا لكن عليك أن تتيقن أن أحدًا لا يمكن أن يعطيك شيئا إلا إذا أراده الله وكتبه لك، وقد قالوا: "لا ينال عطاء معط معطى إلا بأمر المعطي عز وجل .
لا تخضعن لمخلوق على طمع
فإن ذلك نقص منك في الدين
لن يقدر العبد أن يعطيك خردلة
إلا بإذن الذي سواك من طين
وعلمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أطلبوا حوائجكم بعزة الأنفس فإن الأمور بمقاديرها".
النقطة الثانية: أن بعض الناس قد يملكون أن يعطوا بعض الناس مالا أو نوالا لكنه قد يكون في وقت دون وقت، يمكن أن يعطيك بعض الناس مالا أو عطاء ماديًّا أو معنويًّا لكن اسأل نفسك لو اجتمع الخلق جميعًا هل يمكن أن يعطوا أو أن يهبوا صحة لسقيم، أو ولدًا لعقيم، أو هداية لعاص؟ لو اجتمع الخلق جميعهم لن يستطيعوا أن يهبوا صحة لسقيم أو ولدًا لعقيم أو هداية لعاص ولا عافية لذي بلاء وحتى المال والجاه لن يمنحوا إلا ما كتب الله لك، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ ، لم يضروكَ بشيءٍ إلا قد كتبه اللهُ عليكَ ، جَفَّتِ الأقلامُ ورُفِعَتِ الصُّحُفُ" فاستجيبوا لله والرسول يستجب لكم.
وأكد وزير الأوقاف أن على المرء أن يتعرف على الله في الرخاء ليعرفه في الشدة، وأن الاستجابة لله والرسول (صلى الله عليه و سلم) من أمارات استجابة الله للدعاء، وأن لإجابة الدعاء مفاتيح، منها الصبر والرضا والدعاء في السجود وكثرة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، أما المفتاح العام لإجابة الدعاء ففي قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، وهناك مفاتيح خاصة منها كثرة السجود، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ"، ويقول سبحانه: "وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ" أي تقترب من الله، ومن تلك المفاتيح الصبر وعدم العجلة فهذا سيدنا نوح (عليه السلام): "وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ" ويقول سبحانه: "فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ"، وقال تعالى لرسوله (صلى الله عليه وسلم): " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا".
وأكد وزير الأوقاف أن ديننا مفعم بالأمل فلا يأس من رحمة الله فالله هو القادر المجيب، ومهما كان طلبك ومهما كانت حاجتك من المال فلا تيأس، ومهما كانت حال صحتك فلا تيأس، ومهما طال عقمك فلا تيأس، لأنك تسأل العظيم، وهذا نبي الله سيدنا سليمان (عليه السلام): "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" فإذا قصدت باب الكريم (عز وجل) ووقفت على بابه بصدق أعطاك سؤلك، فهذا نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: " إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ".
وفي ختام خطبته هنأ وزير الأوقاف أهالي محافظة قنا بالعيد القومي للمحافظة، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعله عيد يمن وبركة عليهم وعلى مصر كلها، هذا العيد الذي يأتي مع اقتراب نسائم شهر رمضان المبارك، حيث يتأهب الجميع لاستقباله بروح عالية نستقبله بالدعاء وقراءة القرآن والذكر والتكافل والتراحم، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف ستبذل قصارى جهدها لإعداد بيوت الله (عز وجل) للراكعين والساجدين، قيامًا وتهجدًا واعتكافًا.