هيئة الصحفيين السعوديين بمكة تحتفل بأقدم مكتبات العالم الإسلامي
احتفل فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة مكة المكرمة ، بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة بوكالة الرئاسة للمكتبات والشؤون الثقافية بمناسبة ذكرى يوم التأسيس وذلك في مكتبة الحرم المكي الشريف ببطحاء قريش أقدم وأهم المكتبات في العالم الإسلامي .
مدير فرع الهيئة بالمنطقة فهد الإحيوي أوضح بأن يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية يجسد قيمتها وتاريخها العريق والممتد لحاضرها المجيد ومستقبلها الزاهر بعون الله مشيرا الى أن هذه الذكرى استشعاراً لهذا الكيان العظيم وتخليداً للملاحم البطولية التي خاضها رجال الدولة لأكثر من ثلاثة قرون.
وأثنى على ما تتميز به المكتبة من محتويات ثرية وتاريخية ونادرة وعلى أرشيف الصحافة السعودية المميز والفريد والذي يحكي تاريخ كافة الصحفيين من مختلف الصحف بالمملكة معربا عن شكره وتقديره لجميع القائمين على هذه المكتبة الرائدة في مسماها ومحتواها .
وشاهد أعضاء الفرع عرضًا مرئيًا عن تاريخ المكتبة على مر العصور السابقة، ومدى رعاية واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - بالخدمات المقدمة للحرمين الشريفين.
وشاهد الوفد كافة محتويات مكتبة الحرم المكي الشريف المرتبطة إدارياً بوكالة الرئاسة للمكتبات والشؤون الثقافية والتي تحرص بدورها على التنظيم الإداري المتميز والارتقاء بمستوى الخدمات وتوفير أعلى معايير الجودة في الأداء والانتقاء الدقيق للكتب وتوفيرها في مكتبات الحرم المكي الشريف كما أن الوكالة تسعى لتصل إلى الريادة عالمياً في مجال المكتبات والجوانب الثقافية وإثراء العلم والمعرفة بمختلف الوسائل لا سيما التقنية الحديثة في عالم المكتبات والخدمات، وإبراز الصورة المشرقة لرسالة الحرمين الشريفين.
ووقف أعضاء الفرع على ما محتويات مكتبة الحرم المكي الشريف كونها أقدم وأهم المكتبات في العالم الإسلامي، ففي عام( ١٦١ هجرية) أمر الخليفة العباسي محمد المهدي ببناء قبتين في صحن المطاف إحداهما للسقاية والرفادة والأخرى لحفظ المخطوطات وذلك لكثرة حلقات العلم والدروس التي كانت وما زالت تقام في المسجد الحرام وبها كانت بداية نواة المكتبة وسميت قبة بيت المحفوظات لحفظ المصاحف وبعض المخطوطات الدينية، وتميزت مكة المكرمة هذه البقعة الطاهرة بنشاط علمي وثقافي كبير عبر العصور لا سيما بين أروقة المسجد الحرام، حتى أضحت مركزًا علميًا معرفياً ثقافيًا عالميًا بارزًا، حتى جاء العهد السعودي المبارك بدعم منقطع النظير وإيماناً بضرورة تنمية روافد العلم والمعرفة حيث أمر المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله - في عام (١٣٥٧ هجرية) بتسمية المكتبة باسمها الحالي وهو "مكتبة الحرم المكي الشريف" ودعمها بمختلف الكتب والمقتنيات، وسار على نهجه من بعده أبناءه الملوك البررة الذين واصلوا في تنمية وتطوير هذا الصرح العريق وتوالت في هذا العهد المبارك الإنجازات والتطورات الملموسة بين أروقة مكتبة الحرم المكي الشريف، وانتقلت من داخل المسجد الحرام إلى خارجه في عدد من المواقع حتى استقرت الآن بمبناها في بطحاء قريش، وفي صدد عودتها إلى مبنى مخصص لها بجوار المسجد الحرام في أقرب وقت ممكن؛ خدمة للحجاج والعمّار والزوّار والباحثين وطلبة العلم.
واطلع أعضاء الفرع على تاريخ الصحافة السعودية المميز والفريد في المكتبة والتي ضمت (42صحيفة) بمعدل (160300عدد ورقي) و(4572مجلد) كما يوجد أيضاً (64 فيلم ميكروفيلمي) للصحف القديمة، وتضم عدداً من المجلات (السعودية - العربية - الإسلامية) حيث بلغت (1193عنوان) بمعدل (13964مجلد) وكذلك القسم الخاص بالرسائل الجامعية والعلمية والتي بلغ عددها أكثر من (ألفي رسالة) ، فيما تسعى المكتبة إلى الأرشفة الرقمية الكاملة وإتاحتها للجميع بأسهل طريقة ممكنة.
كما تم تخصيص ركن بلغة برايل يحتوي على مختلف العناوين والمتنوعة في مضمونها ليضفي للباحثين بلغة برايل المعرفة والمعلومات المتنوعة والموثوقة.
الى ذلك اطلع الجميع على ما تضمنه المعرض المصاحب للحرمين الشريفين و سرد الوكيل سراج محسن النفيعي شرحا متكاملا عن إنجازات ومراحل تطور وتوسعة الحرمين عبر العصور
ويذكر أن مكتبة الحرم المكي الشريف تعمل طوال أيام الأسبوع من الساعة الثامنة صباحاً وحتى التاسعة مساءً.