حكاية شهيد في الجنة.. الشهيد مقدم طيار أحمد علي أبو زيد

كتبت - هبة قاسم

حكاية الشهيد أحمد أبو زيد تبتدي من يوم ميلاده لما الكل جه يبارك ويهني لابوه وأمه ولايعرفوش إنه في يوم هيموت شهيد وتزفه الملايكه لجنة الخلد ... وتعالوا نعرف حكاية الشهيد مقدم طيار أحمد علي أبو زيد اللي كان عارف انه مشروع شهيد ومين ماما الكبيرة اللي كان يعشقها ؟

اتولد الشهيد أحمد في محافظة الجيزة يوم ٢٧ مارس عام ١٩٨٩ وهو نجل اللواء علي أبو زيد لواء شرطة بالمعاش والسيدة رتيبة جلال موجه لغة إنجليزية وهو اخ أوسط لاشقاه الاثنين ،تميز الشهيد من صغره بالذكاء وطيبة القلب والشجاعة فكان ابن بار بوالديه واصل لرحمه، فأخلاقه الحميدة كانت سر محبة الجميع له؛ شهيد عاشق لمساعدة الغير ولكل من يقصده بطلب أو خدمه ، ترعرع بين أيادي والده لواء الشرطة ووالدته مربية الأجيال الفاضله فزرعوا فيه حب مصر والدفاع عن أرضها فكان أكثر مايحب اللعب به في صغره هي الطيارات فظل يروده حلم منذ طفولته أن يصبح بيوم طيار مقاتل يدافع ويحمي وطنه الغالي مصر.

المراحل التعليمة التي التحق بها الشهيد؟
تفوق الشهيد أحمد بجميع المراحل التعليمية التي مر بها بحياته حتى التحق بالكلية الجوية عام ٢٠٠٦ فكان من اكثر طلاب الكلية المجتهدين والمتميزين بتفوقهم وأخلاقهم الكريمةو تخرج من الكلية الجوية عام ٢٠٠٩ ثم التحق الشهيد للعمل بمطار بني سويف
ثم مر بالعمل بجميع المطارات العسكرية حتى استشهاده بمطار أسوان الحربي

الحالة الاجتماعية للشهيد؟
لم يتزوج الشهيد في الدنيا لكنه بمشيئة الله سيحظى بالزواج بحور العين بالجنه، فكان من المقرر خطبته يوم ٧/١٨ فاختاره الله شهيداً .
الشهيد لديه أخ أكبر مقدم شرطة جلال علي أبو زيد الذي عمل بالعمليات الخاصة وأصيب بعد استشهاد أخيه أحمد أثناء مشاركته بإحدى العمليات الخاصة حيث أسفرت الإصابة عجز مستديم بنسبة ٤٥% وتم منحه نوط الإمتياز من الطبقة الثالثة عام ٢٠١٥ من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وأخت صغرى فالشهيد ثاني أخواته.

العمليات الحربية التي شارك بها الشهيد؟
شارك الشهيد في العديد من العمليات الحربية وملاحقة العناصر الإرهابية داخل وخارج مصر فكان أشهر تلك العمليات "عاصفة الحزم" وتم تكريمه و منحه نوط المعركة كما حصل على شهادة تقدير من السيد الفريق أول/ وزير الدفاع تقديراً لجهوده في مكافحة الإرهاب.

من هي أم الشهيد الكبرى ومتى تنبأ بإستشهادة ؟
كان الشهيد محب وعاشق لتراب بلده مصر فكان دائماً يطلق عليها ماما الكبيرة
فكان كلما تحدث لأمه السيدة رتيبة يقول: ماما الكبيرة محتجاني فلا أستطيع التأخر عنها يا أمي وعن حمايتها وخدمتها.
فقد ذكرت السيدة رتيبة أم الشهيد أنها كانت تشعر بقرب استشهاد نجلها فكان يقول لها ماما ادعيلي أنا مشروع شهيد. فكان لديه شعور وإحساس قوي بأنه سوف يموت شهيداً، ففي يوم حضر الشهيد أحمد جنازة زميل له شهيد ليخبر يومها الجميع بأنه سوف يكون التالي ويضاف لقائمة الشهداء وستزف روحه للسماء لترافق الشهداء والصديقين والصالحين.

آخر مكالمة هاتفية للشهيد مع أسرته؟
قام الشهيد بالتحدث مع أسرته والإطمئنان عليهم يوم ٧/١٠ يوم الجمعه لتهنئة والده بعيد ميلاده حيث تحدث معه ومع والدته وشقيقه الأكبر وزوجته واهلها الذين كانوا في زيارته بشقه شقيقه فكانت مكالمة الوداع التي تحمل كل الحب فكان الشهيد يودع الجميع ولا احد يعلم انه سيرحل بجوار ربه ... وبعد هذه المكالمة عرفت أسرة الشهيد خبر استشهاده نجلهم عن طريق موقع التواصل الاجتماعي ومن صفحة الشهيد محمد هارون وكان ذلك في تمام الساعة الرابعة مساء يوم الأحد ٧/١١ .

رؤية الشهيد عن طريق الحلم أكثر من مرة وفتح شنطة الشهيد ؟!
الرؤية الأولى عقب استشهاد الشهيد حيث كانت لديه شنطة خاصة بالكلية شنطة رقمية مقفلة ولا يعرف احد أرقام فتحها فقد حاولت والدة الشهيد وشقيقه فتحها فتعذر فتحها ليقول لهم والد الشهيد :ضعوها بجواري وقبل صلاة قيام الليل فوجئ والد الشهيد أن ابنه يتكلم معه ويقول: يا بابا انتوا متحيرين في فتح الشنطه بتاعتي....أرقامها تاريخ ميلاد حضرتك وماما ....اليوم والشهر ... وبالفعل قام والده بمحاولة فتحها ... وفتحت بالفعل .. وكان بها ورقه مدون بها الايام التي فطرها الشهيد أثناء الطيران بالكلية حيث اكد والد الشهيد انه قام بصيام تلك الأيام نيابة عن ابنه شهيد الجنة.

اما عن الرؤية أخرى فكانت أيضاً قبل صلاة الليل .. حيث شاهد والد الشهيد بأن ابنه يأتي إليه وكان في مكان كله أشجار كثيفة ويجري فيه ويطلب منه ملاحقته وكان بشوش الوجه مبتسم هيئته غاية في الجمال والروعة .وغيرها من الرؤي التي تبشر بمكانة الشهيد في الجنه ومدي سعادته بأنه شهيد الجنه .

يوم استشهاد الشهيد؟
بعد أن تجاوزت عدد ساعات الطيران ال ١٠٠٠ ساعة سقطت طائرة البطل المقاتل الشهيد أحمد يوم الأحد مساء الموافق ١٣ يوليو عام ٢٠٢٠ في المنطقة الجنوبية لمطار أسوان الحربي واستشهد قائد الطائرة الحربية المقدم أحمد علي أبو زيد
حيث انتشر خبر الإستشهاد ، وتم دفن جثمان الشهيد بمقابر القوات الجوية بشارع صلاح سالم بالقاهرة.
وقام قائد القوات الجوية بتكريم أسرة الشهيد عقب استشهاده.
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.
صدق الله العظيم
سلام عظيم لروح الشهيد البطل المقدم أحمد علي أبو زيد.