د. أحمد المنظري : نحتاج إلقاء نظرة شاملة على صحة المرأة على مدار حياتها
قال الدكتور أحمد المنظري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في كلمته التي القاها اليوم بمناسبة الإحتفال باليوم الدولي للمرأة لعام 2023 صحة المرأة والمساواة بين الجنسين، العناصر الأساسية لمستقبل أفضل في إقليم شرق المتوسط :
يحتفل العالَم أجمع باليوم الدولي للمرأة، ويُخصَّص شهر آذار/ مارس بأكمله للفعاليات التي تُشِيد بإنجازات المرأة والتقدم الذي أحرزته، على الرغم من التحديات العديدة. وتُركِّز فعالية اليوم على موضوع: "صحة المرأة والمساواة بين الجنسين: العناصر الأساسية لمستقبل أوفر صحة في إقليم شرق المتوسط". ويسرني أن أُطلِعكم على منتجيْنِ مهمين، هما تقرير رئيسي جديد عن المساواة بين الجنسين والصحة في الإقليم، والرؤية الإقليمية للمنظمة نحو نهج شامل لمعالجة قضايا صحة المرأة، ويتجلى في هاتين المبادرتين التزامُنا الراسخ بالمساواة بين الجنسين وصحة المرأة، وهما أمران لا غنى عنهما لتحقيق الرؤية الإقليمية للمنظمة: الصحة للجميع وبالجميع.
وهذا العام أيضًا عام خاص للمنظمة، لأنه يوافق الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء المنظمة. خمسة وسبعون عامًا من الالتزام والتفاني لتحسين الصحة العامة والنهوض بجودة الحياة للجميع في كل مكان. ونحتفل في هذا العام بالتقدم المُحرَز نحو تحقيق الصحة للجميع. ونتطلع إلى التصدي للتحديات الصحية في الحاضر والمستقبل، مع ضمان صحة أفضل وعافية أوفر للنساء والفتيات وتعزيز المساواة بين الجنسين، والطريق إلى مستقبل أوفر صحة يتسم بالإنصاف والاستدامة، ويجب أن يتخلله العمل على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات وكلاهما ضروري لضمان تكافؤ الفرص المتاحة لكل فرد ومجتمع، ولتحفيز النمو الاجتماعي والاقتصادي وتحسين الصحة والعافية.
كما أن تعميم مراعاة المساواة بين الجنسين في الرعاية الصحية يأتي في صميم مهمة المنظمة، ويتطلب هذا النهج الاستراتيجي الرئيسي تعاونًا متعدد المستويات فيما بين القطاعات، فضلًا عن الاستثمار في التحليلات الجنسانية المرجعية الوطنية للاسترشاد بها في وضع سياسات منصفة ومُسندة بالبيِّنات.
ونحتاج في الوقت نفسه إلى إلقاء نظرة شاملة على صحة المرأة على مدار حياتها وخلال العام الماضي، أنشأنا في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط وحدةً معنية بصحة المرأة، تهدف إلى المضي قُدُمًا نحو تحقيق هذه الرؤية. ولا تقتصر صحة المرأة على الصحة النفسية والإنجابية، بل تشمل جميع المسائل الصحية التي تواجهها المرأة طوال حياتها. وبهذه الطريقة دون غيرها يمكننا تصميم وتنفيذ برامج صحية تلبي احتياجات المرأة على نحو شامل. ولهذا النهج أهمية بالغة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والأهداف العالمية لمنظمة الصحة العالمية في إطار برنامج العمل العام الثالث عشر، ورؤيتنا الإقليمية المتمثلة في "الصحة للجميع وبالجميع".
إن المستقبل مرهون بما نفعله اليوم ومن خلال الحد من أوجه التفاوت بين الجنسين، وتحسين صحة النساء والفتيات وعافيتهن، وتعزيز وضعهن الاجتماعي والاقتصادي، وتمثيلهن وتقديرهن بحق، يمكننا أن نعزز السلام والرخاء للجميع.
وختامًا لا يفوتني أن أشكركم مرة أخرى على حضوركم معنا، وأتمنى لكم جميعًا احتفالًا ناجحًا.