أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:42 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الرياضة: لن نتخلى عن أبناء محمد شوقي لاعب كفر الشيخ وسندعم زوجته صندوق النقد الدولي: مصر تنفذ إصلاحات جوهرية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي نبذه عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير ” محمد الشناوي” ”أصالة” تروي أولى ”حكايات الطرب” في موسم الرياض محافظ الوادى الجديد: انطلاق أول ”سباق هجن” محافظ الجيزة يقود حملة لمنع الإشغالات والتعديات للمحال والمنشأت التجارية البرلمان العربي يدين تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بضرب جمهورية العراق وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى الكونجو الديمقراطية في زيارة ثنائية الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب يكرم وزير التموين بجائزة التميز والانجاز المصرفي العربي للعام 2024 وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ البحيرة تنفيذ المبادرة الرئاسية” بداية جديدة ” خمس لاعبين يتنافسون علي أفضل لاعب بالشهر في الليجا وزير الثقافة: نحرص على الحفاظ على مقتنيات الفنان أحمد زكي وعرضها بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث قريبًا

من تراث السلف الصالح.. (الحكمة في الخواتيم) بقلم - محجوب عمر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

دخل رجلٌ غريبٌ لا يعرفه أحدٌ في مجلس علم لشيخ حكيم ثري ،، يعلم تلاميذه ، ولا يبدو علي الرجل مظهرُ طالب علم، ولكنه بدا للحظة الأولى كأنه عزيزُ قومٍ أذلّتهُ الحياة!!

دخل وسلّم، وجلس في آخر المجلس وأخذ يستمع للشيخ بأدبٍ وإنصات، وفي يده زجاجة فيها ما يشبه الماء لا تفارقه.

قطع الشيخ العالمُ حديثه، والتفت إلى الرجل الغريب، وتفرّس في وجهه، ثم سأله: ألك حاجةٌ نقضيها لك ؟!

أم لك سؤال فنجيبك؟!

فقال الضيف: لا هذا ولا ذاك، وإنما أنا تاجر، سمعتُ عن علمك وخُلُقك ومروءتك، فجئتُ أبيعك هذه الزجاجة التي أقسمتُ ألّا أبيعَها إلا لمن يقدّر قيمتها، وأنت دون شك جدير بها

قال الشيخ: أعطينها، فناوله إياها، فأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجاباً بها، ثم التفت إلى الضيف: فقال له: بكم تبيعها ؟ قال: بمئة دينار، فرد عليه الشيخ: هذا قليل عليها، سأعطيك مئةً وخمسين !! فقال الضيف: بل مئةٌ كاملةٌ لا تزيد ولا تنقص.

فقال الشيخ لابنه: ادخل عند أمك وأحضر منها مئةَ دينار..

وفعلاً استلم الضيف المبلغ، ومضى في حال سبيله حامداً شاكراً، ثم انفضَّ المجلسُ وخرج الحاضرون، وجميعهم متعجبون من هذا الماء الذي اشتراه شيخُهم بمئة دينار !!!

دخل الشيخ إلى للنوم، ولكنّ الفضول دعا أبنه إلى فحص الزجاجة ومعرفةِ ما فيها، حتى تأكد أنه ماء عاديّ !!

فدخل إلى والده مسرعاً مندهشاً صارخاً : ياأبي يا حكيم، لقد خدعك الغريب، فوالله ما زاد على أن باعك ماءً عادياً بمئة دينار، ولا أدري أأعجبُ من دهائه وخبثه، أم من طيبتك وتسرعك ؟؟!!

فابتسم الشيخ الحكيم ضاحكاً، وقال لولده:

يا بني، لقد نظرتَ ببصرك فرأيتَه ماءً عاديّاً، أما أنا، فقد نظرتُ ببصيرتي وخبرتي فرأيتُ الرجل جاء يحمل في الزجاجة ماءَ وجهه الذي أبَتْ عليه عزَّةُ نفسه أن يُريقَه أمام الحاضرين بالتذلُّل والسؤال، وكانت له حاجةٌ إلى مبلغٍ يقضي به حاجته لا يريد أكثر منه. والحمد لله الذي وفقني لإجابته وفَهْم مراده وحِفْظِ ماء وجهه أمام الحاضرين. ولو أقسمتُ ألفَ مرّةٍ أنّ ما دفعتُه له فيه لقليل، لما أخلفت في يميني.

● الحكمة والموعظة من ذلك ؟!!!

إن استطعتَ أن تفهم حاجةَ أخيك قبل أن يتكلم بها فافعل،

فذلك هو الأجملُ والأمثل...

تفقَّدْ على الدوام أهلك وجيرانك وأحبابك، فربما هم في ضيقٍ وحاجةٍ وعَوَزٍ، ولكن الحياء والعفاف وحفظَهم لماء وجوههم قد منعهم !!

فاقرأ حاجتهم قبل أن يتكلموا...

وما أجملَ قولَ من قال:

*إذا لم تستطع أن تسمع صمْتَ أخيك، فلن تستطيع أن تسمع كلماته •••

-----------------------------------------------------------------

أبو خالد .....