أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 06:59 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

شبح التخلف عن سداد الديون الأمريكية يلوح في الأفق

صورة توضيحية
صورة توضيحية



ينفد الوقت حيث لا يزال صانعو السياسة الأمريكيون في طريق مسدود بشأن رفع سقف الديون، في حين تحذر وزارة الخزانة من أن البلاد قد تنفد من النقد لدفع فواتيرها في وقت مبكر من مطلع يونيو.

ومع استعداد الرئيس جو بايدن للقاء رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي وزعماء آخرين الثلاثاء الماضي، إليك ما يمكن أن يحدث إذا لم يرفع الكونجرس أو يعلق حد الديون في الوقت المناسب:

ماذا سيحدث بعد مطلع يونيو؟

قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن الولايات المتحدة، قد تنفد من الأموال للوفاء بجميع التزاماتها المالية بحلول 1 يونيو، أو في الأسابيع التي تلي ذلك، وإذا حدث ذلك، فمن المحتمل أن تتبع وزارة الخزانة الخطوط العريضة لخطة الطوارئ التي كانت لديها في 2011، عندما واجهت الدولة وضعا مماثلا.

كما قالت ويندي إيدلبيرج، الزميل الأول في الدراسات الاقتصادية في معهد بروكينغز بموجب هذه الخطة، لن يكون هناك تقصير في سندات الخزانة المالية، وستواصل الخزانة دفع الفائدة على تلك الأوراق المالية عند استحقاقها.

وأضافت مع نضوج الأوراق المالية، ستدفع وزارة الخزانة ذلك الأصل عن طريق بيع أوراق مالية جديدة بنفس المبلغ، وبالتالي لا يزيد إجمالي رصيد الدين الذي يحتفظ به الجمهور.

لكن المدفوعات الأخرى، مثل الوكالات أو المستفيدين من الضمان الاجتماعي أو مقدمي الرعاية الطبية، من المحتمل أن تتأخر ما لم تتمكن الخزانة من الوفاء بجميع هذه الالتزامات المستحقة في يوم معين، ومن غير المرجح إغلاق الحكومة، على الرغم من أن رواتب العمال الفيدراليين يمكن أن تتأخر.

هل سينفذ الوقت وتفشل
الولايات المتحد فى رفع سقف ديونها؟
هل هناك عواقب أخرى؟

وبحسب ماقالته الخبيرة الاقتصادية نانسي فاندن هوتين من جامعة أكسفورد إيكونوميكس، حتى بدون التخلف عن سداد الديون، فإن مثل هذا الوضع "سيكون مدمرا للغاية للأسواق والاقتصاد.

فى هذا السياق وضع برنارد ياروس، الخبير الاقتصادي في قسم تحليلات موديز، أوجه تشابه مع أزمة 2008 المالية، عندما فشل الكونجرس في تمرير خطة إنقاذ كبرى للبنوك، أثار الفشل عمليات بيع في أسواق الأسهم مما ضغط على المشرعين.

وقال ياروس لفرانس برس، إن أسعار الفائدة سترتفع خاصة عوائد سندات الخزانة ومعدلات الرهن العقاري، مشيرا إلى ان هذا الوضع سيؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض على المستهلكين والشركات.

وأضاف أن أسعار الفائدة طويلة الأجل ستكون أعلى بشكل دائم، خاصة عوائد سندات الخزانة، لأن المستثمرين سيطالبون بتعويض عن مخاطر حدوث خرق آخر في المستقبل، على المدى الطويل، يمكن أن تكون قيمة الدولار أقل أيضا.

وبين إن الأسر أو الشركات التي لا تتسلم المدفوعات الفيدرالية المستحقة من المحتمل أن تتراجع عن الإنفاق على المدى القريب بسبب فقدانها للدخل، في حين أن ثقة المستهلك قد تتدهور، مما يضر بالاقتصاد.

فى حين حذر مجلس المستشارين الاقتصاديين من أنه إذا توقفت الحكومة الأمريكية عن الوفاء بالتزاماتها المالية، فإن الصدمات الاقتصادية الناتجة قد تتسبب في فقدان أكثر من ثمانية ملايين وظيفة هذا الصيف وانخفاض بنحو ستة في المائة في الناتج المحلي الإجمالي.

متى يحدث التخلف عن سداد الديون؟

وتعد الدولة في حالة تخلف عن السداد عندما لا تفي بالتزاماتها المالية مثل بلد آخر، أو للمستثمرين الذين اشتروا سنداتها، يعد التخلف عن السداد جزئيا عندما تفشل الدولة في سداد جزء فقط من ديونها، ويمكن للحكومة أن تعلن نفسها في حالة تخلف عن السداد بإعلانها أنها لن تسدد ديونها.

يمكن لوكالة التصنيف أيضا الإعلان عن تقصير، بعد انتهاء فترة السماح التلقائية التي تبلغ 30 يوما بعد تاريخ استحقاق الدفع. أو يمكن للمقترض الخاص أن يقول علنا إن بلدا ما لم يدفع، في حين أن الحيازات الأجنبية من الديون الفيدرالية الأمريكية تجتذب أكبر قدر من الاهتمام، إلا أنها لا تشكل سوى ربع الإجمالي.

قال ياروس من قسم تحليلات موديز إن الطريق نحو التخلف عن السداد المحتمل سيكون مبرقا جيدا، وأضاف "إنهم بحاجة إلى القيام بذلك لأنهم إذا لم يقدموا أي إرشادات محددة حول موعد X أو التاريخ الافتراضي، فلن يشعر المشرعون بالضغط للتوصل إلى حل وسط.

ولكن السؤال هنا
ماذا سيحدث بعد التخلف عن السداد؟

فى هذا السياق قالت إيدلبيرج إن التخلف عن السداد التام في سندات الخزانة سيؤدي على الأرجح إلى اضطراب شديد في سوق الأوراق المالية للخزانة مع تداعيات حادة على الأسواق المالية الأخرى، كما أنه سيؤثر على تكلفة وتوافر الائتمان للأسر والشركات".

وذكرت أن هذه التطورات يمكن أن تقوض سمعة سوق الخزانة باعتبارها الأكثر أمانا وسيولة في العالم". في الوقت الحالي، من الصعب أن نرى كيف سيتنازل الطرفان.

وبينت هوتين إنه من المحتمل أن يتوصل المشرعون إلى اتفاق قصير الأجل، يربط ذلك بجميع مشاريع قوانين الإنفاق التي يتعين تمريرها في بداية السنة المالية الجديدة في أكتوبر.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن معركة سقف الدين الأمريكي تحمل في طياتها مخاطر كبيرة ..
فهل تستمر سياسة حافة الهاوية؟

قالت جانيت يلين : لا يوجد خيار جيد سوى رفع الكونجرس حد الديون