وحوش بريئة .. بقلم - رضا العزايزة
هل ستذهبين معنا عند أم جمال يا (روزا) ؟
( روزا.) .....لا ...لن أذهب معكم .
قال لها الجميع: أن أم جمال تحبك كثيراً ، و تريد أن تعطيكي هدية جميلة
...نظرت روزا إليهم ثم قالت لهم ...
انا أخاف منها ومن بيتها دائما مظلم، وبارد ،
لا يوجد غيرها في المنزل ، و دائما التلفاز من غير صوت، وألوانه باهته ، لا تغير القناة أبدا، وتحب الفول السودانى، والترمس ،وانا أكره رائحتهم ، ولديها وحوش سوداء بكميات كبيره وتتحدث معهم ، و رائحتهم كريهه
...ضحك الجميع على كلام (روزا) .
وقالوا لها : ربما سوف تعطيكى وحش صغير لأنها تحبك
ذهب الجميع لأم جمال وذهبت( روزا) معهم لتقيس الفستان الخاص بها
ام جمال الخياطه الكبيره في السن ،التى تقوم بتفصيل أجمل الموديلات ،بأدق التفاصيل الجميله، رغم الإعاقة بمرض التأسد التى أصابها بسبب تربيتها لكميات كبيرة من الأرانب من كل الأنواع
إتصلت بنا أم جمال وقالت لنا أن نجلب لها بعض الجزر لوحشها الصغيره ونحن في طريقنا لها
أقترب موعد الحفله لبعض الأقارب ، ذهبنا لأم جمال لنرى ماذا فعلت فى الفساتين الخاصة بنا
قالت روزا : لأمها.... لماذا ....لم نشترى ملابس جاهزة بدل من كل هذة العطله والتأخير في الوقت لدى أم جمال؟!!!
ردت الأم : لا أحد يستطيع عمل ما تفعله أم جمال من دقه وجمال فى الملابس، نحن نتعامل معها منذ سنين، وهى مسكينه ،سافر أبنائها خارج البلاد وليس لها أحد سوى الجيران ، والمعارف ونحن نعتبرها من أهلنا وأكثر
عندما وصلوا إليها اعطوها الجزر ، و قالوا لها أن تقوم بإنهاء فستان روزا أولا حتى يقوموا بشراء بعض الاشياء.
....صرخت روز فيهم ...
وقالت لهم: لم تتركونى هنا بمفردى انا اكره الأرانب؟!!
ظلت أم جمال تضحك عليها وقالت لها هل ترين تلك الصندوق
قالت لها (روزا) ......نعم ماذا به
قالت لها أم جمال ....به هدية لكى مني جميلة جداً
نظرت (روزا ) للصندوق وجدت به أرنب لطيف جداً ، وظل يشاور لها ، يريد منها الجزر ، رويداً رويداً ظلت تعطيه جزر حتى خرج من الصندوق وجلس بجوارها
أستغربت (روزا ) من جماله وحبته على الفور
وقالت (روزا ) لأم جمال لماذا تعطينى هذا الأرنب ؟
قالت لها أم جمال ...عيد ميلادك اليوم يا (روزتي)
شعرت (روزا ) بالخجل ، ولم تتوقع أبدا أن أم جمال تتذكر عيد ميلادها ، ولأول مرة ترى ( روزا ) أم جمال مربية الوحوش بشكل مختلف
ثم قالت : لها شكراً جدتى العزيزة على رقتك
أسفه لم أكن أتوقع كل هذا اللطف منكِ
قالت لها أم جمال : أن تطعم الأرانب في إحدى
الغرف وتضع لهم الجزر لأنها متعبه قليلاً
فعلت (روزا )ذلك ، ولأول مره لم تخاف من الوحوش الصغيره، وشعرت بالمسؤولية إتجاه أم جمال والأرانب اللطيفة
ظلت روزا تلعب مع الأرنب ، وتتحدث مع أم جمال على إختيار إسم لأرنبها اللطيف ، مر الوقت ولم تشعر (روزا )
بالملل مثل سابق ، وشعرت بحب أم جمال ،وبيتها ،ووحوشها الصغيرة ،ونسيت أمر الفستان.
ثم دق جرس الباب وقامت (روزا ) تفتح البوابه كما لوكان بيتها ، ولم يُخفها النور الخافت ، أو الوحوش الصغيره التى كانت تجرى هنا وهناك
أستغرب الجميع من البسمه على وجهه (روزا )
وقالوا لها : ما حال الفستان يا روزى!!!
...لم ترد عليهم ..
وقالت لهم : ما رأيكم فى وحشى الصغيرة ؟؟؟
هديتي من جدتي أم جمال لعيد ميلادى اليوم
...ماذا أسميه؟
أختاروا معى إسم
ما رأيكم في (لى لى)
"ضحك الجميع ومعهم أم جمال على روزا"
"وإهتمامها بوحشها الصغير لى لى"
بقلم // رضا العزايزة