قطوف إقتصادية-3 هل إنتهت أزمة الديون الأمريكية ؟ أميرة عبد العظيم تكتب :
بداية حينما يكون الكلام عن الصفقة التى أبرمت فى الولايات المتحدة الأمريكية والتى كان الهدف منها حل مشكلة أزمة الدين الأمريكي ورفع سقف الديون
فهذه صفقة وليست حلاً لأن مصدر المشكلة الحقيقي هو أن السياسيين اليوم لا يجدون حافزا كبيرا يدفعهم إلى القبول بالحلول الوسط في ظل بيئة تتسم بالدوائر الانتخابية المقسمة لمصلحة حزب بعينه ووسائط الإعلام التقليدية والاجتماعية المنعزلة أيديولوجيا "التي تضخمها الروبوتات، والخوارزميات، والحوافز الاقتصادية"، ستتفاقم حتما حالة عدم الاستقرار في المستقبل المنظور.
قد يعني هذا تعطل الحكومة على نحو أكثر تكرارا أو فرض مزيد من القيود على استقلال البنك المركزي.
حقيقة الأمر أن فكرة إضطرار الولايات المتحدة إلى التخلف عن سداد التزامات السندات إذا بلغت حد الدين الأقصى مجرد تصور زائف ذلك أن ما تـحـصـله الحكومة من الدولارات الضريبية يكفي ويفيض لسداد الفائدة على الدين، ولا يوجد سقف الديون أي عقبات تحول دون ترحيل الديون المستحقة عند استحقاقها.
بطبيعة الحال، ستكون الحكومة مـجـبـرة على الامتناع عن الإنفاق فوق دخلها، لأنها لن تجد سبيلا للقيام بذلك دون إصدار ديون جديدة.
وبناءا عليه فإن وزارة الخزانة ستضطر إلى اختيارات صعبة. ولأن لا أحد يرغب في المساس بالتضامن الاجتماعي أو Medicare برنامج المساعدة الطبية المخصص لـكبار السن، فقد يكون من الضروري تأخير أو تقليص المدفوعات على بنود أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى تعطل الحكومة جزئيا ولن تكون هذه المرة الأولى.
لا شيء قد يجبر وزارة الخزانة الأمريكية على التوقف عن الوفاء بديون الولايات المتحدة القائمة ودفع النظام المالي العالمي إلى الفوضى. لن يحدث هذا إلا إذا استمر الجمود لفترة طويلة عـدة أشهر إلى الحد الذي تنفجر معه الضغوط السياسية ببساطة.
هذا ما يحدث عادة في الأسواق الناشئة المثقلة بالديون، حيث يحدث التخلف الصريح عن السداد قبل أن تصبح القدرة على السداد هي القيد الفعلي. على النقيض من الحال في الأسواق الناشئة، حيث تكون الديون في الأغلب مقومة بعملة أجنبية وقدرة الدولة على فرض الضرائب مقيدة بشكل حاد، تستطيع الولايات المتحدة إصدار مزيد من الديون بالتلويح بعصا سحرية، وإن كان الإفراط في الإنفاق بسرعة أكبر مما ينبغي من شأنه أن يغذي التضخم.