ابني ليس ملكي
بقلم - نهى عسل
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا) سوره الكهف)
هناك العديد من الناس تقوم بالكثير من الجهود بالحياة معتقدين أنهم عملوا وقدموا احسن ما عندهم !!
ولكن للأسف الشديد هم لم يفعلوا شئ فوق طاقتهم لاننا كبشر مكلفين بالسعي أمام الله وليس النتائج
ولو استرجعنا تفسير الايات السابقه من ناحيه الاباء والابناء والتربيه فبعض الاباء عندهم شعور انهم عملوا ما يجب عمله واكثر مع ابنائهم فهم يقدمون لهم كل وسائل الرفاهية في الطعام والملبس والشراب وافضل واغلي المدارس والجامعات ونسوا ان الابناء تحتاج اكثر ماهو اكثر من الطعام والملبس والنوادي الترفيهية فهو لاشك انهم مهمين للابناء ولكن هم بلا فائدة ان لم يزرع الاباء القيم والمبادئ والأخلاق في أبنائهم لتجعلهم ذو شخصية سليمة تستطيع فيما بعد تحمل المسولية والتصرف والسعي بالحياة دون الحاجة لابائهم .
فهل فكرنا بيوم كاباء وامهات هل نسعي ونقدم احسن ماعندنا لأبنائنا كي نكون امام انفسنا قمنا بالتربية على افضل وجة ام كى نظهر أمام الأسر الاخري بأحسن صورة وأفضل منهم اي رياء ام نفعل ذلك من أجل الله ولكي يعتمدون علي انفسهم بالحياة. فاولادنا لن يستمرون صغار ملك لنا مدي الحياة سياتي اليوم الذي ينفصلون عنا وهي سنة الحياة
ورغم ان تعليم الابناء القيم والمبادئ مهم الا ان بعض الاباء يفسدون ذلك بمدمرات التربية رغم انهم يبذلون اقصى ما في وسعهم لكن الابناء لا يشعرون بذلك وقد يكون الابناء غير متفقين مع عطايا الاباء وذلك بسبب مدمرات التربية والتي تتمثل في الاتي.
اللوم و النقد اللاذع فالاباء هنا يروا الجانب السلبي فقط ويركزون عليه وليس الجانب الايجابي للابناء فهم يروا العيوب دون المميزات وللأسف يركزون عليها وعليه تصدر منهم الإهانات وإطلاق الالفاظ الجارحه التي تصيب الابناء لسهام المسمومة اثناء توجيهه ثم الاستهزاء والسخرية من تصرفات الطفل وكل هذا تحت بند الهزار .
فالابناء عموماً سوا كانوا كبار او صغار يحتاجون الي من ينصت ويستمع الى مشاعرهم والانصات بالاذن والعقل والقلب وليس مجرد سمع والسلام .
لذلك نجد ان التربية السليمة تكمن في بناء الشخصية والبعد عن مدمرات التربية وكذلك يجب أن يعلم الاباء ان التربية بالسعي ليس بتحقيق النتائج .
فهدايه الابناء بيد الله وليست بيد الاباء فقط على الاباء الاحسان والعمل وليس تحقيق النتائج واكبر مثال على ذلك سيدنا نوح وابنه فهو لم يستطع ان يجعله يركب ويؤمن بالله ويستمع الى كلام والده وعندما دعا سيدنا نوح ربه يهدي ابنه رد الله على سيدنا نوح وقال تعالى ( قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين) ( ايه 45 و 46 سوره هود)
ومن ذلك كله ان التربية تتلخص في بناء شخصيه الابناء والبعد علي مدمرات التربية والسعي لله وندرك ان النتائج بيد الله وحده
فاولادكم ليسوا لكم، اولادكم ابناء الحياه المشتاقه الى نفسها بكم الى العالم لكن ليس منكم ومع انهم يعيشون معكم فهم ليس ملكا لكم ( جبران خليل جبران)