الرئيس السيسى يعطى توجيهاته بالتوسع لاستصلاح 600 ألف فدان بأحدث أساليب الزراعة والرى
فى أقصى الجنوب الشرقى لمصر، ووسط الصحراء، تلمع المساحات الخضراء لمشروع توشكى القومى "أمن مصر الغذائى" والذى وضع أساسه الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، وأولى الاهتمام به والتوسع فيه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى.
صرح الرئيس السيسى، خلال لقاءه مع طلاب الأكاديمية العسكرية، أن الدولة تواجه تحديات ارتفاع أسعار السلع الأساسية من خلال وضع مساحات ضخمة من الأراضى الزراعية على خريطة مصر سواء في الدلتا الجديدة أو توشكي أو شرق العوينات.
ومشروع توشكى، وفقاً لتصريحات المهندس حازم عبد المنعم، نقيب الزراعيين بمحافظة أسوان، هو أحد أهم مشروعات الدولة الزراعية القومية التى تساعد على توفير ملايين المنتجات الزراعية المختلفة، من خلال استصلاح واستزراع حوالى 600 ألف فدان حول منخفضات توشكى، وتخصيص الأراضى للمستثمرين وشركات تابعة للدولة، فى إطار خطة توسيع رقعة المساحة المزروعة من 5% إلى 25% من مساحة مصر بكل ما يترتب عليه من آثار ديموغرافية واقتصادية واجتماعية.
وأضاف نقيب الزراعيين بمحافظة أسوان، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أولى اهتماماً بالغاً بمشروع توشكى باعتباره مستقبل مصر للاستثمار الزراعى فى الخير والنماء، خاصة بعد إضافة مساحات زراعية جديدة فى الفترات الماضية لزيادة الرقعة الزراعية لتصبح أراضى زراعية جاهزة للاستغلال الأمثل والتى يمكن أن تحقق طموحات الشباب فى توفير فرص عمل حقيقية لهم.
وأشار إلى أن مشروعات التنمية الزراعية فى مصر تتم في إطار التوسع الأفقى، ومنها مشروع توشكى على مساحة 600 ألف فدان، ولذلك فإن هذه المشروعات لها أهمية استراتيجية فى التحديات التي تواجه الأمن الغذائي على مستوى العالم، مؤكدا أن الدولة المصرية كانت جاهزة للتعامل مع هذا الأمر، وكان اهتمام الرئيس بالتوسع فى الزراعة بمشروع توشكى له الأثر البالغ فى ذلك، بعد جهود إحياء المشروع عن طريق الاهتمام بالبنية التحتية وتطويرها من خلال شق الترع وتوفير شبكات الكهرباء والطاقة وحل جميع المشكلات وتعزيز نقاط الضعف التى كان يعانى منها المشروع فى السنوات الماضية.
وأوضح، أن مشروع توشكى يتميز بالإنتاج المبكر عن باقى محافظات الجمهورية، للكثير من المحاصيل خاصة القمح وبعض الثمار الأخرى، بسبب ارتفاع درجة الحرارة والطقس الجاف فى المنطقة، مشيراً إلى أنه يتم زراعة العديد من الأصناف الممتازة من محصول القمح والتى تعطى إنتاجية كبيرة للغاية تتراوح ما بين 20 إلى 24 إردب للفدان، موضحاً أنه تم افتتاح صومعة الراجحى بمنطقة توشكى العام الماضى، وتصل طاقتها الاستيعابية إلى 30 ألف إردب من أجل استقبال محصول توشكى وأبوسمبل من القمح.
وتابع المهندس حازم عبد العظيم، أن مزرعة النخيل فى توشكى ستحقق الاكتفاء الذاتى من التمور وتفتح أفاقا جديدة للتصدير وتساهم فى زيادة الدخل القومى، ومن المستهدف زراعة 2.3 مليون نخلة من أجود الأصناف والأنواع، تساهم المزرعة فى إنتاج فسائل جديدة تزيد نسبة زراعات الأنسجة على مستوى مصر بأكملها وتوفر الاستيراد من الخارج.