أنباء اليوم
الجمعة 8 نوفمبر 2024 05:18 صـ 6 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

جولد بيليون: توقعات تقرير التضخم الأمريكي لا تصب في صالح الذهب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت أسعار الذهب انخفاض خلال تداولات اليوم الأربعاء لتتداول بالقرب من أدنى مستوياتها في أسبوعين الذي سجلته يوم أمس، يأتي هذا قبل صدور بيانات التضخم عن الولايات المتحدة في وقت لاحق من جلسة اليوم وسط توقعات متزايدة بارتفاع التضخم مما قد يؤثر على قرارات البنك الفيدرالي.
تتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1912 دولار للأونصة بعد أن سجل انخفاض بنسبة 0.1%، يوم أمس سجل الذهب أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 1907 دولار للأونصة بعد أن شهد انخفاض بنسبة 0.5%.
انخفاض أسعار الذهب جاء بسبب ضغوط فنية على السعر وتوقعات بتقرير تضخم أمريكي في غير صالح الذهب، فالمتوقع أن يرتفع التضخم بنسبة 0.6% في أغسطس بأعلى من قراءة يوليو عند 0.2%.
التوقعات بارتفاع التضخم تأتي بسبب ارتفاع أسعار الوقود التي قفزت في اعقاب ارتفاع أسعار النفط الخام، يذكر أن النفط الخام الأمريكي قد ارتفع منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.6% ليسجل اليوم أعلى مستوى منذ شهر نوفمبر 2022 عند 89.62 دولار للبرميل.
أي علامات على ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة تعطي البنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الزخم لرفع أسعار الفائدة أو حتى إبقائها مرتفعة لفترة أطول. قد تؤدي القراءة القوية أيضًا إلى جذب المزيد من التصريحات المتشددة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، على الرغم من أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك أسعار الفائدة ثابتة في الوقت الحالي.
الأسواق تسعر حالياً احتمال بنسبة 92% أن الفيدرالي سيبقي الفائدة دون تغيير في اجتماع سبتمبر، واحتمال آخر بنسبة 38.5% أن البنك سيقوم برفع الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع شهر نوفمبر
ارتفاع معدلات التضخم أيضاً من شأنه أن يدفع العائد على السندات الحكومية إلى الارتفاع ليزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب، ويتداول العائد على السندات لأجل 10 سنوات حالياً عند المستوى 4.3% بالقرب من أعلى مستوياته في أسبوعين. بحسب تحليل جولد بيليون.

الذهب يعد أصل لا يقدم عائد لحائزيه وبالتالي ارتفاع عوائد السندات يزيد من خروج الاستثمارات من أسواق الذهب لصالح سوق السندات، هذا بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بدعم من أسواق السندات.
شهد مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليعاود الاقتراب من المستوى 105. وقد ساعد هذا على زيادة عمليات البيع على الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما حيث يعد الذهب سلعة تسعر بالدولار.
توقعات الفائدة قد تحد من فرص الذهب
إن ارتفاع أسعار الفائدة لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الأصول التي لا تدر عائدا. وقد تسبب هذا في الاضرار بالذهب خلال العام الماضي وحدت من أي انتعاش كبير في مستوياته.
ومن المتوقع أن تظل أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة حتى منتصف عام 2024 على الأقل، مما يحد من احتمالات انتعاش الذهب، في حين تشير التوقعات المتضائلة بحدوث ركود هذا العام أيضًا إلى ضعف الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
من جانب آخر من توقعت جولد بيليون أن يقوم البنك المركزي الأوروبي غدا برفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه للمرة العاشرة على التوالي، وذلك في ظل توقعات البنك أن تظل معدلات التضخم أعلى من 3% العام المقبل.
أيضاً ضعف توقعات النمو الاقتصادي في أوروبا إلى جانب انخفاض الثقة في الاقتصاد الصيني يعملان على تزايد الاقبال على الدولار الأمريكي وبالتالي يحد من فرص الذهب لتحقيق أي مكاسب.
استمرار معاناة أسهم شركات الذهب
للشهر الثاني على التوالي تشهد أسهم شركات الذهب تراجع في ظل تأثرها بتراجع أسعار الذهب وخروج التدفقات بعيداً عن الاستثمارات المباشرة أو الغير مباشرة في الذهب.
شركة نيومونت التي تعد المصنف الأول عالمياً باحتياطي من الذهب يصل إلى 96.1 مليون أونصة في إحصاء ديسمبر الماضي، شهدت انخفاض في سهمها المتداول في بورصة نيويورك خلال هذا الأسبوع بنسبة 0.7% ليسجل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي.
لتظل تداولات السهم بالقرب من أدنى مستوياته منذ شهر أكتوبر من عام 2022، حيث تعاني الشركة من تراجع الإقبال على الذهب وبالتالي انخفاض أسعاره الأمر الذي يؤثر على إجمالي ما تمتلكه الشركة من احتياطي ذهبي.
بالإضافة إلى هذا فإن المكاسب التي يسجلها الدولار الأمريكي تقلل من فرص الأسهم للتعافي أو تسجيل مكاسب، خاصة أن أسواق السندات الحكومية تحصل على حصة كبيرة من الأسواق.
أسعار الذهب في مصب
شهدت أسعار الذهب المحلية استمرار في التداول في نطاق ضيق يميل إلى الهبوط وسط ترقب الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم، إلى جانب الحذر في التداول بسبب توقعات بتغير سعر الصرف المحلي خلال الشهر الجاري.
افتتح الذهب عيار 21 تداولات اليوم الأربعاء عند المستوى 2195 جنيه للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17560 جنيه.
جلسة الأمس شهدت افتتاح واغلاق عند نفس المستوى 2195 جنيه للجرام ولكن خلال الجلسة سجل الذهب أدنى مستوى عند 2190 جنيه للجرام وأعلى مستوى عند 2200 جنيه للجرام.
تراجع الذهب في السوق العالمي يوم أمس ساعد على المزيد من التراجع في سعر الذهب المحلي يوم أمس، ولكن يبقى النطاق الضيق هو المسيطر على التداولات في ظل ترقب تطورات السوق المحلي، وفق رؤية جولد بيليون.

الطلب حالياً على الذهب يشهد تراجع خلال هذه الفترة من العام خاصة على السبائك والعملات الذهبية، هذا بالإضافة إلى حيادية المشاركين في الأسواق وعدم الرغبة في دخول السوق سواء بالبيع أو الشراء الأمر الذي يدفع السعر إلى التحركات العرضية.
الترقب الحالي في الأسواق لقرار التعويم الذي قد يصاحب مراجعة صندوق النقد الدولي، ساهم بشكل أساسي في عزوف المشاركين في الأسواق عن الدخول في الأسواق حالياً الأمر الذي دفع الأسعار إلى التحرك بهذه المستويات العرضية.
في سياق متصل صرح رئيس الشعبة العامة للذهب أن أسعار الذهب سترتفع بنسبة تتراوح من 10% إلى 15% عند انتهاء مبادرة الإعفاء الجمركي عن واردات الذهب، وذلك بسبب النقص في المعروض الذي سينتج عن هذا خاصة مع وقف عمليات استيراد الدولة للذهب بسبب أزمة نقص الدولار.
هذا وقد تقدمت وزارة التموين بطلب إلى مجلس الوزراء بمد فترة مبادرة الاعفاء الجمركي للذهب الوارد، حيث من المفترض أن تنتهي المبادرة بشكل رسمي في نوفمبر القادم.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
استطاعت أسعار الذهب يوم أمس اختراق مستوى الدعم الثانوي عند 1915 دولار للأونصة لتصل إلى منطقة الدعم الرئيسية 1907 – 1910 دولار للأونصة مع استمرار فرص الهبوط في التواجد مما قد يدفع الأسعار إلى اختبار المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة.
بيانات التضخم اليوم عن الاقتصاد الأمريكي من شأنها أن تؤثر على تحركات الذهب بشكل كبير فقد تدفعه إلى مزيد من الهبوط ومحاولة كسر المستوى 1900 دولار للأونصة، وقد تعيده إلى التعافي وفي هذه الحالة يمكن الوصول إلى منطقة المقاومة حول المستوى 1930 دولار للأونصة.
وبالنسبة لأسعار الذهب محلياً نجد أن ضعف الطلب على الذهب تسبب في تحركات عرضية تميل إلى الانخفاض مما دفع السعر إلى تسجيل أدنى مستوى عند 2190 جنيه للجرام قبل أن يرتد سريعاً إلى المستوى 2200 ويستقر عند 2195 جنيه للجرام.
الأسواق في انتظار الحافز المناسب ليزيد من زخم تحركات الذهب التي تشهد ضعف في الزخم خلال الفترة الأخيرة. وفي حالة كسر المنطقة الحالية متوقع أن يتزايد زخم البيع بشكل كبير ويفتح الباب لمزيد من الهبوط واستهداف منطقة 2150 – 2155 جنيه للجرام، ومن بعدها 2130 جنيه للجرام.